الأنباط -
في إطار فعاليات الموسم الثقافي التاسع والثلاثين لمجمع اللغة العربية الأردني، عُقِدَت يوم الخميس، التاسع من كانون الأول، ندوة بعنوان: "معجم لسان العرب الاقتصادي"، أدارها عضو المجمع الأستاذ الدكتور إبراهيم بدران، وحاضر فيها كل من الأساتذة: الدكتور جواد العناني، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ووزير الخارجية الأسبق، والدكتور قاسم الحموري، والدكتور عبدالباسط عثامنة، وصاحب المعجم الدكتور عبدالرزاق بني هاني، من قسم الاقتصاد في جامعة اليرموك، بحضور رئيس المجمع الأستاذ الدكتور خالد الكركي، والأمين العام الأستاذ الدكتور محمد السعودي، والأعضاء العاملين، وجمهور من المفكرين، مراعين لشروط ومعايير الصحة والسلامة العامة التزاماً بقوانين الدفاع، وبثّت الفعالية عبر منصات المجمع المتعددة على الفيسبوك واليوتيوب.
وجاءت محاضرة العناني بعنوان: "فائدة الموسوعة الاقتصادية في عصر الرقمنة"، ثمّن فيها الجهد المبذول في المعجم، وأثار موضوعات متعلقة بعلم الاقتصاد وطبيعته، وما يجري عليه من تغيّرات وتحورات سريعة جداً في العالم، وماذا سنفعل إزاء وضع معلومات اقتصادية مرتبة وممنهجة في كتبٍ ورقية في الوقت الذي تكون في المعلومات في بنوك مبوبة ومفهرسة يمكننا العودة إليها بسرعة، مؤكداً أهمية الجهد الجبار المبذول في الموسوعة، الذي سينعكس بدوره على عمل مجمع اللغة العربية الأردني، والمجامع اللغوية بشكل عام، بوصفه يشتمل على تصنيف دقيق للمعلومات.
وقدم الحموري بحثاً بعنوان: "معجم لسان العرب الاقتصادي: الاقتصاد الإسلامي"، بدأه بطرح تساؤل مهم: هل نحن بحاجة إلى ترجمة اقتصاد الدول الغربية إلى اللغة العربية، أم نخرج ما عند العرب من أساليب اقتصادية ونقدمها للغرب؟ وتمنى أن يكون هناك معجماً للاقتصاد الإسلامي يهدف إلى نقل المصطلحات الاقتصادية الإسلامية إلى الغرب، وأشار إلى منهجية العمل في المعجم بحيث يتم إعطاء كل مصطلح حقه من التعريف والتبيين حتى يكون العمل متناغماً، وتابع حديثه حول الرقمنة والتحديات التي يواجهها العمل المعجمي في هذا العصر.
وحاضر العثامنة حول: "تعريب تدريس العلوم الاقتصادية في الجامعات: الواقع والتحديثات"، ضمن محاور متعددة، أبرزها: نجاح عملية التعريب، ومخاوف عملية التعريب، ومتطلبات تعريب التعليم الجامعي، ومعوقات تعريب تدريس العلوم الاقتصادية، وإمكانية تعريب العلوم الاقتصادية، وتوصيات لتسهيل تعريب تدريس العلوم الاقتصادية.
وأكد العثامنة أنه لا بد أن تكون عملية التعريب عملية تكاملية تتعاضد أطراف مختلفة في إنجازها، بحيث تبدأ من البيت والشارع ووسائل الإعلام المختلفة، والتعليم في كافة مراحله الذي يؤثر بدوره في التعليم العالي بدرجة كبيرة.
وأشار إلى أن القرار السياسي هو الأساس في متطلبات تعريب التعليم الجامعي، مع توفير الإمكانيّات المادية والحوافز، والتعاون العربي بين كافة المؤسسات المعنية، والسعي إلى إنشاء مراكز للتعريب، والاهتمام بعلم المصطلح، وتطوير المعاجم العربية، وإعداد أعضاء هيئة التدريس وتأهيلهم.
وقدم العثامنة مجموعة من التوصيات لتسهيل تعريب تدريس العلوم الاقتصادية، أهمها: ضرورة اعتماد سياسة لغوية ملزمة، وضمان عدم تعدد مناهج تعريب العلوم الاقتصادية، والبدء الفوري بتعريب تدريس المساقات المتعلقة بالاقتصاد، وعدّ اليوم العالمي للغة العربية مناسبة وطنية وقومية، تعرض فيه الجامعات في كل عام إسهاماتها في إحياء حركة الترجمة والتعريب.
وتحدث مؤلف المعجم الدكتور بني هاني، ضمن ورقة بحثية عنوانها: "معجم لسان العرب الاقتصادي ومحاولات توحيد المصطلح"، أشار فيها إلى أنّ المكتبة العربية تفتقر إلى هذا المنتج، الذي يحتاج إليه العالم والباحث وطالب العلم، وصانع القرار، وأنه خلال مسيرته العلمية وجد اختلافاً واضحاً في توظيف المصطلح ومعناه في السياقات المختلفة للبحوث العلمية، والتطبيق الفعلي للسياسة الاقتصادية، ووجد اختلافاً في ترجمة المصطلح بتصرف، كي يخدم الغرض الذي نشأ من أجله، ثم محاولة توحيد المصطلح في سياقات الكتب العربية المختصة.
وتحدث بني هاني عن أهمية المصطلح الاقتصادي بعدّه أداة مهمة في التواصل، والتيقن حول الأساسيات والمفاهيم، وقال إن هذا المعجم تشابه مع أيقونة العمل الموسوعي اللغوي العربي، الذي قام به العلامة ابن منظور الأفريقي، في لسان العرب. وقدّم شكره لإدارة المجمع، وللجنة الفنية على جهودهم الأصيلة في دعم مشروع هذا المعجم، وطباعته، ونشره.