البث المباشر
الارصاد : منخفض جوي قادم بمشيئة الله... التفاصيل حسين الجغبير يكتب : الضم من جديد.. ماذا نحن فاعلون؟ أين نحن من "محادثات الكواليس" بين تركيا وإسرائيل حول سوريا؟ حل مجلس النواب ليس حلاً الإنسان المعرّض للفناء قرارات مجلس الوزراء مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي النابلسي والجوارنة والزغول والطراونة لماذا لا تصبح الانتخابات في الأردن إلكترونية؟ بعد حادثة "العبّارة".. مصدر للأنباط: أمانة عمّان تزور الفتاة المتضررة وتقدم الاعتذار لها اللقاء الإقليمي في عمّان لتعزّيز تنفيذ لقاء دورة المنح السابعة لدعم خطة التنفيذ و الانتقال والاستدامة عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء الملك يلتقي نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية الملك يلتقي نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية الدكتورة رنا عبيدات… عقلٌ علمي يقود البوصلة ويعيد تعريف قوة الدولة من بوابة الدواء والغذاء "الأرصاد الجوية": ارتفاع الأداء المطري إلى 63% من المعدل الموسمي العام مديرية الأمن العام تطلق حملة "السلامة المرورية شراكة ومسؤولية" شركة Joeagle وجمعية البنوك تنظمان ورشة عمل حول تقنيات المصادقة الخالية من كلمات المرور من يغادر البرلمان… ومن يبقى؟ اورنج الاردن تهنيء محمد أبو الغنم بمناسبة حصوله على درجة الماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية EMBA

بلال حسن التل يكتب:-الحكومة الغائبة

بلال حسن التل يكتب-الحكومة الغائبة
الأنباط -
 هو واحد من المسؤولين الأردنيين الذين لمع نجمهم في العشرية الأولى من هذا القرن، بعد أن دخل الحياة الوظيفية شاباً في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان نائباً لمدير عام مؤسسة من المؤسسات المستقلة التي توالدت سرطانياً في بلدنا، لكنه سرعان ما صار مديراً عاماً لتلك المؤسسة، إلى هنا ولا شيء غريب، فهذه حالة تتكرر كثيراً في بلدنا، الذي صارت فيه الفهلوة وسيلة التقدم في كثير من الأحيان، بدلاً من أن تكون الكفاية هي شرط التقدم في كل الأحوال.
    ولأن المسؤول الذي أتحدث عنه يعرف كيف يسوق نفسه، فقد فُتحت أمامه الأبواب والطرق، فتقدم بسرعة إلى الصف الأول، ولأن كذب الحبل قصير، ولأن أحدهم قد يستطيع أن يخدع الناس لبعض الوقت لا لكل الوقت، فقد بدأت أسهم هذا المسؤول بالتراجع حتى صار متهماً بالفساد، ممنوعاً من السفر لفترة من الوقت.
   أول طريق هذا المسؤول لكي يصبح متهماً بالفساد، هو أنه لم يُحسن تنظيم وقته، وإدارة هذا الوقت، فقد دفعته رغبته في الصعود والحضور السريعين إلى السعي ليكون حاضراً في الكثير من المؤسسات، ومن مجالس الإدارة ومن مجالس الأمناء ..إلخ، بالإضافة إلى شغفه بتفقد الوحدات الإدارية التابعة للمؤسسة التي كان يديرها، أو التابعة لأحد المجالس التي صار عضواً فيها، وقد نسي أن ساعات اليوم محدودة، وأن حمل أكثر من بطيخة يكسر كل البطيخ، فلكثرة مواعيد اجتماعات المجالس التي كان عضواً فيها، ولكثرة شغفه بالجولات التفقدية، صار صاحبنا يمضي جل وقته في سيارته، متنقلاً في حالة من التوتر من اجتماع إلى اجتماع، فيصل متاخراً ويغادر مبكراً، ليلحق بالاجتماع الذي يليه، وإن كان يحرص في الحضور المبكر مع بداية بعض الاجتماعات فذلك ليس احتراماً للموعد، ولكن رغبة في التصوير، فإذا انتهى التصوير استأذن بالمغادرة للحاق باجتماع آخر، ولذلك صار الاسم الرمزي له هو "بتاع الصورة".
       ولأن الناس لا تحتمل الخطأ كثيراً، بدأ هذا المسؤول بفقد احترام الناس له، خاصة عندما كثر كذبه لتبرير تاخيره بالوفاء بالتزاماته، ومع فقدانه لاحترام، بدأ يفقد مواقعه الواحد تلو الآخر، دون أن يترك في أي موقع من هذه المواقع بصمة أو أثراً، مثلما لم يحقق إنجازاً أو ذكراً طيباً، إلى أن صار متهماً بالفساد عندما استغفله أحدهم ليوقع على معاملة منعته فوضى الوقت من قراءتها، ثم تلاشت صورته الاجتماعية، وصار يتحاشى الظهور في الأماكن العامة، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، كل ذلك نتيجة لأمرين أولهما العجز عن تنظيم الوقت الذي قاد للثاني، وهو الكذب الذي يسقط ملح الرجال.
   المسؤول الذي أتحدث عنه كان نموذجاً محدود العدد في أجهزة الحكومة, يوم كان لدينا حكومات قوية مهابة, لكنني استذكرته هذه الأيام لأن نموذجه صار هو الحالة الشائعة في أجهزة الحكومة ومواقعها المتقدمة, لذلك غابت الإنتاجية ولم يعد أحد يشعر بوجود الحكومة.
Bilal.tall@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير