البث المباشر
أسبوع متقلب بطابع بارد وزخات مطرية بعض المناطق خطر يهدد الهواتف عبر منافذ الشحن العامة ‏مصادر : الشرع يقيم في قصر تميم خلال زيارته لقطر فتية التلال… وحوش مدعومة رسميًا فرض الاستقرار في المنطقة نفوذ الإسلاميين: بين الحظر المحلي والتصنيف الدولي عصر انتشار الكراهية الرقمية الملك عبد الله الثاني: فخر واعتزاز بتواجد النشامى في مونديال 2026 الحاج المختار احمد جميل بخيت الجغبير ابو جميل في ذمة الله ‏السفير الصيني في عمّان: 100 مليون دولار دعمًا لفلسطين في أكبر دفعة بتاريخ العلاقات ‏ تحذير صادر عن إدارة الأرصاد الجوية اليسار التقدمي الديمقراطي الاردني ماذا ينتظر … مهدي منتظر ينقذه قبل أن يحتضر؟ "حينُ يطرقُ الأردنُّ بابَ الأسطورة… بين ميسي والتاريخ" قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي مجمع الملك الحسين للأعمال يوقع مذكرة تفاهم لبناء وتطبيق نظام حديث لادارة مواقف للسيارات قائم على التكنولوجيا المومني: انجاز 25% من خطة المسح الوطني للشباب 2025 جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة تعميم صادر عن الهيئة البحرية الأردنية بشأن الحالة الجوية المتوقعة وتأثيرها على النشاط البحري د. عمّار محمد الرجوب قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي

كتب محمود الدباس.. الثعالب البشرية..

كتب محمود الدباس الثعالب البشرية
الأنباط -
كتب محمود الدباس..
الثعالب البشرية..

إنقض عليها.. ممسكا بمنديل ناعم كنعومة ذيله.. تفوح منه رائحة العطر الخبيث.. مخاطبا إياها بكلمات ماكرة.. لا يكسر قلب انثى إلا فاجر.. فما كان منها إلا أن أمسكت المنديل وكأنه نزل من السماء مع ملاك طاهر.. ومسحت تلك العبرة الطاهرة.. الممزوجة بكحل عينيها.. التي سالت على خدها الوردي..

كانت هذه مقدمة قصة.. رواها لي احدهم عن أحد معارفه الذين يتصيدون فرائسهم من الحرائر في أماكن التجمعات العامة.. والأسواق.. ومن على أبواب المحاكم الشرعية.. منتظرين ضحية تدمع عينها من ظلم زوجٍ.. أو من فقد عزيزٍ.. أو شح مالٍ تشتري ما اشتهت نفسها أو ما رأت عينها..
فيقدم لها شيئا مما تريد.. فتأخذه بشغف.. ظانة أنه من يد رجل زمن العرب حتى ما قبل الاسلام.. الذين كانت نخوتهم وفزعتهم تسبق غرائزهم.. لتصبح كالخاتم في الإصبع.. وتنجرف وراءه في ملذاته وشهواته.. فمنهم من تكون السادية مبتغاه.. أو حب السيطرة التي يفقدها فيمن عنده.. أو تعويض عقدة في نفسه من شيء ألَمَ به سابقا.. فتصبح هذه الفريسة مختبر تجاربه.. ومكان فرد عضلاته.. ولن أقول مسترجلا.. لا بل (مستذكرا) عليها.. وعندما تصبح في مرحلة اللا عودة.. يبدأ بالتلذذ بصراعاتها الداخلية.. ونحيبها الذي يدمي القلب.. دون رحمة ودون شفقة.. مهددا إياها بكل ما لديه من قذارات..

أعلم أن أمثال هذه النوعية من الحيوانات.. الأوغاد المخادعين قليلون.. ولكن أثرهم بالغ القوة.. وتأثيرهم شديد السطوة.. والفرار منهم يحتاج الى إرادة.. 

سُقتُ لكم هذه الخاطرة.. لأقول بأن الكثيرين منا قد يقع بالصدفة في مطب.. أو مشكلة.. أو هفوة.. أكانت.. عاطفية.. مادية.. جسدية.. وهذا أمر موجود في كل زمان ومكان.. ومعرضٌ له الكثير منا.. نتيجة ضعف في الوازع الديني أو الأخلاقي.. أو لظرف مالي.. أو لأسباب قد تكون طارئة عليه.. 

ولكن ما أردت التنويه عليه هنا.. هو ما يقوم به كلاب وثعالب بشربة.. مع سبق الإصرار والترصد.. بثوب الفازع بالخير.. المحب للنخوة.. المقدم للنصيحة.. صاحب القلب الكبير.. والصدر الحنون.. وفي داخله وحش مخادع.. ولا ننسى مَن نسلم انفسنا اليهم بخاطرنا في بعض الاحيان.. لاستشارة او علاج.. دونما اخذ اي نوع من الاحتياط.. فيستغلوننا بتخطيط ودهاء..

في النهابة أقول.. لنكن مذكرين الناس بهذا الأمر الخطير.. ونقدم النصح لمن نظن انه قد يقع في شراك هذه الثعالب البشرية.. ولنعلم أنه.. ليست كل النصائح متشابهة.. وليس كل الناصحين أمناء.. وليس كل من يستقبل النصيحة يكون سعيد.. وليس بالضرورة أن يتقبل..
فعليكم بالأمانة والإخلاص في نصحكم.. وأن تلتمسوا السرية في توجيهاتكم.. فإن اصابت النصيحة مبتغاها.. حبا وكرامة.. وإن لم تصب.. فليس عليك هداهم..
أبو الليث
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير