الأنباط -
يا سيدي الملك؛ ستون عاماً تشرق شمس محياك في أرجاء الوطن الذي من أجله نُذرت، وعلى وجنتيه المهابة ملامح العزّ والفخار رسمت، وفي وجنتيك قصص عطاء وحكايا عتيقة ترددها الأمهات وهي تلهج بالدعاء أن يحفظك الله ويبقيك لوطن هو أحوج ما يكون لحرصك الهاشمي الأصيل الذي تعلمنا منه مواضع المروءة وأبجديات الخُلق وعنفوان الغضبة الأردنية للهوية والتراب والأقصى؛ فكنت القائد والرائد والملك الأنسان الذي لا يخذل وطنه.
يا سيدي الملك؛ ستون شمعة أضاءت لنا أحلامنا تحفظ لنا عهدنا العتيق مع آل هاشم الأطهار رهن يمينك التي حفظت لنا أمننا وصوتنا العروبي الذي لا يخفت، فكنا بعهدك ووعدك منارة اعتدال وملاذ العابرين من أشقّاء الدم وسنان الرمح في الدفاع عن الوطن والتراب والإسلام؛ دين الرحمة والتسامح والإعتدال الذي تعرض لهجمة شرسة بفعل بعض العابثين من بني جلدتنا فانبريت يا مولاي غير آبه بمغنم أو قلق بمغرم فكان صوتك يصدح في أصقاع الدنيا ومنابرها بأن الإسلام دين التسامح والرفعة والحق والعدل.
يا سيدي الملك؛ نحن حولك كما هو الجيش العربي واجهزتنا الأمنية ومعك نستلهم رؤآك، ونتبع رأيك في كلِّ شأن، ونفاخر بك الدنيا، ونلوذ كلما استبدَّ بنا الزمن بدفء حماك حتى إذا حضر شرف الموقف -كما هو دائماً- بمحياك وجدتنا الرَّصاص الذي تقذف به عبث المارقين تجاه الوطن وشعبه وقيادته، فالعهد هو العهد الذي أورثنا إياه آباءنا وأجدادنا بأن توأمتنا مع آل البيت الأخيار وعميدهم توأمة خلود لا تقبل القسمة، وتأنف المساومة في وطن هو بين الرمش والعين، وقائد ملهم شجاع هو راع الهدلة وسيفها المتين.
يا سيدي الملك؛ في رسالتك السَّامية لأبناء وبنات الوطن التي تلقفنا مضامينها بكل معاني الاعتزاز، وموجبات السمع والطاعة نصدع فيها لكل توجيه مُصان، ولن تخور قوانا أو تهن عزيمتنا وأنت حبَّات عيوننا التي لا تعرف الوَّجل من جلل، وسنبقى نصدح بالحق كما علمتنا يا مولاي دون كلل أو ملل فنحن بعهد الله سيفك الذي لا يصدأ، وفوهات بنادقك التي لا تهدأ، رماة حق، ودعاة وفاء بالواجب، وبرّ بقسم أقسمناه بين بيديك تارة، وعلى وحي هديك تارة أخرى بأن نخلص العمل والنية للملك والوطن والدستور.
يا سيدي الملك؛ نعم، لن يكون مكاننا إلا في مقدمة التغيير بالقرار الحكيم الصلب الشجاع، واستبعاد الأيادي المرتجفة التي لا تبني أوطاناً، والإقبال بثقة نحو المستقبل؛ لتبديد التشاؤم وإقصاء الإحباط، وردم الهوة بين توجيهاتكم وسرعة التقاطها وتمثلها من قبل المخاطبين بها في سلطات الدولة المختلفة. فهذا هو الرهان والمبتغى الذي لا بد منه للولوج نحو المستقبل المشرق لوطننا العزيز لتجسير الهوة بين المواطن والحكومات؛ تلك الهوة التي أضحت عبئاً على الأستقرار المنشود.
ستون شمعة تضاء في قلوبنا حباً وعهداً ووفاء، وحفظ الله الملك.