كتّاب الأنباط

مروان العمد يكتب : فضفضة واعتذار / الحلقة الثالثة

{clean_title}
الأنباط -
 ابلغني بعض الاصدقاء ان هناك من فسر تغريدتي  الاخيرة من خلال صفحتى على الفيسبوك عن سبب صمتي في هذا الوقت ، بأنني  قد غيرت ولائي وانتمائي . إما لانه تم اخراجي من وظيفتي ، او لانني اسعى الى وظيفة جديدة ومنصب جديد . علماً انه مر على احالتي  على التقاعد سبعة عشر سنة كاملة او تزيد ، وبعد خدمة ثلاث وثلاثين سنة وتزيد . وانني قد بلغت من العمر السابعة والسبعين عاماً او يزيد  . وانني لم اسعي يوماً من الايام بعد تقاعدي للحصول على وظيفة او منصب ، ولا حتى على مجرد كلمة شكر  او تكريم  . مع انها هي الوحيدة التي كنت اتمنى سماعها  .  لم امارس بعد احالتي على التقاعد اي عمل حتى المحاماه ،مع انني كنت محام مجاز قبل انتسابي لدائرة المخابرات العامة ١٩٧٣ . حيث نقلت اسمي الى سجل المحامين غير المزاولين  . كما ان معظم سنوات خدمتي فيها هي مقبولة لغايات التدريب في نقابة المحامين في حال لو لم اكن متدرباً ، او لم اكن محامياً مزاولاً . ومن ضمن هذه الخبرات اكثر من عشر سنوات مدعي عام ،  وعشر سنوات رئيساً للمحكمة العسكرية في الدائرة ، وسنة مديرا للدائرة القانونية فيها .  وبعد احالتي على التقاعد من دائرة المخابرات  ، عينت مديراً عاماً لدائرة الاحوال المدنية والجوازات  لمدة عشرة اشهر فقط ،حيث احلت  بعدها على التقاعد من جديد لانني ارتكبت جريمة الاخلاص في العمل وخدمة المواطنين ومساندة الموظفين ، واتباع اسلوب الباب المفتوح . وبعدها قررت عدم العمل لا في القطاع العام ، ولا حتى في القطاع الخاص  ، لانني مللت العمل الوظيفي والخاص معاً .
           ولذا فأنني اقول لكل من خرج بهذا الانطباع خاب فألكم ، فأنا لست ممن يغيرون ولائهم مثلما يغيرون ربطة عنقهم  . وانا لست ممن يغيرون مواقفهم حسب مواقعهم  ، وانا لم ولن انقل بندقيتي من كتف الى كتف ، ومن هدف الى هدف . لان بندقيتي كنت احملها دائماً في كلتا يدي ، واوجهها دائما
نحو اعداء الوطن والنظام . وان ما بيني وبين جلالة الملك هو عهد ووعد كنت قد قطعته لجلالته على نفسي ، وبحضور عدد من كبار المسؤولين ، وثلة من المتقاعدين العسكريين في قصر الحسينية ، بانني ورغم تقاعدي فأنني ما زلت عسكريا في خدمة جلالته ، وخدمة الوطن . وانني سوف ابقى عسكريا لهذه الغاية الى آخر يوم من ايام حياتي والتي قد تكون في اواخرها . وان لم اتمكن ان افعل ذلك بسلاحي ، فسوف افعله في قلمي ، وان كسروا اقلامي ، فسوف افعله بيدي واقدامي واسناني واظافري   . وفي اليوم الذي لن اجد  جدوى من كلامي ، وان الامور تسير عكس ما اتمنى  ، فلن انقلب على ثوابتي ، ولكني سوف اختار الصمت ، والذي هو ابلغ من الكلام ، واثمن من الذهب . وهذا ما عنيته بصمتي .
وان ما قصدته في تغريدتي السابقة هو الحديث عن المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد  هذا الوطن . والتي يشارك فيها الكثير من الاطراف الدولية وللاسف المحلية . بعضهم من الاعداء ،  و اكثرهم  ممن كانوا من اقرب الاصدقاء .  واللذين لم اتعرض يوماً  في حديثى  عنهم بكلمة من الممكن ان تسبب الضرر في العلاقات السياسية والاقتصادية بين الاردن وبينهم ، ومراعاة لمصلحة الوطن ، واعتقد انه قد آن الاوان لمثل هذا الحديث . بالاضافة لانني ارفض مجرد فكرة التنازل عن اي حق عربي ، او عن اي قطعة ارض عربية وعلى راسها القضية الفلسطينية . وارفض ان يتكلم الغير بامورنا . وارفض ان نكون بيدقاً في ايدي  من هم الاعداء الحقيقيون لنا ،  او حتى ان نكون حلفاء لهم او ان نحارب الى جوارهم بالنيابة عنهم . او نخوض حروباً من اجل انتصارهم  علينا . او ان يفرضوا علينا ديناً جديداً غير دين الاسلام . وقبل ذلك ان تكون دولة الصهاينه قسما منا .
  هذه هي الامور التي عنيت انها سبب صمتي بالرغم من  كثرة ما لدي ما اقوله حولها  ، وخشيتي مما قد  اقوله عنها  ، ليس لاني اخفي اسراراً .  او انني سوف اكشف اسرارا ان تحدثت  ، حتى  لو عملوا بي ما عملوه في الخاشقجي  . فأنا ابن دائرة ما نعرفه يبقى في داخلنا ويموت في صدورنا ويدفن في قبرنا   .   
    ولكنني سوف اعود لاستكمال حديثي حول ما سيجري حولنا في قادم الايام  ، وذلك من خلال تكملتي لحلقات مقالتي فضفضة واعتذار ،  والتي كنت قد نشرت منها حلقتين سابقتين  وهذه هي الثالثة . 
   وعاش الاردن وشعب الاردن بقيادته الحكيمة .  مع اعتذاري الشديد لكل من  لم يدرك مقصد كلامي . وشكري واحترامي لكل من شد على يدي  وآزرني  وهم كثيرون .
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )