كتّاب الأنباط

الصين وعَالمنا العربي إستثمارياً

{clean_title}
الأنباط -
الأكاديمي مروان سوداح
 في جريدة الشعب الصينية الشهيرة التي تَنشر بالعربية أونلاين، وتنطق باسم قيادة الحزب الشيوعي الصيني، لفتت انتباهي مادة إعلامية متميزة، بعنوان "الشركات الصينية متفائلة بشأن آفاق التنمية في أسواق "الشرق الأوسط".
 يتناول نص المادة التي نُشرت في يوليو الحالي 2022م، التقرير الاستقصائي الصادر عن شركة المحاسبة الدولية "برايس ووترهاوس كوبرز"، والذي يَكشف عن أن الشركات الصينية "متفائلة" حِيال آفاق التنمية في سوق "الشرق الأوسط"، وأن 82٪ من المشاركين من الشركات الصينية المستطلَعة، يخططون لتعميق التنمية في هذا السوق الواعد.
 اللافت أيضاً، إلى أن التقرير أظهر أن "المستثمرين الصينيين يعملون في جميع أنحاء الشرق الأوسط". وأن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هما السوقان الرئيسيان. وأشار التقرير إلى أن 83٪ و73٪ من المُجيبين على التوالي لديهم أنشطة تجارية واستثمارات تتسع بإضطراد في هذين البلدين، وافتَتَحت أكثر من نصف الشركات التي شملها الاستطلاع مقاراً لها في "الشرق الأوسط". كما أن 45٪ من المجُيبين تركزت إجاباتهم على سوق هذه المنطقة العربية لأكثر من 10 سنوات، وبشكل رئيسي في صناعتي الطاقة والبُنية التحتية.
 وفي هذا الصدد، نوّه وانغ قويهاي، رئيس غرفة التجارة الصينية الإماراتية، إلى إنه في عام 2021، وصلت التجارة بين الصين والإمارات إلى مستوى قياسي جديد، مِمَّا يعكس آفاق التنمية الواسعة للبلدين. وستواصل دوائر الأعمال الصينية والإماراتية تعزيز التعاون في المجالات التقليدية مثل الطاقة والبُنية التحتية، مع استكشاف مجالات جديدة مثل التمويل والاستثمار و"الطاقة" الجديدة، والفضاء، والصيدلة الحيوية، والاقتصاد الرقمي، والزراعة الحديثة. وبدوره كشف لي شي هونغ، رئيس "جمعية الشركات الصينية "التمويل" في السعودية"، عن أن الترابط القائم بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية المملكة العربية السعودية 2030”، وبناء شراكة إستراتيجية شاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية يُعززان بشكل فعّال التعاون المكثف في الصناعات الخضراء ومنخفضة الكربون، والتحول الرقمي، وبناء البُنية التحتية، والتنمية الصناعية المُنسّقَة، والخدمات المالية، والتي ستوفر بالتأكيد فرصاً جديدة للشركات التي تمولها الصين لتتطور في السعودية.
 ويَعتقد التقرير أن سوق "الشرق الأوسط" مليء بالفرص، وعوامل السوق هي الأكثر جاذبية للمستثمرين. وأشار 75٪ من المُستطلَعِين إلى أن هذا السوق يتمتع بإمكانيات كبيرة، وهذا هو السبب الرئيسي لاستثماراتهم، بالإضافة إلى ذلك، اعتَبر 36٪ و21٪ من المُستطلَعِين على التوالي القوة الشرائية القوية والاحتياجات المحلية من الاعتبارات الهامة للاستثمار. ويعتقد 19٪ من المُستطلَعِين أن سوق "الشرق الأوسط" أكثر ربحية من المناطق الأخرى، ويرى 19٪ أن هذا السوق أسهل للوصول إلى الأسواق الأخرى (مثل إفريقيا).
 بدوره، لفت هوانغ ياوهي، رئيس الخدمات العالمية عبر الحدود في شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" في الصين، إنه في السنوات الأخيرة، لعبت منطقة "الشرق الأوسط" دوراً بارزاً بشكل متزايد في سلسلة التوريد الاقتصادية العالمية، كما تعمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ودول أخرى، بنشاط على تحسين بيئة أعمالها، وستزداد جاذبية "الشرق الأوسط" للمستثمرين في المستقبل. لكن في الوقت نفسه، يعتمد الهيكل الصناعي الإقليمي الموجود في "الشرق الأوسط" بشكل مفرط على اقتصاد النفط، بالإضافة إلى ذلك، أدَى التدفق المستمر للمستثمِرين الجُدد إلى تكثيف المنافسة في السوق. وبشكل عام، تتعايش الفرص والتحديات في "منطقة الشرق الأوسط"، وهي أرض قابلة للحَفر العميق وبالتالي الاستكشاف على يد المستثمِرين.
 باسم الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، بودي توجيه الشكر الكبير والتقدير العميق لقيادة الحزب الشيوعي الصيني وجريدة "الشعب" الصينية، والمعنيين من أصحاب القلم والمتخصصين فيها، لهذا الجهد الكبير والمَحمود الذي يبذلونه "يومياً" ومنذ سنوات طويلة، بمتابعتهم المُمنهجة لوسائل الإعلام العربية، لتسليط الأضواء الكاشفة على العلاقات الصينية مع العالم العربي برمته، ولنشرهم الأخبار المختلفة عن بلدان الضاد في شتى المجالات، فهذا الاهتمام قلما نجده في الدول الأخرى وقد لا نجده أبداً.

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )