الأنباط -
جدي النعيمات- أقيم بصالة الأرينا في جامعة عمان الأهلية، اليوم الاثنين، حفل تأبين للراحل مروان عبد الحليم النمر الحمود بدعوة من أبناء مدينة السلط ومحافظة البلقاء ومؤسسة إعمار السلط والمجتمع المدني، بمشاركة رجالات الدولة وفعاليات رسمية وشعبية، وأدار الحفل الوزير السابق حيدر محمود.
وقال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز "عندما نتحدث عن المرحوم الشيخ والسياسي مروان الحمود، تضيع الكلمات، ويخوننا التعبير، ونتساءل هل يمكننا بهذه العجاله، ونحن نتحدث عن شيخ البلقاء، ان نفيه حقه وهو المدرسة بمختلف القيم النبيلة".
وأضاف "عندما نتحدث عن ابا العبد رحمه الله، فنحن نتحدث عن قامة وطنية رفيعة، يضيق الحديث حول مناقبها الحميدة ورفعتها، ومواقفها الانسانية والوطنية والقومية، ومسيرتها الخيرة في مختلف ميادين العمل العام، فالمرحوم من ابرز القامات الوطنية، ورجالات الأردن المشهود لهم بالعطاء والشموخ، سطر ارفع المعاني السامية، في سجلات الدولة الاردنية، انتماءا وولاءا، وحبا ووفاءا، للوطن وقيادته الهاشمية".
واشار الفايز إلى ان المرحوم، عشق الوطن بكل تفاصيله، وسعى لخدمته بمختلف الميادين والمجالات، و حمل رسالة الوطن بكل اقتدار واخلاص، فكان من اصحاب المواقف الصلبة والثابتة، المنتمية للوطن والعرش الهاشمي المفدى، ترك الاثر الطيب والسيرة العطرة، في كل موقع عمل به او تسلم قيادته، لذلك كلنا الم وحزن شديد على فقدانه ورحيله، فقد نعاه ابناء الوطن، من شماله لجنوبه، ومن غربه الى شرقه، ومن مختلف مكوناتنا الاجتماعية والسياسية.
وتابع: المرحوم ابا العبد، كان شيخاً حكيماً وسياسيا فطينا، وزعيما استثنائياً بكل المقاييس، وصوتا اردنيا حرا ، كان زعيما وشيخا، بنبل اخلاقه وعفة لسانه وعلو همته، صاحب عطاء كبير وخبرات متميزة.
وقال، عرفت المرحوم عن قرب، عرفته لطيف المعشر ورجلا عصاميا، دمث الاخلاق، عزيز النفس، صاحب رؤية وطنية ونظرة عروبية عميقة، كبير بمواقفه، وكبير باخلاقه وقيمه ومبادئه وحضوره، فالمرحوم كان انسانا يجمع ولا يفرق، حاضر بين اهله وقومه وعشيرته، احبهم فبادلوه الحب بالحب، ناصر ضعيفهم، وتواضع امام كبيرهم، واغاث ملهوفهم ، فكان زعيما وطنيا يمتلىء مروءة ورجولة، لهذا اوجعنا رحيلِه، رحل ابا العبد في ظروف صعبة يمر بها الوطن، يحتاج فيها الى الرجال اصحاب المواقف المبدئية والشجاعة، من امثال ابا العبد ، لكن قدر الله ومشيئته التي لا رادّ لها.
واضاف، ان المرحوم، ابن مدينة السلط وابن البلقاء وابن والأردن، عاش حرا ومات حرا ، عايش أحداثا كبيرة مرت عبر تاريخ مملكتنا، وكان شاهدا عليها بموضوعية، فلم تأخذه بالحق لومة لائم ، واستمر متمسكا بوطنه وقيادته ومبادئه، كان نموذجا وقدوة في العمل الانساني والسياسي، وها هو اليوم يغيب عنا بعد حياة طويلة، وبعد تاريخ نضالي ناصع البياض .
وزاد، المرحوم ، أسر قلوب أهله، وكل محبيه في أرجاء الوطن، وأبكاهم بحسرة عند رحيله، رحل شيخ البلقاء تاركا خلفه، إرثا كبيرا من القيم النبيلة والشجاعة والوطنية الصادقة، وانجازات كبيرة في مختلف مواقع العمل التي شغلها، كان رحمه الله، رمزاً شريفاً عفيفاً من رموز الوطن، فلم يكن يوما جهويا او عنصريا، كان الفقيد كياناً شامخاً من العطاء والخير ، عطوفاً متسامحاً لا يغيب عن البال ، وإن غاب الجسد سنبقى نذكره بكل فخر واعتزاز .
وقال رئيس الوزراء السابق طاهر المصري " اننا تشاركت خطانا منذ سبعينيات القرن الفائت وكما هي عيزرية السلط الأقرب الى قلبي كما هي عيزرية القدس الابعد عن كلانا ،صارت في وجداننا اكثر هيبة وجلالا وصارت البلقاء قي نفوسنا .
واضاف المصري أن دم العروبة يتدفق في عروقه عامر باناشيد الأمل دون أن يكف يوما عن مناجاة الوطن وقد تربينا في اكناف من تشكل وعينا ووجداننا على وقع هتافاتهم في مقارعة الاستعمار حالمين بكل ما استطاعوا اليه سبيلا لتتحرر مما يكبلها فصدى صوتهم مازال عاليا ومليئ السمع والبصيرة.
وبين أن الامثال ضربت في طول البلاد وعرضها للشيخ الجليل الذي يُؤثر الناس على نفسه ولو كان به خصاصة فكان فيك نصيب وافر للملهوف وللطريد ولعابري السبيل ولمن تقطعت بهم سبل النجاة فنذرت وقتك وروحك ونفسك وما ملكت يمينك كي يكون هذا الوطن الاردني النبيل . وقال رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة "سلام على قيادة اجتماعية ملتزمة تربت في بيت زعامة شعبية ارتبط بالناس وعشيرة من كرام الناس عشائر هذا الوطن عرفت دورها في البناء الوطني الصادق، سلام على قيادة وطنية كانت رمزا للأردن عشقت الأرض والناس وكانت عنوانا للالتزام الوطني الذي يعشقه الاردنيون ان يبقى هذا الوطن واحة للأمن والأمان صامدا في وجه التحديات وما أكثرها والمحن التي تتوالى على الزمن قيادة لا تداري تتصدى لكل خلاف بين الأهل في كل موقع عدنان إصلاح وتوفيق احبها الجميع دون رياء فغدت مرجعية حين الباس.
واضاف، سلام على قيادة عروبية تربت على الثابت الأردني بأننا جزء من الأمة العربية فكانت الحافظ الأمين لذلك الإرث في وطن ورث المشروع النهضوي العربي الحديث فكان مستقر ثورة العرب موءل احرارها وطن يعشق الأمة ويفتح صدره لكل ابناءها عندما تلم بهم الجواءح .
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان " لم أتوقعَ يوماً أن أقفَ مُثلَ هذا الموقفِ ،راثياً ومؤبّناً لأخٍ ورفيقٍ وصديقٍ عتيق ،لكنّهُ قدرُ الله فنصدعُ جميعاً لقدرِ اللهِ عزَ وجلٍ ونقولُ: إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون.
واصورغمَ أنَّ في قلبيَ غُصّة وفي مُقلةِ عيني دمعةٌ لا تتوقف وعلى لساني حَشرجُةٍ حَزينةٍ برحيلِ سنديانةٍ (سلطيةٍ – أردنيةٍ) تصلُ جُذورَها إلى أعماقِ البتراءِ ووادي رمْ وتُباريَ قِمّةَ هذهِ السنديانةِ شموخَ جبالِ البلقاءِ وسلسلة قِممِ جبالِ الشراةِ الضاربةُ جُذورَها في أعماقِ الأرضِ إلا أنني لا زلتُ أذكرَ ذاكَ الشابَ الأشمْ مروان الحمود في سبعينات وثمانينات القرنِ الماضي الذي يتّقدُ وطنية وحماسةً وحِكمةً وهوّ يحملُ في جُعبتهِ انتماءَهُ للأردنِ وطناً وقيادةً وشعباً فكتبَ على صفحاتِ تاريخِ الإردنِ قصةَ شيخِ عشيرةٍ أردنيةٍ أصيلةٍ وزعيمٍ شعبيٍ أردنيٍ لامسَ بوطنهِ ووطنيتهِ ووجدانهِ مُروجَ القمحِ في إربدَ وإرثِ السلطِ العريقِ التي تضمُّ أكثرَ مِنْ ألفِ بيتٍ تُراثيٍ وعانقَ بأردنيتهِ أيضاً قلاعَ عجلونْ والكركْ والطفيلةْ ومعانْ والعقبةْ والمفرق فيما كانَ بيتُهُ ملتقىً للأحبةِ والأصدقاءِ ورمزاً للوئامِ والتسامحِ والتوافقِ وإصلاحِ ذاتِ البينِ في بيت عزٍ وكرمٍ ونخوةٍ أحبهم وأحبوه.
