الأنباط -
مع بداية شروق الشمس وتسلل اشعتها بين الغيوم ،،، انطلقنا في رحلة الى المثلث الذهبي للتمتع ببريق لونها مع انعكاس اشعتها على جبال المثلث وسهوله وهضابه ورماله الفضية .
وبعد المرور من بعض شوارع عمان وصولا الى مدينة البترا كان النشاط عنوان الرحلة وما ان وصلنا الى المدينة الوردية حتى بدت متعة المشي بين جبالها الشاهقة ذات الالوان الزاهية ... انستنا المتعة التعب وحرارة الشمس .. استرحنا قليلا في جو من الضحك والفرح وسحر المكان الذي يخفق له القلب له محدثا بعظمة الخالق التي تتجلى بروعة الاضواء المنعكسة بين شقوق جبال المدينة الوردية .
وعلى الرغم من جمال صخورها حول طرقها شعرنا ببعض التعب لان الطريق طويل جدا ويخلو من وسائل تنقل تناسب جيب المواطن الاردني اذ ان اسعارها اكثر من عشرة دنانير للشخص الواحد، ما يعني ان ما تدفعه العائلة سيخرق ميزانيتها.
تمنيت لو توفرت وسيلة ركوب مناسبة لتنقل الركاب وتحميهم من اشعة الشمس، كما تمنيت معالجة روائح فضلات الخيول والجمال المنثورة بين شقوق جبالها التي تفسد جمال التمتع باشعة الشمس المستلقية بين صخورها.
بعد المشي الطويل وصلنا الى الخزنة لنمتع انظارنا برؤية جمال لونها وارتفاعها الشاهق حتى نلتف ونعود ادراجنا نحو السيق للعودة الى نقطة الالتقاء دون المزيد من التجول ورؤية الاثار المخفية او حتى التجول داخل الخزنة، حتى الصخرة التي يمكننا التقاط الصور من ارتفاع شاهق طريقها وعرة ويصعب الوصول اليها لالتقاط صور تذكارية .
وبعد مشقة الوصول والعودة الى حيث الباص، اكملنا مسيرنا، لتبدأ رحلة الهدوء والسكينة بين جبال رم وروعة الوانها وتموج رملها ، لنشاهد غروب الشمس خجلة بين سفوح جبالها ونشهد اطلالة النجوم التي كادت ان تلامس احلامنا صانعة اجمل اللوحات الفنية في ليلة حالكة الظلمة ، بين اهلها الذين لمسنا فيهم طيب الاصل وحسن استقبال الضيف لنشعر كأننا بين جدارن منزلنا ولسنا غرباء وسط صحراء نجهل ما فيها فكانوا اهلنا الذين لم نقابلهم من قبل .
ودعنا جبل رم وكرم اهله وقلوبنا تأبى المغادرة لنتجه نحو الثغر الباسم لتتسلط اشعة الشمس مرة اخرى فوق رؤسنا دون وجود مكان مناسب نغتسل فيه ونحتمي ولو قليلا من سياط اشعتها ، حيث خلا برنامج المشاركين من اقامة في استراحة او مكان يحميهم من قسوة شمس الظهيرة فوق شاطئها ، الا من وجود حمامات للزوار لا تصلح للاستعمال حيث تجلس عند بابه امراة تطلب مبلغا بسيطا لكل من يدخل اليه ، والتي كانت خالية من وسائل النظافة وبعضها جدران فائمة بلا سقوف .
وما يثير الاشمئزاز انتشار الاوساخ على شاطئ البحر المكان الذي يتسع لكل مواطن اردني لا يستطيع ان يدفع مئات الدنانير للفنادق ليتمتع بلمعان المياه وصوت امواجه .
بعد هذه التجربة التي وفرتها مشكورة وزارة السياحة ندعوها الى معالجة بعض الانتقادات البسيطة التي افسدت بعض محطات البرنامج .