الأنباط -
تتميز الترابطات الأُردنية المِصرية بالمتانة والصلابة، وقد تعمقت بفضل جهود ورؤى قيادتي البلدين جلالة الملك عبد الله الثاني وأخيه فخامة الرئيس المِصري عبد الفتاح السيسي، وتعكس الروابط بين عمَّان والقاهرة شساعة عناوين التعاون والتنسيق الثنائي في كل النواحي، وهي تصب في خدمة مصالح مختلف العواصم العربية والصديقة واقتصاداتها.
كذلك، تتفرد هذه الصِلات والترابطات في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتفاهم الكامل والشراكة العميقة على مختلف المستويات، ويتواصل تنويع الأنشطة التجارية والاقتصادية بين الدولتين، واجتراح المزيدِ من المشاريع الثنائية التي تؤكد في سياق تعظيمها المضطرد ثبات وشائج الأُخوَّة بين الشعبين تطلعاً نحو صروح متجددة للتكامل تصب في صالحهما.
وفي أجواء المحبة والتفاهم الكامل بين القيادتين السياسيتين وفي وسائل الإعلام في الدولتين، إرتأيت أن من واجبي ككاتب قومي – أُممي مُحب لمِصر رئيساً ودولةً وشعباً؛ وبالرغم من حالتي الصحية الصعبة؛ أن أتحدث للقارىء عن الشؤون والوصِال مع الشقيقة الكُبرى مِصر ومع الإخوة المِصريين، في خضم استمرار نشر الأخبار والمواد الصحفية التي تلقي الأضواء الكاشفة على مختلف أوجه التساوق الجميل بين عمَّان والقاهرة. وفي فضاء هذا التكاتف الرحب نشرت "الأنباط" الغراء قبل أيام قليلة، أن رئيس غرفة تجارة الأُردن نائل الكباريتي، التقى سعادة سفير جمهورية مِصر العربية لدى المملكة محمد سمير، وبحثا عملانية التضافر في مجال العديد من القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة دور مؤسسات القطاع الخاص في تطوير الرباط الثنائي، لا سيَّما المُبادلات التجارية، وضرورة إزالة أية قيود قد تعيق حركة انسياب السلع بالاتجاهين.
وفي ذات التوجه، جاء في موقع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، أن الوُدّ والوِدَاد
في العلاقات المِصرية الأُردنية تمتاز على مستوى القيادتين، وفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بكونها عقود متينة، بما يجعلها نموذجاً يُحتذى وعروة وثقى ما بين الدول العربية، وأن هناك توافق تام وتوحيد متتابع بين قيادتي البلدين في المواقف تجاه المسائل الإقليمية والدولية، إلى جانب تطابق رؤاهما صوب تحقيق الآمال والتطلعات التي يَصبو إليها الشعبان الشقيقان الأردني والمِصري، وتعزيز العمل العربي المشترك، وسُبل التآزر من أجل مواجهة التحديات المشتركة، ويَحتضن الأردن جالية مِصرية كبيرة يقدَّر عددها بحوالي 800 ألف نسمة، يُشكّلون إحدى أكبر الجاليات المِصرية على صعيد العالم. بينما يبلغ عدد أبناء الجالية الأُردنية المقيمين في مِصر ما يقارب الـ20 ألف نسمة.
وفي مسألة التبادل الثقافي، يبلغ عدد الطلبة الأردنيين في جميع المراحل التعليمية في مِصر أكثر من خمسة آلاف طالب، منهم 2500 طالب جامعي، وأكثر من 700 طالب ملتحقين ببرامج الدراسات العليا، بينما ما يُقَارب الـ7 آلاف طالب مِصري يتلقون تعليمهم في الأردن، وهم مُسجَّلون في مراحل التعليم المختلفة. وعلى صعيد التعاملات الاقتصادية، يرتبط البلدان بعددٍ من الاتفاقيات التجارية الثنائية والإقليمية المشتركة، من أهمها: اتفاقية التبادل التجاري الكبرى التي تشمل عدداً من الدول العربية (منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى)، واتفاقية التبادل التجاري الثنائي الحُر في عام 1998، التي وصلت إلى مستوى التحرير الكامل في مطلع عام 2005، واتفاقية أغادير في عام 2004، وتبلغ قيمة الاستثمارات الأردنية في مِصر قرابة مليارَي دولار في القطاعات المختلفة، كما أنّ لمِصر استثمارات مهمة في الأردن تبلغ قيمتها في الواقع مليار دولار. ومن أهم الصادرات الأردنية لمِصر: الأسمدة، والأدوية. بينما تتركّز الواردات المِصرية للأُردن في: منتجات الألبان، والمنتجات الغذائية، والأثاث، والحديد، والفولاذ، والخضراوات.
يبقى أن نُشير إلى أنه تم في وقت سابق من هذا الشهر الكشف عن آليات تنفيذية جديدة، سيتم تطبيقها لزيادة منسوب التفاعل الثنائي بين البلدين في مختلف الحقول، وستكون لها آثار واضحة خلال الفترة المقبلة.