الأنباط -
تابع الجميع ما تم اقراره من قبل مجلس النواب حول عقوبة محاولة الانتحار..
وكانت غالبية ردود الفعل من المتابعين تأخذ طابع التندر..
وحتى لا اكون من المتندرين.. احاول ان اكون متريثا وافكر بعمق فيما يمكن ان يكون وراء هكذا قرارات..
فللوهلة الأولى يعتقد الواحد منا ان الامر بسيط ولم يتم دراسته بشكل يحقق مصلحة الشخص الذي ينوي الانتحار..
ولكن بنظرة معمقة الى القرار.. نجد ان الموضوع مغاير تماما للذي يتم التركيز عليه.. وبالتالي اطلاق عبارات التندر..
وبتحليل بسيط جدا لهذا الموضوع نجد ان الشخص الذي يريد الانتحار يقف على مفترق طريقين..
الاول..
اذا حاول ان ينتحر ونجح نجاحا باهرا وقضى نحبه في هذه المحاولة.. فمحاكمته ستكون عند رب العالمين العادل.. وهو ادرى بدوافعه وحالته النفسية.. والضغوط التي ادت به الى دمار اعز شيء لديه.. الا وهي نفسه..
وهنا يكون قد حقق شيئين..
"نفد" من المحكمة والغرامة.. وإن دخل جهنم -لا قدر الله- سيكون مرفوع الرأس امام ابي جهل وشلته.. لانه لم يجاورهم من جراء سرقة اموال واقوات الشعب.. ولم يقتل بني جلدته.. ولم يشهد شهادة زور.. مثلا..
الثاني..
في هذا الطريق سيكون ايضا على مفترق طريقين فرعيين..
أولاهما.. إن وقف مهددا وملوحا بانه سينتحر.. ومن هيئته انه يهدد فقط.. ولا نية لديه للانتحار.. فهنا يكون قد اشغل الناس بفعلته.. وعطل مصالحهم وهم يتحدثون اليه.. ويستمعون له.. وبالتالي ستكون تهدئة الخواطر.. والعدول عن المحاولة هي النتيجة..
وبالتالي سيواجه مصيرين..
سيقدم للمحاكمة.. ويصبح في نظر الناس بانه ولد صبياني مش على قد كلمته..
وان حاول الانتحار ولم يقضِ نحبه.. فهنا سيواجه ثلاثة امور..
سيصاب بتشوهات واعتلالات ومشاكل جسدية ونفسية.. وسيقدم للمحاكمة.. وسيكون في نظر الناس ايضا صبياني التصرف..
من هنا نجد ان الذين طالبوا وقرروا هذا القانون يريدون الخير العميم للشخص الذي ينوي الانتحار..
فيا بتكون على قد حالك وبتنتحر وبتموت وتسجل بانك رجل وما بتتراجع بكلمتك..
يا اما ستُحسب على الصبيان وتخسر الكثير من صحتك ومالك..
ولك حق الاختيار..
ابو الليث..