الأنباط -
أكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات أنه علينا أن نحترم إنسانيّة المواطن بتقديم أفضل خدمةٍ صحية له، جريًا على نهج الإصلاح الذي يدفع جلالة الملك عبد الله الثّاني باتّجاهه.
وقال عبيدات في كلمة ألقاها لدى رعايته حفل افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الرابع والسنوي الرابع عشر لكلية طب الأسنان في الجامعة إن التعليم ينبغي أن يكون على قدر الحدث حتّى يتلقّى المواطن الرعاية التي تليق به، وترقى لطموحه وطموحاتنا، مشيرًا إلى أنّ كلّ شيءٍ يبدأ من العلاقة التشاركيّة بين أساتذة الجامعات وطلبتها وإداراتها.
وأضاف عبيدات، موجّهًا حديثه للأساتذة والطلبة، بأنه حتّى يعترف بنا وبكم الآخرون، عليكم أن تكونوا استثنائيّين في كلّ المناحي؛ في تفكيركم ونظرتكم للطّلبة والمجتمع، في ثقتكم بقدرتكم على قيادة مجتمعنا، في انفتاحكم على أدوات المعرفة الجديدة، وفي استقبال كلّ ما هو خارجٌ عن المألوف، سواءً أكنتم أساتذةً أم طلبةً، وطالبهم بأن يتذكّروا أنّ الجامعة الأردنيّة ستظلّ أبوابها مفتوحةٌ للجميع داعمةً لكلّ مقترحٍ في سبيله أن يرفع من مكانتها، ويمكّنها من الاستمرار في كونها جامعةً متجدّدةً ثبّتت اسمها واسم الأردنّ في أكبر المحافل العالميّة.
وفي معرض تذكيره بأهمية البحث العلمي، قال عبيدات إن تطوّر الجامعات عمومًا، والأردنيّة على وجه التّخصيص، يقوم على مبدأ متجذّر في أصل العلوم، وهو أنّها تبنى على عملٍ تشاركيٍّ، يراكم كلّ المعارف بعضها فوق بعضٍ إلى أن نصل إلى كشفٍ جديدٍ في مجال العلوم، منوّهًا بدراية الحضور بمدى تشعّب علوم طبّ الأسنان وتعقيدها، وحجم الجهد المطلوب لكي نحظى بمعرفةٍ جديدةٍ تغيّر حياة المستفيدين من الرّعاية الصّحّيّة المقدّمة، موقنًا بحجم المسؤوليّة الملقاة على كواهلهم، تمامًا كيقينه بأنهم أهلٌ لهذه المهمّة الشّاقّة.
ولفت عبيدات أن مؤتمرُنا هذا يشهد على تشاركيّةٍ قلَّ نظيرُها، إذ يجتمعُ أطبّاءُ الأسنانِ من القطاعِ العامِّ جنبًا إلى أطبّاءَ من القطاعِ العامِّ، معبرا عن فخر الأردنيّةُ بأنَّ هذا الاجتماعَ يدورُ بينَ جنباتِها، إذ لا ينبغي أن يظلَّ كُلُّ فريقٍ في معزلٍ عن الآخرِ كأنَّنا نعيشُ في جُزُرٍ مُتباعدةٍ، خاصّةً أنَّ الهدفَ واحدٌ؛ منوها هنا بأنه إذا كُنّا نتحدَّثُ كثيرًا عن التّحدّياتِ المُصاحبةِ للتّعليمِ، باعتبارِهِ أحدَ مناحي الحياةِ بِكُلِّيتِها، فها نحنُ اليومَ نكسرُ إحدى تلكَ التّحدّياتِ، ونشهدُ كما شهدَ الهاشميّونَ من قبل، أنَّ رأس مالِ الأُردنِّ هو أبناؤه وبناتُهُ، رغمَ غيابِ المواردِ والإمكاناتِ المادّيّةِ الوفيرةِ.
بدوره، قال عميد الكلية الدكتور أشرف أبو كركي إن اختيار "مستقبل التعليم في طب الأسنان" عنوانا للمؤتمر جاء لأننا ندرك، وأدركنا بشكل أكبر بعد الجائحة التي أصابتنا وأصابت العالم أجمع، أن التعليم اليوم يختلف عمّا كان عليه قبل سنوات قليلة، وأننا اندفعنا بخطوات سريعة حتى أصبحت التكنولوجيا الحديثة جزءًا أساسيًّا من العملية التعليمية، وأصبح إدماج التقنيات الحديثة في التعليم ضرورة لا غنى عنها للتطور ومواكبة متطلبات العصر والتحديات المستقبلية.
كما أشار رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور إبراهيم أبو طاحون إلى أن المؤتمر الذي شهد مشاركة واسعة من علماء وأكاديميين وأطباء أسنان من داخل الأردن وخارجه من القطاعين العامّ والخاص ونقابة أطباء الأسنان والخدمات الطبية، سيُناقش فيه أحدث الاتجاهات التي تواجه عالم طب الأسنان ونظام التعليم والتحديات العالمية في هذا المجال، إضافة إلى آخر المستجدات والتقنيات في قطاع طب الأسنان.
إلى ذلك، فقد ألقى الطالب الكويتي سلمان العتيبي كلمة عن زملائه الطلبة والخريجين تخللتها قصيدة خاصة كتبها تحديدًا من أجل المؤتمر، وكانت عبارة عن قصة كفاحه ونجاحه خلال مسيرته العلمية والعملية في هذا التخصص، مشيدًا بالجامعة والكلية والأساتذة الذين لم يبخلوا لحظة عن تقديم كل ما لديهم من علم ومعرفة وخبرة من أجل طلبتهم.
هذا وكرّم رئيس الجامعة الراعي الذهبي للمؤتمر وتسلّم درع المؤتمر من عميد الكلية، وافتتح معرضًا طبيًّا اشتمل على أدوات حديثة لعيادات طب الأسنان من مختلف الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في هذا المجال.