الأنباط -
في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية المتردية لا بد من الحكومة تشغيل مخها لإيجاد حل سريع ومنطقي بعيداً عن الخطط العشرية والعشرينية السياسية والإصلاحية والاقتصادية التي لا نعلم إلى ماذا ستؤول نتائجها ، نريد حلاً اقتصاديا يرضي المواطنين ويحميهم من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية بعيداً عن الشو الإعلامي أن أمورنا على ما يرام وأن الحكومة "مسيطرة" .
وبعد إيجاد الحل السريع المنتظر علينا التفكير بما يعزز ثبات واستقرار هذا الحل للاقتصاد الوطني وتطويره ، لا يأتي ذلك إلا بهمة "الشباب" قوت الوطن ووقوده ، والتفكير خارج الصندوق لتعزيز دور الشباب في عملية بناء وتطوير الوطن ، الشباب الأردني لديهم الطاقة الكافية لتحمل مسؤولية الوطن العربي كاملاً وليس فقط الأردن الحبيب .
الاعتماد على الشباب يغنينا عن إنتظار نتائج الدراسات والحفر والهمز واللمز حول وجود النفط في عقر الوطن أم لا ، والذي إن وجد ليس لدينا المعرفة والثقة الكافية لإثبات أن إيراد هذه الآبار سيلمسها المواطن أم ستذهب عبر أنبوب الفساد الذي يدل طريقه جيداً لمن يستطيع إليه سبيلاً.
ألم يحن الوقت لإدراك أن الرعيل السياسي والاقتصادي لا يصلح البتة لقيادة المشروع المنتظر للوطن ،وأن الشباب وحدهم هم قادرون على ذلك لسببين رئيسين النشاط والحمية على الوطن ، التي ستفتح لديهم مساحة الإدراك والتفكير خارج الصندوق لإنتشال الوطن من عنق الزجاجة التي عشت عمراً ولم أرى ما خلفها من خيرات لوطن نهب تارة من بعض ممن أفسدوا في الأردن وأخرى دفنت في غياهب الجب.
وإن كان مقدر لنا أن يقودنا ذات الوجوه العتية للإستفادة من خبراتهم ، لماذا لا يترجل صانع القرار عن صهوة جواده ، وينظف أذنية التي إحداها من طين وأخرى من عجين للإستماع لتفكير الشباب وحلوله التي ستفيد الوطن ومواطنيه دون ادنى ، وغض السمع عن همومه التي وصل صداها لأقاصي الدنيا دون حلول تذكر سوى عمليات تخدير دقيقة نفذها أصحاب الوجوه العتية بخبراتهم الواسعة في هذا المجال دون غيره .