الترخيص المتنقل للمركبات في إربد غداً الحسين يتأهل للدور الثاني رغم الخسارة أمام شباب الأهلي عمدة معان الدكتور ياسين صلاح يوعز بتأمين مساحات امنة للنساء الحرفيات في معان. فارس إحسان القواقشة يكتب :مقارنة بين اقتصاديات نشوء الدولتين الاسلامية والأمريكية البطاينة يستقيل رسميا من حزب إرادة ويوجه رسالة للهيئة العامة الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض رئيس الوزراء يؤكِّد دعم الحكومة للتوسُّع في الاستثمارات القائمة في مدينة السَّلط الصناعيَّة لزيادة فرص العمل ووصول صادراتها لأسواق خارجية الأردن يشارك في اجتماع الـ73 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العدل العرب. وزير الأشغال يتفقد عددا من مواقع العمل في الكرك والطفيلة الملك يعود إلى أرض الوطن عمليات جراحية معقدة تنفذها كوادر المستشفى الميداني الأردني في غزة تنقذ حياة طفلة وشاب الملك يهنئ بعيد استقلال موريتانيا الأمن يكشف حقيقة وجود كاميرات على شارع 100 لتصوير المركبات واستيفاء رسوم مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي الخريشا إطلاق مبادرة "كرسي إرم نيوز للإعلام والإبداع" في الكونغرس العالمي للإعلام أبو السمن يتفقد عددا من مواقع العمل في محافظتي الكرك والطفيلة السماح بتسجيل مركبات هجينة لخدمة السفريات الخارجية العيسوي: الأردن، وبتوجيهات ملكية، المبادر في دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين سياسيا وإنسانيا جمعية سند الشبابية تشارك في الأسبوع العربي للتنمية المستدامة وزير الداخلية يوعز بالإفراج عن 486 موقوفا إداريا

غسيل دماغ عصملي

غسيل دماغ عصملي
الأنباط -

سعيد الصالحي

صدع رأسي صديق لي قدم للتو من تركيا، وهو يتحدث عن العجائب والغرائب التي شاهدها هناك، ولكنه غضب مني عندما أخبرته  بأنني لست معجبا كبيرا بتركيا الحديثة ولست مأخوذا أيضا بالدولة العثمانية القديمة، وبأن ما سمعته منه لن يقدم أو يؤخر برأيي، وحتى أشعره أن كلامه حول تركيا لم يذهب سدى، أخبرته أني من محبي الفنان ابراهيم تاتليسس فصوته الجميل وموسيقى أغانيه كانت سببا كافيا لاستمع له دون أن أفهم معاني الكلمات، وكذلك إحساسه عندما يغني يصلني، فالمشاعر الصادقة لا تحتاج إلى ترجمة، وأخبرت صديقي أنني أحببت المطرب أكثر عندما علمت أن أصوله عربية، فالدم يحن.

وأخذت أحدث صديقي السائح العائد عن آلة البزق الموسيقية التي تعرفت عليها لأول مرة في حياتي من الفنان العالمي دريد لحام الذي جعلها تتكلم اللغة العربية، وكنت قد استمعت إليها ذات يوم مع المطرب شيفان تنوح بالكردية واليوم أستمع لها تصدح بالتركية، فالبزق كان يتنقل بين الأقاليم ولم يفكر  في احتلالها أو تغيير هويتها، لقد كانت هذه الآلة وما زالت قادرة على التعبير عن الشعوب واحتضانها بصدق ومودة أكثر مما فعلت الدولة التركية القديمة التي لم تستطع أن تستوعب الأعراق المختلفة في دولة قادرة على مواكبة التغيرات، ولم تستطع هذه الدولة كذلك مداعبة أوتار التطور برشاقة كما يفعل عازف البزق.

ما يدفعني للحديث عن تركيا هو أن حبي لصوت ابراهيم تاتليسس أو إعجابي بمسلسل ما أو فيلم معين سواء في الدراما أو حتى في نشرات الأخبار، لم يدفعني نحو الدفاع عن كل ما هو تركي، فنار العروبة ولا جنة التتريك، ومهما كانت الظروف التي نعيشها في عالمنا العربي، ومهما حاول الإعلام التركي أن يصفها لنا بأنها جنة الله على الأرض، فلن أطبق ما حييت المثل الشعبي "القرعة تتباهى بشعر بنت أختها".

أنا لا أرى كل تركيا إبراهيم تاتليسس ولا أرى أن عالمنا العربي قد شحت فيه الأصوات الجميلة كما يفعل المتطرفون في الأعجاب بالآخر، فما زال قلبي مرهون بصوت الفنان فهد النجار، وما ينطبق على الأغنية والموسيقى ينطبق على كل المناحي الأخرى، فبعضنا ما زال ينظر إلى تركيا على أنها دولة مباركة ويتناسى أنها ابتلعت لواء الاسكندرونة العربي منذ العام ١٩٣٩ وما زالت تحاول حتى اليوم ابتلاع المزيد من الشمال العربي السوري.

لقد حاولت تركيا غسل أدمغتنا من خلال الاستعراضات السياسية أو عبر الدراما التركية التي تصور قادتها وحكامها الأوائل -وكذلك من تبعهم-  بأن لا مثال لشجاعتهم وحكمتهم وتدينهم وبأن مجتمعهم قائم على التدين والإحترام والمحبة، حتى أن معظم شبابنا بدأوا باطلاق اللحى والشوارب على الطريقة العصملية تيمنا بهم، آه لو توفرت ربع الإمكانيات الاعلامية والمادية والبشرية التركية للأستاذ المخرج محمد عزيزية لجعل من مسلسل الظاهر بيبرس ملحمة تزيد حلقاتها عن الألف ولتفرغ الفنان الكبير عابد فهد لهذا المسلسل طوال حياته.

صوت ابراهيم تاتليسس الجميل هو الشيء الوحيد القادم من تركيا الذي يستحق أن نفتح له أبواب قلوبنا ليحتلها كما يشاء.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير