الأنباط -
تعيش غالبية الشعوب في الدول النامية واقع حياتي متغير من الافضل الى الاسوأ ، وعلى المواطن ان يتكيف قدر ما يستطيع ، وان يمتاز بخاصية المرونة في معرفة ما يجب الاهتمام به وما ينبغي عدم الاهتمام به ، اذا كان يريد العيش مع نفسه ومع الاخرين بسلام ، خاصة مع تحديات الحياة واهمية تحريك تفكيرك لتأخذ مكانك المجتمعي بدور فعال ، حتى لا تكون مخطئاً بحق الاخرين .
فلا بد ان تخفض معايير الاحتقان النفسي والرفض للواقع المعيشي ، وحتى لا تخونك الخطابات والكلمات الرنانة من كثير من المسؤولين ، عن التوقعات المستقبلية والآمال الايجابية الى حد غير واقعي وغير صحيح .
وحتى تكون اكثر واقعياً وسعادة وصحة وعافية ، عليك ان تتكيف وفق معطياتك وامكانياتك ، ولتكون اكثر انتاجياً وتلغي كثير من كماليات المعيشة والحياة ، حتى تكون احسن من الاخرين واكثر ذكاءاً منهم .
فالمال الذي تجنيه ليس كافياً في ظل ارتفاع الاسعار في كل متطلبات الحياة المعيشية ، وكأنك تقف امام المرآة لتكرر وتحاسب نفسك على كل قرش صرفته في غير مكانه او على شيء لا يستحق .
وعليك ان تركز على كل ما هو ايجابي ، وان لا تلتفت الى المحرضين على التمرد على هذا الواقع المعيشي ، فالتجارب من كثير من الدول كثيرة وما كانت نتائجها لغاية الان ، وهناك مثل يقول ( اصغر الكلاب اشدها نباحاً ) .
فالرجل الواثق من نفسه ليس بحاجة للبرهنة على انه واثق من نفسه ، فاما ان تكون شيئاً او ان لا تكون الجميع ينتابهم القلق والتوتر من المتغيرات السلبية ولا يعرف كيف سيواجهها لتصل الى مرحلة العجز عن فعل اي شيء ، وان يدركوا ما هو صحيح ليجد الشخص نفسه حبيس حلقة مغلقة ، لتتمحور صور المشاهدة والمتابعة لما يحدث عبر وسائل التواصل المختلفة ، لتصبح حلقة جحيمية تزيد من قلقه وكآبته وتعيق التفكير لديه بالانتاج والعطاء ، فالوقت مهدور امام تلك الشاشات والمواقع لمتابعة الاحداث والمقابلات والتنظير اللغوي مما يجعلك تكره نفسك .
ان اللامبالاة في هذا الواقع المتغير سلبياً سيكون امراً حسناً ، لانك ستقبل بهذا الواقع وكل ما يفرض عليك شئت ام ابيت ، وهذا احساس سيء عند الجميع ، لان اي زيادات على متطلبات الحياة المعيشية ، حتماً ستؤثر سلبياً على الدخل المحدود اياً كان التكييف مع ذلك حتى لا تكره نفسك .
وهناك طرق ايجابية للتكيف والاستغناء عن ثقافة الاستهلاك المسرفة ، الى ثقافة الانتاج المنزلي والتوفير المنزلي سواء في استهلاك الكهرباء او الماء وغيره ، اي تعيش في تجارب ايجابية لا ممارسات سلبية لتحس انك افضل من غيرك .
إن الألم والمشقة التي يتعرض لها الشخص في التمارين الرياضية ، يؤدي الى صحة افضل والى طاقة اكبر ، والمتغيرات السيئة والسلبية تقودك الى اهمية الفهم الايجابي والافضل للتكيف مع كل ما هو ضروري ، لتحافظ قدر الامكان على السعادة وليس الكآبة .
فالألم خيط من خيوط نسيج الحياة ، واقتلاعه يدمر النسيج نفسه وتفكيكه عن كل ما هو مرتبط به ، وكل مواطن منتمي لهذا الوطن هو خيط في هذا النسيج المجتمعي ، والخروج عن الدور الوطني يعني السعي لتفكيك هذا النسيج .
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com