حسين الجغبير
تابعت مطالبة الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصةالفلسطينيين بعدم السفر عبرمطار "تمناع" لأن سفرهم هذايحققللكيان الصهيوني، مصلحة سياسية واقتصادية.. لا أعلم حقيقة ما طبيعة موقف السلطة الفلسطينية في هذا الشأن، رغم الانتقادات الشديدة التي وجهت لها تحت بند "غض الطرف" عما يجري، وعن شركات السياحة الفلسطينية وبرامجها التي تقدمها للسفر عبر هذا المطار!
لكن لا أستغرب ذلك، من السلطة الفلسطينية فقط، رغم أن رئيس وزرائها أكد من عمان اليوم أنه لا بديل عن العمق الأردني بالنسبة لهم، وإنما من جميع الدول العربية وغير العربية التي تدير سياساتها بناء على مفهوم المصلحة العليا لها، والمتمثلة في تعزيز مكتسباتها الاقتصادية، و السياسية، التي ربما التقت مصالحها بمصالح دولة الاحتلال ومصالح السلطة الفلسطينية في هذا الجانب، حتى لو كان الأمر على حساب الأردن.
هل هذه الدول مخطئة في حساباتها؟ حتما ليس كذلك، إلا إذا نظرنا للأمر بعين العاطفة، والمشاعر، وعشنا في وهم أن السلطة الفلسطينية وإسرائيل وغيرها من الدول قد تكترث لمصالح الأردن، أو أولوياته. هؤلاء يتعاملون مع هذا الملف من منظور تحقيق المنفعة الاقتصادية والسياسية، ولا أحد يعلم ماذا يخبىء لنا المستقبل.
أما إذا نظرنا للأمر من زاوية عقلانية، فلا بد من التأكيدأن الأردن الذي يقاتل على كل الجبهات، شرقا، وغربا، وجنوبا، وشمالا، قتالا يمتد لعشرات الأعوام، فيما تحاول دولا عديدة اضعافه اقتصاديا وسياسيا، بهدف اخضاعه لحساباتها، قادر على الدفاع عن مكتسباته رغم صعوبة المعركة. كل ما ينقصنا هو إعادة الحسابات بشأن أين تكمن الأولوية، ولمن!
لا يمكن المزاودة على أي صاحب قرار في هذه الدول بأن الأولوية للأردن، وعلى مختلف الأصعدة والجبهات، لكن لا يعني هذا أن صفعات عديدة نتعرض لها بشكل دوري، وآخرها تشغيل مطار "تمناع"، الذي يخوض الأردن معركه مع دولة الاحتلال بشأنه تعود لسنوات للوراء.
تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني مهم، لكن علينا أن نشاهد ذلك على أرض الواقع عبر اتخاذ اجراءات تدفع تجاه عدم تدفق الفلسطينيين نحو هذا المطار، خصوصا أن ذلك سيترك موقفا سلبيا لدى الشارع العربي، لأن الفلسطيني هو آخر شخص في الكرة الأرضية لا يجب أن يطبع مع دولة الاحتلال.
موقف الأردن المعترض على تشغيل مطار تمناع يعود إلى وجود مخالفات فنية عديدة فيه، ما يجعل من تشغيله تهديدا لسلامة الملاحة الجوية، وهذا ما أكده الأردن، لكنالأمر يحتاجمن الأشقاء الفلسطينيين اتخاذ موقف داعم للمملكة بالإعلان عن عدم السفر عبر هذا المطار وأن الطريق الوحيد للفلسطينيين هو عبر عمان.