الأنباط -
حسين الجغبير
ما ان كشفت الحكومة عن موقع مشروع المدينة الجديدة وطرائق تمويلها حتى سارع الأردنيون إلى التندر على الموقع، شرق منطقة الموقر، وتبلغ مساحتها الإجمالية المقدرة بعد الانتهاء منها نحو 277 ألف دونم، وتبعد نحو 40 كيلو متراً عن وسط العاصمة عمان، وذهبوا إلى إطلاق مسميات مقترحة للمدينة التي يرون أنها صعبة التحقيق.
كيف يرون ذلك، وعلى أي أساس لا يمكن لنا أن نفهم، تعليقات لمجرد التعليقات، هي كذلك للأسف، بعضهم يسوق مثلا إلى مشروع الباص السريع الذي مضى على عمر بداية العمل به أكثر من عشر سنوات، وهي مقارنة بحسب وجهة نظرهم كافية للحكم المسبق على مشروع المدينة الجديدة، والتوكيد بأنها لن تكون، أو على أفضل الحالات ستكون لكن ليس في الوقت المحدد، وليس بالكيفية الموضوعة لها، وأيضا لن تحقق الأهداف المرجوة منها.
هي أراء وأحكام مسبقة كما قلنا، لكن في مثل هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها البلد فلا بد من التأكيد أن الأحكام المسبقة تزيد من احباط الناس وقهرهم، وشعورهم بفقدان الأمل ببلدهم، ولن يخدم هذا الحديث أحدا.
دول عربية عديدة أعلنت عن مشاريع ضخمة، وذهب الأردنيون إلى التغني بها دون تنمر أو إطلاق أحكام مسبقة، ووصفوا القائمين عليها بأنهم يعملون على تطوير دولهم، وفي هذا انتقاص واضح بحق هذا البلد الذي نعيش فيه هذا البلد الذي تجاوز تحديات لا يمكن لأي دولة أن تتحملها في ظل وضعها السياسي المنبثق من أزمات محيطة به، والاقتصادي الصعب جراء عدم وجود موارد طبيعية.
ربما العديد من التجارب لم تقنعني شخصيا، لكن هذا لا يعني أن اعيش في بوتقة فقدان الأمل، فالمدينة الجديدة ان كتب لها أن تقام كما هو مرسوم ومخطط، فحتما ستكون تحولا غير مسبوق، فليس من السهل أن تحول أراضي صحراوية إلى مدينة جديدة، ذكية، يتوفر فيها كل ما يحتاجه الناس، إذ إنها تضم جميع خدمات البنية التحتية، وتوفر فرص عمل محلية وإقليمية وعالمية، كما إنها سبيل للتخفيف عن عمان ما تشهده من اكتظاظ، ناهيك عن فرص العمل التي ستوجدها للأردنيين الذين بلغت نسبة البطالة بينهم أكثر من 24 %، بحسب الأرقام الرسمية، فيما الواقع يقول انها أكبر من ذلك بكثير.
المدينة الجديدة تقوم على أساس التخطيط طويل الأمد وهذا يعني أنها مشروع ليس هينا، ولا يمكن الحكم عليه مسبقا، فلماذا لا نتغنى بالفكرة ونثق بإمكانية تحقيقها.