الأنباط -
الى وزير البيئة معالي الدكتور معاوية الردايدة سلاماً لكم .. ما جعلني أن أُرسل أليكم هذه الأسطر هو أبداعكم الذي عرفناه قبل ان تتولى مهماتك للدفاع عن الأنسان وبيئته في الأردن . وسُررت ان هذه الحقيبة تكون في عهدتكم من أبرز الوزرات التي تشغل العالم ، ولما عرف عنكم أنكم خبير دولي في الإدارة والهندسة والتنمية المستدامة وحماية البيئة والموارد المائية والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.
هذا جعلنا نضع أمام معاليكم وانتم من أصحاب الخبرة معاناة الجمعيات البيئية في المحافظات الأقل حظاً ، وما تعانيه من تهميش واضح وصريح لدعم صندوق حماية البيئة ، والذي يدل على عكس التوجيهات الملكية السامية ، ورسالة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين للجميع عندما قال : "إنني أؤمن كل الإيمان بأن كل أردني يستحق الفرصة التي تمكنّه من أن يتعلم ويبدع، وأن ينجح ويتفوق ويبلغ أسمى المراتب، ويطمح دومًا إلى التميز والإنجاز، ويرنو أبدًا إلى العلياء."
إلا متى ستبقى هذه الجمعيات خارج حسابات صندوق حماية البيئة ؟ الا متى ستبقى الأفكار والمشاريع البيئية التي تنتظر دعم الصندوق حبيسة الأدراج ؟ ولا تخرج إلا بالواسطة والمحسوبية ؟ وهنا سوف اتحدث عن تجربة واحدة من تلك الجمعيات وهي (جمعية شباب معان لحفظ البيئة) والتي تأسست منذ عام 2019 ، وتقدمت بأكثر من 12 مشروع بيئي في محافظة معان والجميع يعلم انها تعاني العديد من المشاكل البيئية، ولم تجد أي رد او دعم من وزارة البيئة ؟!
قبل أيام قام صندوق حماية البيئة، بتوقيع اتفاقية تعاون تهدف إلى التمكين الاقتصادي لفئتي الشباب والنساء، من خلال تنفيذ مشاريع باستخدام تقنية الزراعة المائية المنزلية!! اليس من الأولى دعم مشاريع جمعيات حماية البيئة والتنمية المستدامة والتي تنعكس بآثار ايجابية على المجتمعات المحلية والاقتصاد الوطني؟
أليس تصريحكم يا معالي الوزير بأن مهام صندوق حماية البيئة تشجيع المبادرات التنموية الهادفة الى الاستخدام الأمثل لعناصر البيئة وللموارد الطبيعية بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.. ودعم اي نشاط يساهم في حماية البيئة والمحافظة على عناصرها وتطوير الممارسات البيئية.
منذ ان فتح الصندوق أبوابه عام 2020 لاستقبال المشاريع البيئية المختلفة، وبعد مرور أكثر من سنة على استقبال المشاريع ، وتحصيل رسوم كل طلب 50 دينار، نتسأل أين تلك المشاريع ؟ و في أي عام سيتم الإفصاح عنها ؟ وكما نعلم ان الحكومة أقرت ميزانية الصندوق للعام 2022؟ هل توجد أيدي خفية تعمل على إيقاف مشاريع الصندوق ؟
معالي الوزير .. لا نريد الخوض في حقول التجارب والقرارات والتعليمات المزاجية من خلال (اللجنة الفنية) ، الوطن يمر بتحديات كبيرة والجميع يعي هذه التحديات، وعلينا ان نعلم ان الوطن هو المكان الذي نحبه فهو المكان الذي قد تغادره اقدامنا لكن قلوبنا تظل فيه .
تحية لكل يد تبني وتعمر ارض الاردن . في الختام لن نسمح بأن يقتل (صندوق حماية البيئة ) مشاريع ومبادرات أبناء الوطن ..
سامر نايف عبد الدايم