الأنباط -
الكرة العربية المتميزة كانت بحاجة ماسة لمن يقدم الدليل والاثبات على ذلك ...فجاءت الرسالة الجميلة التي كتبها منتخب الاسود المغربي الرائع الجميل ..الذي حقق الفوز وأي فوز على منتخب اسبانيا البطل السابق للمونديال والمرشح مع نخبة الكبار للمنافسة على لقب المونديال الحالي .. ستبقى مباراة فوز اسود المغرب على ابطال العالم الاسبان عالقة في نفوس وعقول عشاق الكرة في الوطن العربي والعالم ردحا من الزمن ..بعد ان اكد نجوم المنتخب المغربي الشقيق تميز الكرة العربية من جديد ..لا سيما ان الكرة العربية في المونديال لم تتمكن قبل هذا الفوز الكبير من اجتياز الدور الاول باستثناء المغرب ..حيث شهدت الادوار الاولى الخروج المشرف لمنتخب السعودية بعد اداء جميل وانتصار ثمين على الارجنتين ..والمنتخبين التونسي والقطري ...
كنا بحاجة فعلا لانتصار كهذا على منتخب اوروبي كبير ..يؤكد ان الكرة العربية ان وجدت الرعاية والاهتمام ..فانها تبدع وتتطور وتلامس الانجاز ..دون الاكتفاء بمقولة اللعب المشرف والمشاركة من اجل الظهور مع منتخبات العالم ..لا سيما ان كبار النجوم العرب يسجلون التفوق في اقوى واعظم فرق الدوريات الاوروبية على شاكلة سفيان امرابط وحكيم زياش وياسين بونو واشرف حكيمي وسفيان بوفار ومزراوي واكرد وحمد الله وغيرهم .... الى جانب النجوم العرب الاخرين وهبي الخزري ومحمد صلاح والنني ورياض محرز وزيدان اقبال والقائمة تطول فعلا ..لتؤكد ان الخبرة التي اكتسبها هؤلاء النجوم من شأنها ان ترجح منتخبات بلادهم وان تضعها في مواجهات متكافئة مع نخبة منتخبات العالم ..كما حصل مع المغرب تماما ...
اليوم اصبح المنتخب المغربي ضمن المنتخبات الثمانية الكبار في العالم بوصوله الى الدور ربع النهائي ..هل ترانا وقد اكتفينا بما تحقق وهو كبير ..ام ان الطموح سوف يمتد نحو مواصلة المشوار ووضع نتيجة اسبانيا في ذمة التاريخ والانطلاق نحو انجاز اخر يدفع بالمنتخب الشقييق نحو مربع الاربعة الكبار طموحا نحو الفوز على منتخب البرتغال العريق ..ليكون المنتخب المغربي على بعد مسافة قصيرة من المنافسة على لقب البطولة العالمية ..الاجابة عن هذا السؤال تبدو صعبة لا سيما ان ما فعله الاسود امام اسبانيا سوف يجعل منتخب البرتغال في حالة استنفار في محاولة جادة لفك الشيفرة وعدم الوقوع في فخ الاسود!!
فوز المغرب درس بليغ للكرة العربية والافريقية والاسيوية كلها ..يعطيها الدافع والعزيمة والاصرار على مقارعة الكبار والتفوق عليهم ..ولن تكون نتيجة الاسود مجرد طفرة سرعان ما يخبو بريقها ..لكنها البداية لانطلاقة قوية لا تتوقف عند الفوز على كبار اوروبا فقط..وانما طموح المنافسة على لقب المونديال ولو طال الزمان ..من قلوبنا نبارك للاشقاء وننتظر لقاء البرتغال ونطمح بمواصلة المشوار ومهما كانت النهاية فقد كتب المغرب سطرا جميلا في سفر المونديال وكان بحق علامة فارقة بين الكبار ..فازت قطر بالتنظيم وتالقت المغرب في الملعب ...
عوني فريج