الأنباط -
عمر الكعابنة
في رحلتي لوادي رم التي استمرت لأربعة أيام مع اقاربي الأفاضل شهدت عيناي أجمل المناظر وامتعها ٬ وادي رم الساحر بكل تفاصيله يفتقد لأدنى مستويات السياحة والترويج ٬ كان لا بد أن يعج هذا المعلم السياحي بالسياح من كافة انحاء العالم لكنه كان خالياً مقارنة بقيمته وجماله الفتان .
وادي رم هو منجم سياحي سيدر الأموال على خزينة الدولة بالملايين في حال تم الاستفادة منه من قبل وزارة السياحة والآثار عبر الترويج وحبذا لو استفدنا من تجارب الدول المجاورة في الترويج للسياحة مثل مصر والسعودية وغيرها ، وتطوير مطار العقبة لاستقبال الزوار وتأمين المواصلات بأسعار رمزية من وإلى المطار وبناء الفنادق والمنتجعات من حوله لكي يجلب السائح المحلي والأجنبي .
ولا بد من الإهتمام بقرية القويرة التي يقطنها عشيرة العنزة الأكارم عبر إعادة ترميم البنية التحتية للقرية وبناء الأسواق المتكاملة وبناء مستشفى تخدمهم وتخدم السياح ، هل يعقل أن تكون القرية يسكنها الألاف بلا مستشفى وبدون محال لإصلاح السيارات ومفتقدة لأدنى الاحتياجات من الكهرباء وهل يعقل ان يكون السوق المتواجد فيها بدون مطاعم أو ملاحم لخدمة السياح .
في رحلتي هذه اشتكى بعض قاطني القرية بحديث سمح من الضرائب المفروضة على المخيمات المنتشرة في صحاري وادي رم وعدم وصول الكهرباء لهذه المخيمات والاعتماد على الطاقة الشمسية على حسابهم الخاص والتي لا تكفي لليوم كامل مما يضطرهم لشراء مولدات كهرباء تعمل على البنزين والسولار كل ذلك على حسابهم الخاص هذه المولدات لها صوت مزعج تفقدك الشعور بالسكينة المرتبطة بهدوء وادي رم.
في الختام أود التنويه أن وادي رم ليس المعلم السياحي الوحيد الذي من الممكن الاستفادة منه لدر خزينة الدولة بالملايين ، لأن وطننا يعتبر متحف مفتوح لكثرة المعالم السياحية والأثرية فيه لذا على المسؤولين في قطاع السياحة والآثار التفكير خارج الصندوق لتطوير المنشآت السياحية والأثرية لجلب السائح المحلي والأجنبي كما في الدول السياحية والتخفيف من تكلفة السياحة الداخلية ورفع الضرائب عنها لتحريك عجلة السياحة الاقتصادية .