الأنباط -
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة.
المتابع للمشهد الأردني اليومي على مختلف الصعد والمجالات سواء الإعلامي أو الميداني أو الأندية والمنتديات ومؤسسات المجتمع المدني وحتى الجامعات، ولقاءات الوزراء ونشاطات الحكومة بشكل عام يلاحظ حجم التنظير السياسي والاقتصادي والإداري والتعليمي، ندوات وورش عمل ومؤتمرات، ولقاءات صحفية واعلامية، والكل يتحدث والكل ينظر، وجلهم يتحدثون وهم جالسون على الكرسي والميكرفون أمامهم ، يطربونا بإنجازاتهم وخططهم، ويوعدوننا بالمستقبل الأفضل ، وأن القادم افضل وأجمل، وعندما تفتح المحطات الفضائيه الاذاعية صباحا تتفاجأ بالحجم الهائل من الشكاوي الواردة من المواطنين على سوء الخدمات التي يواجهونها المواطنين من مختلف القطاعات، والمعاناة التي تعترض إنجاز معاملاتهم الإدارية، فتشعر أن الدولة الأردنية ما زالت في بداية طريق التطوير والتحديث الإداري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، فما نسمعه في الليل على شاشات التلفزة من أحاديث وإنجازات إيجابية، يمحوه النهار حينما تحاول ممارسته على الواقع، يتحدثون عن خطط لمواجهة البطالة بين الشباب ووعود لفرص عمل واستثمارات ضخمة، وفي المقابل عندما تقرأ أرقام واحصائيات البطالة تتفاجأ بارتفاع النسب الى أرقام غير مسبوقة، تسمع عن الديمقراطية والحربات العامة وبنفس الوقت تقرأ خبرا يقابله عن اعتقالات لنشطاء أو منع عقد نشاط لفعالية معينه، تسمع عن العدالة والمساواة وفي الجهة المقابلة تقرأ خبرا آخر عن تعيينات لأبناء الذوات والمسؤولين على نظام الواسطة والمحسوبية خارج نظام الدور، وإحالات لكفاءات ادارية بموجب قرارات ظالمة، تقرأ اخبارا عن إحالات لموظفين وقيادات إدارية على التقاعد لبلوغهم سن الستين، وفي الخبر الثاني قرارا آخر بتمديد خدمات لبعض القيادات الإدارية العليا بعد سن الستين دون معرفة السبب، تناقضات غريبة عجيبة تشاهدها وتسمعها في هذا الوطن، ويتحدثون عن السوداوية وجلد الذات، والسؤال الذي يطرح نفسه متى يتقدم الإنجاز العملي، على الإنجاز النظري، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.