الأنباط -
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة.
المتابع للأنشطة الثقافية والندوات وورش العمل والمؤتمرات والمحاضرات المختلفة السياسية منها، أو الاقتصادية، أو التاريخية حتى مذكرات المسؤولين وغيرها من النشاطات الثقافية والحوارية يلاحظ أن المشاركين والمدعووين والحضور مقتصر فقط على ما يسمى بالنخب والمسؤولين، كما هي المناصب محتكرة لأبناء ما يسمى أبناء الذوات أو المتنفذين، أو توارث المناصب من الجد إلى الأب ومن ثم إلى الإبن، وحسب المثل العربي " مثل صوف المنجد يقلبه حيث ما يشاء، وحيث ما يريد"، كما هو الوضع بالشأن الثقافي تجد نفس الأشخاص موجودين في معظم او كافة هذه النشاطات بما فيها الأنشطة الإجتماعية مثل جاهات الأعراس، ما يعني أن النشاطات الثقافية مقتصرة ومحتكرة على مجموعة من الأشخاص لا يتجاوز عددهم في أحسن حال مئتي شخص، يتم تدويرهم وتنقلهم ودعواتهم الى جميع الأنشطة مهما كان نوعها سياسية، أو اقتصادية، او إجتماعية، او ثقافية وووووووالخ، بما فيها الندوات التلفزيونية والإعلامية حتى وصل الحال أن مل الجمهور من مشاهدتهم، والانصات والاستماع اليهم، واصبحوا مستهلكين، ولذلك فهم يحاورون ويستمعون لأنفسهم فقط، والأصل في مثل هكذا نشاطات أو لقاءات ان يتم توسيع قاعدة الحضور والمدعووين الى القاعدة الشعبية والشباب ذكورا أم إناثا، وذلك بهدف نقل تجربتهم وثقافتهم الى الصف الثاني والثالث من المجتمع لنقل خبراتهم ومعرفتهم الى باقي افراد المجتمع، المطلوب الإنتقال من ثقافة المدينة أو النخبة إلى ثقافة القرية والمخيم والبادية، أو تثقيف القاعدة الشعبية بكليتها أينما وجدت، نريد أن نشاهد وزير الثقافة يجول القرى والأرياف والبوادي والمناطق النائية والأقل حظا، لدينا من الناس من هم بحاجة الى ثقافة متنوعة سياسية واقتصادية وثقافة الانتماء والحفاظ على الوطن ومقدراته وإنجازاته ونظافته وأمنه واستقراره، فهل نشاهدها تتحقق يوما ما من قبل الوزارات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني، نأمل ذلك، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.