هذا أستذكرُ معكمْ ها هُنا اليوم الشيخَ مروانْ الحمودْ الأخَ والصديقَ والزميلَ وأستذكِرُهُ أيضاً رئيساً لبلديةِ السلطِ ووزيراً للشؤونِ البلديةِ والقرويةِ والبيئةِ ووزيراً للزراعةِ ووزيراً داخلية للشؤون البلدية ورفيقاً في مجلسي الأعيانِ والنوابِ وأستذكِرُهُ كذلكَ حَكَماً وحكيماً وشيخَ عشيرةٍ تُرفرفُ فوقَ هامتهِ رايةَ الأردنِ وتمتلكُ مُهجتهُ وجوارحَهُ الولاءَ للقيادةِ الهاشميةِ ويَسمُو بشموخٍ في محبتهِ للأردنيين التي وَرِثَها كابراً عن كابرٍ مِنْ والدهِ المرحومَ بإذنِ اللهِ الشيخ عبدالحليم النمر الحمود العربيات أحدَ الزعماءِ الوطنيينْ الأردنيينْ الذينَ ساهموا تحتَ ظلِ الرايةِ الهاشميةِ في بناءِ وتقدمِ ونهضةِ الأردنِ وحمايتهِ في مراحلَ مُهمّةٍ وعصيبة.
إنني وأنا أرى هذهِ النُخبَ الوطنيةِ التي تُمثلُ خارطةِ الأردنِ بمدنهِ وقُراهِ وبواديهِ ومخيّماتهِ وقدْ حَضرتْ معاً لتُشاركَ في تأبينِ شيخِ البلقاءِ المرحوم مروانِ الحمود لأشعُرُ بأهميةِ البصماتِ الخالدةِ التي تِركها الراحلْ والتي لنْ تغيبَ عن ذاكرتنا أبداً فهوَ فارساً أردنياً عظيماً وزعيماً سلطياً وُلدَ وتربىْ وترعرعَ على أرضِ البلقاءِ وإلى جانبِ هذا وذاكَ هوَ ابنُ الشمالِ والجنوبِ والوسطِ وهوَ رمزُ الرصانةِ والحِكمةِ والهدوءِ الذي حظيَ باحترامِ كلِّ مَنْ عرفهُ عنْ قُربٍ داخلَ الأردنِ وخارجهِ. فقدْ عرفناهُ نائباً حكيماً لرئيسِ الوزراءِ مثلما عرفناهُ ممثلاً للأردنِ والعربِ عندما شَغلَ منصبَ الأمينِ العامِ لمُنتدى برلمانيي أفريقيا والدولِ العربيةِ للسُكانِ والتنميةِ حتى وقتِ وفاتهِ وكذلكَ رئيساً لمجلسِ إدارةِ مؤسسةِ إعمارِ السلطِ لمدةِ (22) عاماً وعضواً في المجلسِ الوطنيِ الاستشاريِ ويحملُ ثقةً ملكيةً منْ خلالِ وسامِ النهضةِ مِنَ الدرجةِ الأولى وغيرَ ذلكَ مِنَ المناصبِ التي تُؤكدُ أنَّ شيخَ البلقاءِ هُوَ بتراءُ السلطِ وهُوَ أحدُ أركانِها وأيضاً فيه عِطرُ أُقحوانِ سهول حوران في بلاد الشام وَدفءُ الأغوارِ ونسائمَ عجلونَ والشوبكَ ومادبا وجرش العليلةِ وفيه شذىً مِن عبقِ فلسطينَ ومِنَ القُدسِ والمسجدِ الأقصى وبيرزيت في قضاءِ رامَ الله التي تلقّى فيها دراستهُ الابتدائيةِ ثُمّ في طولكرم حيثُ درسَ في معهدِ الحُسينِ الزراعيِ لمدةِ سنتينِ والذي تخرّج منهُ عامِ 1964 ليعودَ بعدها إلى السلطِ ليصنعَ منارةً أردنيةً خاصةً بهِ على روابيَ السلطِ والعاصمة عمّانْ نعرفها في كُلِّ مدينةٍ وقريةٍ وباديةٍ ومخيّمٍ على امتدادِ الوطنِ الأردنيِ الكبيرِ.
