الأنباط -
في الإقتصاد السياسي والمجتمع
د.أنور الخُفّش
من واشنطن ، تصدّرت عناوين المجسّات الأمريكية ، لعبة بوتين للغاز ، أوروبا في ورطة، الأمن الغذائي هو الأمن القومي، هناك حالة ترقّب لفحوى ومقاصد ومضامين الإتصال الذي سيجري بين الرئيسين الأمريكي والصيني ، والأكثر تداولاً ومتابعة ، حول ما يخرج عن إتصال وزير الخارجية الأمريكي لنظيره الروسي ، بمبادرة أمريكية. بينما يبقى المُستَجد الأكثر أهمية تحذير الرئيس الصيني بقوله (أولئك الذين يلعبون بالنار سيَهلكون بها ). كانت تلك هي رسالة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرئيس بايدن بشأن تايوان ، وفقاً لقراءة كثير من المراقبين.
خَلُصت مؤسسة راند الأمريكية إلى إستنتاج مفادُه : حان الوقت للتحدّث مع روسيا؟ مع إحتدام الحرب في أوكرانيا ، إستمرار حالة تزويد الغرب كييف بمزيد من الأسلحة القوية ، بالمقابل ستستمر روسيا نحو المزيد والمزيد من الموت والدمار. إذا إستمر هذا الأمر ، فمن المرجح أن يَتبَع ذلك تصعيداً إضافياً للصراع. هذا وفقاً لمراسل مؤسسة RAND وفق صموئيل شاراب وجيريمي شابيرو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ، في صحيفة نيويورك تايمز .
ويقولون إن على الولايات المتحدة وحلفائها مواصلة تقديم المساعدة لأوكرانيا. لكن على الغرب - بالتشاور الوثيق مع كييف - أن يفكر أيضاً في فتح قنوات إتصال مع روسيا والعمل نحو إتفاق لوقف إطلاق النار. قد لا تكون هناك نتيجة مقبولة للطرفين للحرب في الوقت الحالي ، لكن المحادثات يمكن أن تساعد في تحديد الحلول الوسط اللازمة لإيجاد حل وسط.
من خلف الكواليس، تلقّى بايدن المكالمة من المكتب البيضاوي ، مع وزير الخارجية توني
بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وثلاثة من مسؤولي مجلس الأمن القومي - جون فينر وكورت كامبل ولورا روزنبرغر ، خُلاصة الرأي ، أنه من الخطأ النظر إلى العلاقة بين الولايات المتحدة والصين من منظور "المنافسة الإستراتيجية" وهي الصياغة التي يستخدمها البيت الأبيض غالباً ، لأن أهم إقتصاديين في العالم بحاجة إلى العمل معاً بشأن القضايا الرئيسية ، كما أن محاولات فصل سلاسل التوريد أو قطعها في تحدّ للقوانين الإنسانية الأساسية لن تساعد في تعزيز الإقتصاد الأمريكي.
ترسّخت سياسة وخطوات في إتجاه إستخدام روسيا إمداداتها من الغاز كسلاح مقابل العقوبات المفروضة عليها في محاولة لإخضاع أوروبا بمخاطر شتاء شديدة .
في مجلة (وورلد ريفيو) يفحص المراقبون عامة ، الرُدود المُحتملة على التداعيات الإستراتيجية ، جنباً إلى جنب مع الوضع المتدهور على الأرض في أوكرانيا ، في الشرق الأقصى ، الجدل حول رحلة نانسي بيلوسي المُخطط لها إلى تايوان. وينضم للنقاش أيضاً ريان هيث من بوليتيكو، وسوزان غلاس من نيويورك. كذلك النقاش حول تأثير المشاكل الإقتصادية الأمريكية جرّاء وعلى إستمرار دعم أوكرانيا.
ولم يغفل الخبراء الأثر مع أحدث رفع لأسعار الفائدة من جانب الإحتياطي الفيدرالي ، قد يشعر الأمريكيون بمزيد من الضغوط الماليّة. هل ستؤثر التوترات على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا؟
في حين زعم بعض الخبراء أن الأسعار في الولايات المتحدة سترتفع الآن بغض النظر عن غزو أوكرانيا ، بالتقدير الشخصي لكاتب هذا المقال ( بالتأكيد الصلة عضوية بين الإثنين) ، البيت الأبيض سيجد نفسه أمام خَيار التفاهم مع روسيا.
كما أصدرت وزارة الخارجية يوم 28 تموز 2022 بيانات مناخ الإستثمار لعام 2022. توجيهات تساعد تلك التقارير الشركات الأمريكية على إتخاذ قرارات تجارية مستنيرة من خلال توفير معلومات محدّثة عن مناخات الإستثمار في أكثر من 160 دولة وإقتصاد يمثّل أسواقاً حاليّة أو مُحتملة للشركات الأمريكية التي تُعتبر كمرجع للحكومات الشريكة التي تسعى إلى تعبئة إستثمارات عالية الجودة المُستدامة لتسهيل تعافي إقتصاداتها . كما وجّهه بأن تعمل البعثات الخارجية على معالجة العوائق التي تعترض الإستثمار الأمريكي والتي أبرزتها بيانات مناخ الإستثمار (على سبيل المثال لا الحصر) الإنفتاح على الإستثمار، والأنظمة القانونية والتنظيمية ، وحماية حقوق الملكية الفكرية والعقارية ، والقطاع المالي ، والشركات المملوكة للدولة ، والسلوك التجاري المسؤول ، والفساد ، وسياسات وممارسات العمل. كما تُقيِّم البيانات كيفية دعم الحكومات لمعايير العمل الدولية الفُضلى ، ومكافحة الفساد ، وتنفيذ سياسات لجذب الإستثمار الأجنبي المباشر المستدام بيئياً ، وتشجيع الشركات على ممارسة السلوك التجاري المسؤول.
هل تواصل وزير الإستثمار مع البعثة الأمريكية في عمان لمزيد من المتابعة والإستشارة؟ أم حاله الإنتظار ليقوم بهذه المهمة وزير التخطيط لعدم وضوح وتضارب المسؤوليات والواجبات في عديد من الملفات وبين الوزارات أيضا ، أليس كذلك ؟
أطلق وزير الخارجية أنطوني بلينكين والمبعوثة الخاصة للنساء والفتيات وحقوق الإنسان الأفغانية رينا أميري منصّة إستشارية للنساء الأفغانيات والمجتمع المدني اليوم لتعميق مشاركة الحكومة الأمريكية مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة الأفغان 28 تموز 2022 ، حيث ساهمت قمة الديمقراطية بقيادة الولايات المتحدة في واشنطن ( ديسمبر 2021) ، في تعزيز مسار قوة عمل ونفوذ المؤسسات الديمقراطية ، نحو مجتمع أقوى ، متماسك ومتضامن. إن معيار الديموقراطية أحد دعائم العلاقات الثنائية القوية وهو الإلتزام المشترك بالديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان وكرامة الناس.
ستستمر السياسة العامة الأمريكية ، بإتجاه دعم التقدّم نحو طريق الإصلاح السياسي والعدالة الإجتماعية وضمان نتائج العملية الإنتخابية الحرة ، كما تستهدف برامج المساعدة الأمريكية على تحسين شفافية عمل الحكومات ومساءلتها ، وتقوية عمل منظومة مؤسسات العدالة وإستقلاليتها في خدمة الناس عامة ، وزيادة قدرات المجتمع المدني ، ومكافحة الفساد ، وتعزيز مسار التقدّم نحو الإصلاح السياسي والإقتصادي الحقيقي. كما تدعم الصحافة الحرة ، خاصة المبنيّة على صحافة إستقصائية عالية الجودة بإعتباره أمر حيوي لأي ديمقراطية مزدهرة. وتعزيز نهج الإستثمار في التدريب وتعزيز الثقافة الإعلامية لتوسيع الشفافية العامة ومعرفة المواطنين بالقضايا التي تؤثر على حياتهم وسُبل عيشهم ورفع درجة الوعي والإدراك العام. الخطر الأًجل ، كون الناس أقل ثقة بحكوماتهم ونواب الأمة وأكثر قلقاً على مستقبلهم ، وكفاف العيش أثقلهم ، فأين دور العاقل البصير؟
الرئيس التنفيذي / مرصد مؤشر المستقبل الإقتصادي