الأنباط -
هل راجعت الحكومة تبعات قراراها الذي اتخذته الاثنين بخصوص تأخير دوام الموظفين صباح يوم الثلاثاء. بالتأكيد لم تفعل، فهي كما اتخذته بدون دراسة بالتأكيد لم تجر تقييم لتبعاته.
الخوف من الانجماد والجليد أربك حسابات الحكومة، وجعلها تقرر قرارا ساهم بازدحامات مرورية قاتلة تسببت في تأخر الوصول إلى الأعمال، وتشبعت الشوارع بمراكبات تسير ببطء، فالجميع اندفع نحو عمله في لحظة واحدة، للوصول إلى هدفهم في ذات التوقيت. عمان كانت غارقة بالازدحام الشديد.
كل هذا كان من أجل منخفض جوي أعلنت كافة مؤسسات الدولة حالات الطوارئ وتأهبت للتعامل معه، وفي النهاية برد شديد وأمطار لم عادية، حيث حجم الاستعداد أكبر من حجم الحدث.
انشغل الاردنيون لأيام بالضيف القادم، وهو الزائر الأبيض، وعشرات نشرات الأخبار الجوية ومن كل حدب وصوب انهالات على المواقع الاخبارية وتناقلها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وسجلت الاف التعليقات والضحكات، والتأملات، وفي النهاية لم نر سوى غيوم في السماء محملة بأمطار عادية لا تستحق كل هذا العناء الذي بذلته الدولة ونتج عنه قرارات غير مدروسة أرهفت ملايين الأردنيين ممن ازدحمت بهم الشوارع.
لا أعرف كيف تتخذ الجهات المعنية قراراتها، وعلى ماذا تستند، فليس من المعقول أن يقضي الموظف أكثر من ساعة لقطع مسافة بسيطة للوصول إلى غايته، فيما وصل أغلبهم وهم في حالة من العصبية وشرود الذهن والتعب والإرهاق.
هل يحدث هذا في دول العالم، وكيف تتعامل الدول ذات الطبيعة الثلجية والمطرية الشديدة مع مثل هذه الحالات، هي حياتهم مرتبكة ومتوترة، وهل حكوماتهم تخرج بقرارات غير مدروسة، وغير مفهومة. اجزم أن هذا لا يحدث، فالحياة تمضي هناك بسلام وهدوء مهما كانت الأحوال الجوية.
هناك لا تعطل المدارس ولا الجامعات، ولا يؤخر العمل، وإن حدث يكون بشكل منطقي ومعقول وفي الحدود الدنيا، وهناك حكومات تتأنى باتخاذ القرارات التي تتعلق بحياة الناس وارتباطاتهم وأعمالهم ومصالحهم، لأنها أحرص ما يكون على الإضرار بالمواطنين. أما هنا فما يحدث هو أن مجموعة من المسؤولين تجتمع فيما بينها، وتقرر دون أن تعود إلى الأسباب الموجبة لأي قرار يتخذ.
ببساطة فشلت الحكومة في التعاطي مع المنخفض الجوي الحالي، وكلي ثقة بأنها لم تتأثر بالخطأ الذي ارتكبته، ولم تقف عن نتائجه، ولن تقف.
وببساطة لم تكن الحكومة على قدر الحدث، فاتخذت القرار الأسهل لها، ودفع ثمنه المواطن الأردني كما هي العادة.