الأنباط -
أظهرت دراسة جديدة أن تقديم جلسات علاجية لآباء الأطفال الذين تظهر عليهم علامات الإصابة بالتوحد يزيد من احتمالية تماثلهم للشفاء والتخلص من الأعراض الشديدة للمرض مع تقدم السن.
صحيفة The Times البريطانية نشرت الإثنين 20 سبتمبر/ أيلول 2021، تفاصيل الدراسة التي قالت أنها تظهر لأول مرة هذا التحسن على مستوى العالم، فيما وصف باحثون نتائجها بـ"المدهشة".
بحسب الدراسة، فقد شُخصت حالة 6.7% من الأطفال في سن الثالثة، الذين شاركوا في دورة مدتها خمسة أشهر تهدف إلى تحسين التواصل بين الآباء وأطفالهم بإصابتهم باضطراب طيف التوحد (ASD). وفي مجموعة مماثلة لم تشارك في هذه الدورة، وصلت النسبة إلى 20.5% من الأطفال.
يُشار إلى أن ما بين 1% و2% من الأشخاص مصابون بمرض التوحد، ولذا قد يستفيد منه أكثر من 10 آلاف طفل سنوياً في المملكة المتحدة.
وقد شملت التجربة أطفالاً في أستراليا تتراوح أعمارهم بين 9 و14 شهراً اختيروا للمشاركة بعد أن ظهرت عليهم علامات الإصابة المحتملة بالتوحد مثل الاختلافات في التواصل البصري التلقائي أو الإيماءات الاجتماعية أو التقليد أو الطريقة التي يستجيبون بها لأسمائهم.
وقاد فريق البحث البروفيسور أندرو وايتهاوس من جامعة غرب أستراليا، وضم البروفيسور جوناثان غرين من جامعة مانشستر.
نمط جديد من العلاج النفسي
يقول غرين: "هذه النتائج أول دليل على أن التدخل الوقائي أثناء الطفولة يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في النمو الاجتماعي للأطفال لدرجة تتراجع معها احتمالية إصابتهم إلى دون عتبة التشخيص السريري للتوحد".
وقد حاولت العديد من علاجات التوحد سابقاً إحلال سلوكيات "نموذجية" محل فوارق النمو، لكن العلاج الجديد يتعامل مع الاختلافات الفريدة لكل طفل ويخلق بيئة اجتماعية حول الطفل تساعده على التعلم بالطريقة التي تناسبه".
وشدد غرين على أن هذا العلاج "ليس علاجاً سحرياً يمنع عنهم الإصابة بالتوحد" ولكنه يحسّن من مشاركة الأطفال الاجتماعية ويقلل من التوتر في حياتهم.
حيث أظهرت الدراسة، التي نُشرت في دورية JAMA Paediatrics، تحسناً في الطريقة التي تفاعل الأطفال مع الآخرين وتراجعاً في الحركات المتكررة والاهتمامات الحسية غير الاعتيادية.
ويتضمن العلاج تصوير الأطفال وهم يتفاعلون مع أحد الوالدين، ثم يشاهد الوالد بعد ذلك مقطع الفيديو مع معالج يساعده على فهم أن الطفل ربما يتواصل معه بطرق غير نمطية.
يقول غرين: "النظرية الكامنة وراء هذا العلاج هي مدى أهمية هذه التفاعلات المبكرة بين الآباء والأطفال للدماغ والنمو الاجتماعي".