"الجلوس الملكي" مناسبة وطنية لتسليط الضوء على مسيرة الإنجاز التي يقودها الملك بمحافظة إربد الحاجة ثريا احمد خليف المناصير في ذمة الله رئيس الوزراء يهنئ الملك بعيد الجلوس الملكي سماء العقبة تتزين بالدرون والألعاب النارية احتفالًا بالجلوس الملكي وتأهل "النشامى" للمونديال البرتغال تهزم إسبانيا وتتوج بدوري الأمم الأوروبية الملك يشارك في المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات بفرنسا حالة زادت على 300 ألف دينار .. ماذا تعني "العناية الطبية" لإصابة العمل؟ استقرار أسعار الذهب في السوق العالمي النواب: التحديث السياسي يمثل مشروعا وطنيا نهضويا يستوجب تضافر كل الجهود رئيسا الأعيان والنواب: الأردن يسير نحو المُستقبل بثبات وقوة ويمضي عبر مسارات التحديث وفيات الاثنين 9-6-2025 استقرار أسعار النفط قبيل محادثات تجارية بين أميركا والصين 3341 طنا من الخضار والفواكه وردت للسوق المركزي اليوم الأردنيون يحتفلون بالذكرى الـ 26 لعيد الجلوس الملكي مستشفى الكندي يهنئ جلالة الملك وولي العهد بمناسبة ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش المنتخب الوطني لكرة القدم يلتقي نظيره العراقي غدا بتصفيات المونديال عمان يا دوحة الهواشم أجواء معتدلة في اغلب المناطق اليوم وحار نسبيا حتى الخميس طبيبة تحذر من التأثير السلبي للكافيين على بعض الأشخاص حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام

يا عزيزي كلنا لصوص

يا عزيزي كلنا لصوص
الأنباط -

سعيد الصالحي

هذا الصباح كنت استرق تغريدات أحد العصافير الذي حط دون استئذان على آنية الزرع في شرفتي، كان يغرد مبتهجا وهو يستظل بالزهور الحمراء، وأنا كنت أعبئ أذني وعقلي مما أسرقه منه من نغمات، فلم تزد بهجتي ولم تتحسن نفسيتي لأنني كنت مشغولا بسرقة الغناء ولم أكن أستمع لشدو الطائر، فهذا الطائر يمنح تغاريده لكل الناس لكنه لا يغني للصوص أبدا، فهل عرف هذا الطائر أنني لص الموسيقى والألحان وأشياء أخرى؟
وعلى الرغم من أنه هو الذي اقتحم شرفتي وسرق عبير زهوري أولا، فلا تلمني يا عزيزي العصفور فكلنا لصوص هذا الصباح.

لقد قضى "جان فالجان" معظم عمره في السجن من أجل رغيف من الخبز، وليس بسبب تعدد محاولات الهرب، فعدد مرات محاولة الهرب ليست أكثر من ذريعة للسجان، إذ يجب الفصل القصري بين الجائع والرغيف، فالسجن أكثر رحمة من الرغيف، والجلوس في السجن لا يحتاج إلى ذات العزيمة والصبر واللياقة الذهنية التي يتطلبها إنتظار الوقت المناسب للانقضاض على فريسة من ربطة الخبز، فلعل المتربص يغنم رغيفا أو كسرة خبز مما تركه متربص آخر بهذه الربطة قبله، فالحصول على الرغيف بات هدفا يحتاج إلى خطة محكمة والكثير من الصبر وبعض الحنكة والشجاعة، فلو كان جان فالجان في زمننا لسرق رغيفا ودخل السجن وخرج كنسمة الهواء ولن يشعر به أحدا، ولما كان وجد شيئا يحكيه لمن بعده، فقصته بسيطة وربما تافهة أيضا، فقد سرق رغيفا ثم سجن وخرج ولكنه بعد السجن لم يسرق مجددا بل أصبح متسولا، يستجدي كل شيء وأي شيء بعدما سرقت منه إنسانيته مع أول وآخر رغيف سرقه وبعد أن تخلى طوعا على ما تبقى من انسانيته خلال الفترة التي قضاها في السجن.

فالشاعر والأديب فيكتور هوجو لو كان في زماننا، هل كان سيكتب كما كتب في زمانه؟ أم كان سيمسك هاتفه النقال ويطل علينا كل صباح بفيديو قصير لحالته اليومية على مواقع التواصل الإجتماعي؟ فلكل زمن أدواته ورجاله وسيداته أيضا، فلو كان هوجو وشارل بودلير في زماننا لكانوا من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، ولن يكونوا أعضاء في رابطة الكتاب أو رابطة الأدباء.

في هذا الزمان لا أجد مكانا للنهايات السعيدة، ولا تستفزني حبكات الواقع اليومية فكلها مكررة ومبتذلة كالمسلسلات المكسيكية عشرات ساعات الدراما دون جديد، هذا ما آلت إليه حياتنا، حتى باتت عبارة "لا جديد" بديلا لعبارة "الحمد لله" أو "نشكر الله".

ونعود إلى العصفور اللص، الذي دندن على شرفتي وصلة من ألحان عمر العبدللات دون مراعاة لتعب هذا الفنان وإبداعاته وجهده الكبير حتى يصل إلى ما وصل إليه، وعلى ما يبدو أن عصفوري سيغني في المدرج الجنوبي في مهرجان جرش في العام القادم.

ملاحظة: لقد سرقت اسم المقال من الأستاذ احسان عبد القدوس، حتى أعيش حالة البؤساء وتحديدا جان فالجان على الطريقة العربية.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير