الأنباط -
بدأت في مركز إربد الثقافي، اليوم الأحد، فعاليات الدورة الثامنة عشرة لملتقى عمان الثقافي، بعنوان: "العلامة ناصر الدين الأسد شيخ العربية وسادنها".
وقالت وزيرة الثقافة، هيفاء النجار، خلال حفل الافتتاح، إن العلامة ناصر الدين الأسد علم من أعلام الوطن، وشيخ العربية ومن أعلام السياسة والثقافة في الأردن الذي قدم للعالم العربي مفكرين وأدباء وشعراء.
وأضافت في الملتقى الذي أدار فعالياته مدير ثقافة إربد عاقل خوالدة، أنه قدم الأردن الى العالم بكبرياء من خلال منتجه الفكري والبحثي المعرفي، "نفخر ونفاخر به كمفكر أردني ابن الجنوب الذي تنفس روح إربد وشعرها وموسيقاها وفنها".
وأشارت إلى أنه قدم مشروعا يحمل فكرا نقديا بحاجة الآن إلى استعادته، داعية إلى الاحتفاء بمثل هذه القامات الفكرية لنقدم نماذج إنسانية عقلانية روحانية، بشراكة فاعلة مع الجميع.
وبينت أن وزارة الثقافة تحتفي بناصر الدين الأسد كما ستحتفي بالأجيال القادمة، لأننا نبني على الإنجاز متطلعين إلى المستقبل بأمل، لأن الثقافة مشروع عقل ونهضة وقيم وأخلاق.
بدوره، أكد رئيس الجامعة الأردنية، الدكتور نذير عبيدات، أن الحديث عن سادن اللغة العربية الجميلة ناصر الدين الأسد، أمر في غاية الصعوبة، مشيرا إلى أن اسمه ارتبط باللغة العربية والجامعة الأردنية.
وأضاف أن الكلام عن ناصر الدين الأسد في عاصمة الثقافة العربية يمنحه بعدا آخر، لأن الثقافة تمنحنا السعادة وتوفر بعض الإجابات عن أسئلة معقدة عن المستقبل الوجداني للبشرية، لأنها مرتبطة بالإبداع، وتوفر مستقبلا أكثر عدلا ورفاهية وجمالا لجميع الشعوب.
وأكد عبيدات أن الوفاء لناصر الدين الأسد لا يستقيم إلا باستدعاء عظيم آخر ترفرف روحه قريبا من هذا المكان، إنه مصطفى وهبي التل "عرار"، الذي أبدع وقال شعرا وكان له فكر مختلف وجميل وأعطى للإنسان قيمة حقيقية".
من ناحيته، قال الدكتور محمد حور من مجمع اللغة العربية، إن العلامة الأسد خلف لنا تراثا تجاوز حدود بيئته ووطنه، ووصل إلى الهند والصين، وبات علما وعضوا في مجامع اللغة العربية في مصر وسوريا والعراق والمغرب، وتمتع بعضوية هذه المجالس جميعها في وقت تمنى غيره أن يكون عضوا في واحد منها.
وأضاف "أما ناصر الدين الأسد، فقد تقلد أرفع المناصب والمواقع القيادية، تقديرا لعلمه ومكانته، وكان يتجدد بالتقادم، وها نحن اليوم نحتفل بمرور مئة عام على ولادته".
فيما أكد نجل العلامة ناصر الدين الأسد، المهندس بشر، أن الأمم الحية تحتفل بأبنائها المبدعين ممن شاركوا في بناء الدول الحديثة، مشيرا إلى أن والده كان شخصية عامة تقلد مناصب عددية منها السفير والوزير، وهي محطات توقف عندها وتركها خلفه، بينما تبقى مكانة المفكر والمعلم والمربي في أروقة الجامعة بين تلاميذه هي الأثمن والأغلى والأقرب الى قلبه.
وأضاف أن الحديث عن ناصر الدين الأسد، له فرسانه من مرؤوسيه وتلاميذه وهم جميعا الأقدر على الحديث عن بصماته الإبداعية، فهوة المعلم القدوة ذو الهيبة والوقار لم يكتسبهما مع اعتراك سنوات عمره بل ولدا معه وهو مازال في مقتبل شبابه، يضاف اليهما لطف المعشر وطراوة الحديث وخفة الظل فأكسبته أخلاقه محبة وقبولا واحتراما من الصغير والكبير.
واشتملت فعاليات الملتقى، الذي حضره وزراء ونواب وأدباء ومفكرون وشعراء وإعلاميون، على جلسة أدارها الدكتور صلاح جرار، قدم فيها الدكتور خالد ناجي بحثا بعنوان: "جهود الباحثين القدامى والمتحدثين في جمع شعر القبائل في هدى كتاب مصادر الشعر الجاهلي للدكتور ناصر الدين الأسد"، كما قدم الدكتور أيمن ميدان، بحثا بعنوان: "المرايا المتقابلة: طه حسين وناصر الدين الأسد نمط مخيف نمط أليف"، وقدمت الدكتورة امتنان الصمادي بحثا بعنوان: " تمثلات الذات والآخر في شعر ناصر الدين الأسد"، فقدم الدكتور عبدالقادر الرباعي بحثا بعنوان: "ناصر الدين الأسد نبراس البحث العلمي أكاديميا".
أما الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور أيمن ميدان، فاشتملت على بحث بعنوان: "ناصر الدين الأسد الأكاديمي المثقف"، قدمه الدكتور صلاح جرار، وبحث بعنوان "اللفظ القرآني بين تناقض العلماء وقلق المعنى ناصر الدين الأسد كتابه ألفاظ القرآن الكريم"، قدمه الدكتور عمر الفجاوي، وبحثا بعنوان: "منهج البحث العلمي عند ناصر الدين الأسد"، قدمه الدكتور إسماعيل القيام.
(بترا)