الأنباط -
مع مرور الوقت، تزداد المعلومات المنشورة عن عُمق العلاقات التحالفية و"الأخوية!" بين الحكومتين الأوكرانية والصهيونية ورئيسي النظامين، ضمن سعيهما المتواصل لتهويد البقية الباقية من دولة فلسطين القابعة تحت الاحتلال، فقد أكدت حكومة الكيان الغاصب أنها "لا ترى في أزمة أوكرانيا "إلا فرصةً لتعويض النقص الذي تعاني منه في مستوطنات الضفة الغربية التي تنخفض فيها نسبة المستعمِرين اليهود"، و "ضرورة تجنيدهم لتصفية الفلسطينيين"، زعماً "بسبب خطورة تعرُّضهم للهجمات الفلسطينية المتصاعدة"، حيث إن الغالبية العظمى من "الإسرائيليين" يفضلون الحياة في المناطق والمدن الأقرب لساحل البحر الأبيض المتوسط، بعيداً عن الضفة الغربية "الممتلئة بالفلسطينيين وهجماتهم اليومية التي ترهق الاحتلال ومستوطنيه".
زد على ذلك، يندرج استقدام يهود أوكرانيا إلى فلسطين المحتلة ضمن الهدف التاريخي للصهيونية بتنفيذ مشروعها التاريخي "الأمريغربي"، لتوطين "العدد الأكبر" من يهود الدنيا في فلسطين، وعلى مساحة الأراضي العربية التي يمكن لها، في إطار تطلعاتها العسكرتارية للتمدد الصهيوني، أن تحتلها في نقلاتها التوسعية التي ترفع شعارها التاريخي: "القضم فالهضم"، وهو ما أفضى إلى ابتلاع أراضي واسعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث يُقيم فيها وحدها أكثر من "مليون مستوطن"، وفقاً لمختلف المراجع، مُدججين بأحدث أسلحة الموت، وهو ما يتفق وخِطط ما يُسمَّى بـِ"الوكالة اليهودية"، وهي منظمة استعمارية قديمة.
وفي شأن متصل ومعادي للأماني الفلسطينية والعربية والإسلامية والمسيحية، نقرأ عن أنه ومنذ بدايات العام الحالي 2022، لم يتوقف الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن مهاجمة العرب بمفردات غير لائقة، ومطالباته المتواصلة للكيان الصهيوني بشد أزر بلاده ضد روسيا، والتعميق المتواصل للتعاون بين "تل أبيب" وكييف "لكسر الغزو الروسي لاوكرانيا!". وتحدث زيلينسكي "بفخر" في أحد خُطبه عن الزعيمة المجرمة، الصهيونية "غولدا موبوفيتش"، المعروفة باسم "غولدا مائير"، رئيسة الوزراء الإسرائيلية المقبورة، التي أنكرت تماماً وجود الشعب الفلسطيني واسم فلسطين. زيلينسكي تطاول على أمتنا العربية وَأشاد بمائير وزَعَمَ (أن أوكرانيا تجد نفسها اليوم في نفس الوضع الذي تجد "إسرائيل" نفسها فيه، أي أن لكلا البلدين جيراناً "مروِّعين" "يريدون رؤيتنا أمواتاً).
وفقاً لمختلف التقديرات المنشورة في وسائل إعلام مختلف البلدان، يوجد ما بين 150 و 200 وإلى 250 ألف يهودي في أوكرانيا، وصرّح العديد من زعماء دولة الصهيونية العالمية أنهم يَنشطون مِن خلال مناهج مُعدَّة سلفاً، لاستقدام عدد ضخم من يهود أوكرانيا وروسيا، مِمَّن يودّون الهرب من الحرب أولاً، وللابتعاد عن روسيا ثانياً، خشية تجنيدهم في صفوف القوات الروسية وارسالهم لجبهات القتال بمواجهة جيش أوكرانيا والمرتزقة الأجانب هناك. وعلى هامش ذلك، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قد سبق وصرح بالتالي: "كل يهودي ويهودية في كل مكان في هذا العَالم، يَعرفون تماماً أننا ننتظرهم هنا، وأن باب دولة إسرائيل مفتوح دائماً لهم". يتبع.
*