الأنباط -
الواقع يقول انه لا مجال لفرصة جديدة امام رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، وان ما مضى من وقت بادارته للحكومة قد لا يكون متوفرا مثله في المرحلة المقبلة، التي يدرك الرئيس
نفسه انها مليئة بالتحديات والصعوبات.
الامر يتجاوز الوضع الاقتصادي الصعب محليا، الى اوضاع عربية واقليمية ودولية سياسية صعبة، خصوصا بعد وصول اكثر الاشخاص تطرفا وعنصرية لرئاسة وعضوية حكومة الاحتلال الاسرائيلي الامر الذي يتطلب استقرارا اردنيا حتى نتمكن من التعامل مع هذا الامر.
يعد اعلان حكومة الخصاونة الخطة التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي، بات الجميع يراقبون تنفيذها، ومحرجاتها، ما يعني أن على الحكومة سرعة الانجاز خصوصا وقد استمعنا لتأكيد جلالة الملك ذلك خلال ترؤسه اخيرا جانبا من جلسة مجلس الوزراء.
يعلم الرئيس انه امام وضع مختلف كليا عن مدته السابقة التي شهدت اجراء ستة تعديلات على فريقه الوزاري. كناصح ومحب له اقول ان الوقت ينفد وعليه اعادة النظر في كثير من السياسات.
يؤخذ على الرئيس انه يدير الملفات بعزلة عن الشركاء الحقيقيين، وهي سياسة لا بد ان يعيد خيوطها في اتجاه اكثر انفتاحا مع النقابات المهنية والعمالية وغرف الصناعة والتجارة، والمجتمع المدني والإعلام المحترم، فجميع ابواب هؤلاء مفتوحة بانتظار ان يطرقها الرئيس وفريقه الوزاري.
لا ننكر ان شعبية الرئيس متراجعة، وهذا ما اشارت اليه استطلاعات الرأي والاصوات الشعبية التي طالبت برحيل الحكومة في ازمة النقل الاخيرة، وهذا بحد ذاته مدعاة لان ندرك ان ما هو قادم يجب ان يكون مختلفا تماما عما مضى.
على الرئيس بدء العمل بشكل جدي، فالجميع يراقب ما سيقوم به، وينتظرون نتائج تحركه ،فهل يتجاوز الامتحان الاخير ويجعلنا نتفاءل بما هو قادم.
الاجابة في حوزة الرئيس وحده دون غيره، فهو الذي يملك كل التفاصيل، وهو من يضع السياسات، ويملك ادوات تنفيذها، وبيده الولاية العامة، فإما ان نغرق جميعا لاسمح الله، او يمسك بيدنا لنسير معا نحو بر الامان وهو ما يرجوه الوطن والمواطن.