الأنباط -
كأي متابع للذي يكتبه كثيرون على وسائل التواصل الإجتماعي او حتى على بعض المواقع الاخبارية..
اجد صاحب ذلك الخطاب يبدأ بلغة أشبه بإصدار حكم سيء قطعي.. أو إلقاء تهمة ممقوتة.. أو نعتٍ بصفاتٍ غير محببة.. لكل من سيخالفه الرأي..
فهل استقى هؤلاء الكُتاب او المتحدثون طريقتهم هذه -والتي اسميها بالتحصين- من خطاب جورج بوش الشهير.. عندما قال.. إن لم تكن معنا فأنت مع الإرهاب..
وهنا أتساءل.. هل بلغ الضعف عند مَن يعتمد تحصين خطابه الى هذا الحد؟!.. ويخاف من مواجهة الآخرين؟!.. فتجده يحصن ما خطت يده او تفوه به لسانه بهذه الطريقة.. حتى يمنع مَن يخالفه الرأي مِن الرد؟!..
وإن أقدم احد ما على الانتقاد.. فيكون حينها قد وقعت عليه إحدى الصفات المذمومة التي تم تحصين الخطاب بها..
فعلى سبيل المثال وليس للحصر.. عندما يبدأ أحدهم خطابه بأن ((هناك من يقفون ضد الإصلاح ومحاربة الفساد وازدهار الوطن ونقله من واقع الظلم والاستبداد والتبعية.. إلى مصاف الدول الحرة والريادية.. من السحيجة والمغطى على بصرهم وبصائرهم.. وهم كالإمعات لا بل هم أضل........ ويكمل كلامه وخطابه بما يريد أن يملي علينا))..
هنا أقول.. أليس هذا تنمرا على الآخر؟!.. أليس هذا ضد ما تطالبون به من إحترام الرأي وفتح الحوار؟!.. أليس هذا مؤشر ضعف في طرحكم وخطابكم؟!.. فحصنتموه بهذه الطريقة.. أليس هذا من أشد أنواع إرهاب الكلمة؟!..
فهذه دعوة من إنسان عاشق لتراب الوطن.. محب لكل صاحب فكرٍ بَناءٍ وإصلاحي.. داعم لكل فكرة فيها مصلحة الوطن كاملا.. محارب كل من يريد هدم اي منجز تم تحقيقه -حتى وإن صَغُر هذا المنجز-.. إلى من يتعمدون إغراقنا بمثل هذه النوع من الخطاب.. بأن احترموا عقولنا.. وعاملونا بما تحبون أن يعاملكم به الناس.. فكما لكم أقلام للآخرين أقلام..
ونحن ممن نقف على مسافة واحدة من كل محب للخير لهذا الوطن.. نتمنى عليكم تغيير لغة خطابكم.. مبنعدين عن الاحكام المسبقة.. حتى يتسنى لنا التعليق والتعقيب على ما تنشرون.. لعلنا نصل جميعا الى وطن آمن مزدهر ريادي..
أبو الليث..