توصلت دراسة علمية إلى نتائج مهمة حول أسباب مشكلة التلعثم التي يعاني منها كثيرون، حيث يمكن أن تساهم الدراسة في الوصول إلى حلول عملية لمساعدة الأشخاص على الحديث بطلاقة.
وبحسب تقرير نشره موقع "سينس أليرت" فإن هذه الدراسة الحديثة قد تعطي فكرة كبيرة عن سبب حدوث اضطراب التلعثم، وكيف يمكن التعامل معه.
والتلعثم بحسب الموقع الإلكتروني لمايو كلينك "قد يسمى بالتأتأة أو اضطراب الطلاقة الذي يبدأ في مرحلة الطفولة، وهو أحد أنواع اضطراب الكلام الذي ينطوي على مشاكل متكررة وشديدة في الطلاقة الطبيعية وتدفق الكلام".
ويضيف "أن الأشخاص الذين يتلعثمون يعرفون ما يريدون قوله، ولكنهم يجدون صعوبة في التحدث به".
ووجدت الدراسة أن "التصور بوجود مستمع هو المفتاح" حيث كان المشاركون في الدراسة على قناعة بأنه "لم يكن هناك أحد يسمع ما يقولونه".
إريك جاكسون، متخصص في أمراض النطق واللغة من جامعة نيويورك، قال "إن هناك أدلة قصصية كثيرة بأن العديد ممن يتلعثمون في الكلام، لا يتلعثمون أبدا عندما يتحدثون بمفردهم، ولكن هذا الأمر لم يتم تأكيده في المختبر".
وأضاف أن ما توصلت إليه الدراسة تعني "أن التعلثم ليس مشكلة كلام، ولكنه في جوهره له ارتباط بمكون اجتماعي قوي".
وقام الباحثون في هذه الدراسة بوضع 23 متطوعا في خمسة سيناريوهات مختلفة، السيناريو الوحيد الذي لم يتعلثموا أبدا كان عندما "اعتقدوا أنه لم يكن أحد يستمع إليهم".
وبعد ذلك تم إبلاغ المتطوعين في الدراسة بأنه تم خداعهم، ولكن النتائج التي توصل لها الباحثون دفعتهم لمواصلة التجربة، وهو ما دفعهم إلى طرح تساؤل "لماذا نقص الجمهور له تأثير كبير على طلاقة الحديث".
ورغم أن الباحثين لم يدرسوا الإجابة عن هذا التساؤل إلا عنصر "الشعور عند المتطوعين بأنه هناك من يحكم عليهم أو يقيمهم بوجود أشخاص آخرين حولهم للاستماع لهم".
ويعتقد العلماء أن التلعثم يحدث من خلال مزيج من "علم الوراثة والفيزياء العصبية"، وهو أحد السبل الممكنة للاستكشاف في المستقبل للباحثين وفي أي مرحلة قد تبدأ الاعتبارات الاجتماعية في التأثير على الأطفال.
وتشير الأرقام إلى أن نحو 70 مليون شخص حول العالم يعانون من أحد أنواع اضطراب التلعثم على الأقل.