هل يشير الصداع دائما إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم؟ عيد ميلاد سعيد ليث حبش سيدة العيد..... يوسف ابو النادي ابو محمد في ذمة الله ممرضة تكشف الكلمات الأخيرة للمرضى قبل الموت الارصاد : كتلة باردة ورأس سنة ماطرة باذن الله الطريقة المثلى لبلع أقراص الدواء دون معاناة مصر.. القبض على المغني حمو بيكا الأرصاد: ثاني أسوأ موسم مطري مسجل بتاريخ الأردن ديوانِ المُحاسبةِ للعام 2023 الجامعةُ الأردنيّةُ تحقّقُ أعلى نسبة استجابةٍ في الأردنّ لتصويبِ المخرجاتِ الرّقابيّةِ وإنهائها للعام الثالث على التوالي.. جيدكو بلا مخالفات في تقرير ديوان المحاسبة الضلاعين يزور بلدية بني عبيد لتعزيز التعاون وتنفيذ المشاريع التنموية "الوسطية" .. مشاريع تنموية متميزة وجوائز وطنية تعكس التزامها بخدمة المجتمع المحلي ديوان المحاسبة: سرعة استجابة الحكومة سبب لانخفاض عدد صفحات التقرير العزام عضواً في مجلس بلدية اربد الكبرى نداء عاجل من مجموعة السلام العربي لإنقاذ المتضررين من الأزمة الإنسانية في السودان الشديفات: مسارات التحديث مهدت الطريق أمام مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية. قرأت الأول مالية النواب تناقش موازنات سلطة العقبة وإقليم البترا وشركة تطوير العقبة الأمير الحسن يلتقي رؤساء وممثلي الكنائس الشرقية والغربية في عمان

بلال حسن التل يكتب:-الحكومة الغائبة

بلال حسن التل يكتب-الحكومة الغائبة
الأنباط -
 هو واحد من المسؤولين الأردنيين الذين لمع نجمهم في العشرية الأولى من هذا القرن، بعد أن دخل الحياة الوظيفية شاباً في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان نائباً لمدير عام مؤسسة من المؤسسات المستقلة التي توالدت سرطانياً في بلدنا، لكنه سرعان ما صار مديراً عاماً لتلك المؤسسة، إلى هنا ولا شيء غريب، فهذه حالة تتكرر كثيراً في بلدنا، الذي صارت فيه الفهلوة وسيلة التقدم في كثير من الأحيان، بدلاً من أن تكون الكفاية هي شرط التقدم في كل الأحوال.
    ولأن المسؤول الذي أتحدث عنه يعرف كيف يسوق نفسه، فقد فُتحت أمامه الأبواب والطرق، فتقدم بسرعة إلى الصف الأول، ولأن كذب الحبل قصير، ولأن أحدهم قد يستطيع أن يخدع الناس لبعض الوقت لا لكل الوقت، فقد بدأت أسهم هذا المسؤول بالتراجع حتى صار متهماً بالفساد، ممنوعاً من السفر لفترة من الوقت.
   أول طريق هذا المسؤول لكي يصبح متهماً بالفساد، هو أنه لم يُحسن تنظيم وقته، وإدارة هذا الوقت، فقد دفعته رغبته في الصعود والحضور السريعين إلى السعي ليكون حاضراً في الكثير من المؤسسات، ومن مجالس الإدارة ومن مجالس الأمناء ..إلخ، بالإضافة إلى شغفه بتفقد الوحدات الإدارية التابعة للمؤسسة التي كان يديرها، أو التابعة لأحد المجالس التي صار عضواً فيها، وقد نسي أن ساعات اليوم محدودة، وأن حمل أكثر من بطيخة يكسر كل البطيخ، فلكثرة مواعيد اجتماعات المجالس التي كان عضواً فيها، ولكثرة شغفه بالجولات التفقدية، صار صاحبنا يمضي جل وقته في سيارته، متنقلاً في حالة من التوتر من اجتماع إلى اجتماع، فيصل متاخراً ويغادر مبكراً، ليلحق بالاجتماع الذي يليه، وإن كان يحرص في الحضور المبكر مع بداية بعض الاجتماعات فذلك ليس احتراماً للموعد، ولكن رغبة في التصوير، فإذا انتهى التصوير استأذن بالمغادرة للحاق باجتماع آخر، ولذلك صار الاسم الرمزي له هو "بتاع الصورة".
       ولأن الناس لا تحتمل الخطأ كثيراً، بدأ هذا المسؤول بفقد احترام الناس له، خاصة عندما كثر كذبه لتبرير تاخيره بالوفاء بالتزاماته، ومع فقدانه لاحترام، بدأ يفقد مواقعه الواحد تلو الآخر، دون أن يترك في أي موقع من هذه المواقع بصمة أو أثراً، مثلما لم يحقق إنجازاً أو ذكراً طيباً، إلى أن صار متهماً بالفساد عندما استغفله أحدهم ليوقع على معاملة منعته فوضى الوقت من قراءتها، ثم تلاشت صورته الاجتماعية، وصار يتحاشى الظهور في الأماكن العامة، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، كل ذلك نتيجة لأمرين أولهما العجز عن تنظيم الوقت الذي قاد للثاني، وهو الكذب الذي يسقط ملح الرجال.
   المسؤول الذي أتحدث عنه كان نموذجاً محدود العدد في أجهزة الحكومة, يوم كان لدينا حكومات قوية مهابة, لكنني استذكرته هذه الأيام لأن نموذجه صار هو الحالة الشائعة في أجهزة الحكومة ومواقعها المتقدمة, لذلك غابت الإنتاجية ولم يعد أحد يشعر بوجود الحكومة.
Bilal.tall@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير