الأنباط -
ان البناء الروحي من اهم مكونات البناء الديني والابداعي ، حيث ان الروح هي مصدر القدرات العقلية والفكرية ، وان نموها متوقف على مدى نمو الروح ، ولا تنمو الروح الا بالايمان واعمال وسلوكيات وممارسات تعكس مصداقية هذه الحقيقه تشهد لها وتدل عليها .
وان العبادات والطاعات والالتزام بالقيم والمباديء والاخلاق ، من اكثر شعب الايمان المرتبطة بالروح بالطيبة والسماحة والمحبة والمودة والرحمة والشفقة ، واقرار السكينة والطمأنينة في القلوب والعدل بين الناس .
اي ان هناك واجبات على كل انسان يريد ان يرقى بنفسه وبروحه الى مرتبة ومنزلة متقدمة ، حتى ان ضبط النفس من الوقوع بالعثرات والزلات والسلوكيات المنحرفة كلها مجاهدة في سمو الروح .
وهنا تكمن اهمية دور الوالدين في تربية ابنائهم وتوعيتهم وارشادهم في كثير من القضايا ، التي اصبحت تدخل المنزل من بوابات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة ، حتى في القصص والعديد من الكتب والتي تحاكي مجتمعات ، ذات عادات وتقاليد وممارسات تخالف شرع الله وسنة نبيه وتهدد الاسرة والمجتمع .
فلا بد من عمل حصانة فكرية وخلقية ودينية ، لينشأ عليها ابناؤها فهناك مقومات للبناء الروحي الاخلاقي ، ومرحلة تنشئة الابناء تعتبر من اخطر المراحل الاساسية في نمو الاطفال والشباب وتوجيههم نحو العقيدة السليمة ، حتى ولو كان ذلك يحتاج الى الاستعانة بالمربين المتخصصين ،فمرحلة الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر وتعبئة الفراغ لديهم ، فهي مرحلة طهر وبراءة يجب حمايتها من الافكار الهدامة حتى لا يتلوث عقله وفكره وميوله باشياء فاسدة .
فان اي مرحلة متقدمة لتلوث الافكار لديهم لن تنجح معها وسائل التوعية بسهولة ، بل تحتاج الى جهد اكبر ، فلقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخنثين من الرجال والمترجلات من النساء .
وقال ( اخرجوهم من بيوتكم ) ، فهناك من الشباب من يعمل على التشبه بالنساء وكذلك العكس ، كذلك مظاهر الميوعة وقتل الرجولة والاباحية ، فهو الطريق الى الفساد الخلقي والديني .
وتوجيه الاطفال يبدأ من مرحلة نموه العقلي والفكري بالنطق والكلام وتعليمه القراءة والكتابة ، فاجتماع الوالدين والمعلم الموجه يشكلون قوة عظيمة تنشيء أجيالاً ذات خلق ومباديء وعقيدة وانتماء لنهضة الوطن ، وحتى يتحملون مسؤولية انفسهم عندما تصقل نموهم وسلوكهم وفكرهم .
نايل هاشم المجالي
Nayelmajali11@hotmail.com