الأنباط -
يستقبل الأردنيون عاما جديدا من أعمارهم و أعمالهم و أحزانهم و أفراحهم ، و همومهم و انكساراتهم ، و انتظارهم الذي يغلفه صبر الحياة و عشق الأرض .
دائما ما يحاولون أن يكونوا خطابا قادرا على استيعاب شيء من تحولات الزمن ، و يحاولون صياغة ثقافة و ثقة لصناعة الحياة ، و يضيئون دروبا عبر المسالك الوعرة ، و يبنون رغم مرارات القهر و الإنكسار.
ليكن عامنا الجديد سلاما على هذه الأرض و هي معشوقتنا الأولى و ما نحن إلا خدامها الصغار الذين نحبها بشغف و نحنو عليها بعاطفة نقية ، فقد يغفو الإنسان و لكن الزمن لا يغفو و سيكون شعارنا :
لن تتعب أجفاننا و إن سهرت
و لن تكل عزائمنا و إن عملت
و ستبقى أحلامنا خالدة قد تتوارى فينا و تهجع آمنة و لكنها ستضل متوهجة يقظة .
عام جديد ينتظر من الجميع خلق حوار خلاق يبعث همومنا و مخاوفنا و مآزقنا و آمالنا جميعا ، فالواقع يلح علينا أن نتحاور بصبر و صدق بعيدا عن التعصب والصد و الرفض .
عندما نتجول في تاريخنا المجيد ، فنجد أحدهم يقدس الحضارات ، و الآخر يفتح الجمجمة فيداعب جراحها بأصابعه ثم يعيد تسوية الشعر أملا ، و نجد ثالثهم ينشد أغانيه الرقيقة و تأملاته العذبة ، فتحية لك أيها الوطن النبيل و تحية لسرك المتجدد و لرجالك العظماء ، و تحية إلى أمة تضرب جذورها في أعماق الزمن ، فلا تغضب أيها الوطن و لا تقلق فمن حقك أن تكون من الغاضبين إن لم تقم إجلالا وإكبارا لك ، نسوي الليل بالنهار ، نصوغ العشق و نلتقي من أجلك ، و أبناؤك يبحثون و يصبرون و يسهرون حتى يعود الزمن مشرقا عبر بوابة الرضى ، و سيضل في الذاكرة هاجس يعيش فينا : بلادي و إن جارت علي عزيزة .
فعلى هذه الأرض تجمعت جيوش اليرموك وحطين و مؤتة ، و صنع التاريخ أمة عظيمة ، فلا تقلق أيها الوطن سنبقى نردد أغاني الحياة في هذا الزمن الصعب و ننشد شعر الغزل و نقول :
أنا عنك ما أخبرتهم لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
كل عام و الأردنيين بخير.
الدكتورة حنين عبيدات.