وتابع: وألماً وحُزناً على الشخصِ أكثر منْ أنْ يسمعَ نبأ وفاةِ أخٍ وصديقٍ ورفيقٍ لهُ .خاصةً إذا كانَ هذا الصديق هوَ مثلُكَ بحجمِ الأردنِ صديقاً صادقاً ووفياً ورمزاً من رموزِ الوطنِ وعلى الرغمِ منْ أنَّ الموتَ حقٌ إلا أنّهُ الأصعبَ على النفسِ البشرية دموعٌ صادقةٌ وصامتةٌ خرجتْ بِحُرقةٍ حاملةً مشاعرَ الأسى والحُزنِ منْ أصدقائِكَ ومُحبيكَ يومَ وداعِكَ إلى مثواكَ الأخيرِ الذين أمّوا المقبرةَ بالآلافِ في ذاكِ اليومِ الحزينِ فكمْ شعرتُ وأنا أنظرُ في وجوهِهِم جميعاً مِنْ حُزنٍ وألمٍ وأسىً على فُقدانِ طَوداً أردنياً أشمّْ ورمزاً وطنياً شامخاً بأخلاقهِ الحميدةِ ورمزيتهِ التي قلَّ نظيرُها ولا نملكُ إلا الدعاءَ إلى اللهِ جلّتْ قدرتُهُ أنْ يتغمّدكَ بواسعِ رحمتهِ في الفردوسِ الأعلى.فالإنسانيةِ هي أهمُّ صفةٍ يتصفُ بها الإنسان مروان الحمود الإنسان نمْ قريرَ العينِ.
وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق رجائي المعشر " انه لاشيء اشد ايلاما من ان يأتيك رحيل عزيز واخ حبيب مشيرا ان الفقيد من نسيانه حيث ان علاقتنا لها جذور تاريخية ورثناها عن والدينا وبقينا اوفياء لارثهم وتاريخهم المشترك كونهما خاضا الانتخابات في قائمة واحدة بأول انتخابات بعد الاستقلال في عام 1947 وشكلا مع زملاء لهم كتلة قومية مبنية على عقيدة وطنية مشتركه بينهم وكانت مبادئها الانتماء للوطن والولاء لقائد الوطن والسعي لحرية العرب ووحدتهم والحياة الفضلى لمواطينهم وتطبيق مبادئ العدالة والمساواة وكان رحمه الله انسانا وابا وشيخا ومزارعا عشق ارض الاردن واعطاها نفسه وجهده فقد كان قلعة شامخة كما هي السلط.
وقال النائب عبد الحليم الحمود في كلمة اسرة الفقيد " ليس اصعب من هذا الموقف في حياتي، لم اكن اتصور ان ياتي يوم ارثي فيه والدي وان اقف امام هذا الحشد كالجسد بلا روح، علمني والدي ان الاردن مهبط الهوى والروح وان فلسطين قبلة القلب وانها على ما فيها من جروح ستشفى يوما وتعود السلط ونابلس تتعانق فيها الجبال والسفوح ،علمني ان كل شبر في وطني عزيز كما في السلط لدينا عزيز وان الهواشم قريبون من كل خير بعيدون عن كل شر ما تلطخت ايديهم بالدم بل كانوا احلم من العرب فسادوا بالعقل والنبل .
وكان رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري القى كلمة ترحيبية اشار فيها الى ان مسيرة الفقيد الحمود مسيرة عطرة من العطاء والإنجاز ومواقف الرجال الشجعان في مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ووجد الفقيد مدينته السلط هي الحضن الدافئ وإن ابناءها هم بصره وبصيرته وهي بالنسبة له منطلق لكل مقام ومقال، وها هو الاردن بكل رجاله ودع رمز من رموزه الكبار رحمه الله.
وتضمن برنامج حفل التأبين تلاوة ايات من القران الكريم وقراءة الفاتحة على روح الفقيد وعرض فلم عن حياة الفقيد