الأنباط -
بحثت لجنة مشتركة في مجلس الأعيان، مكونة من لجنتي فلسطين والزراعة والمياه، اليوم الخميس، التعاون الزراعي بين الأردن وفلسطين.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة، التي ترأسها رئيس لجنة الزراعة والمياه العين الدكتور عاكف الزعبي، بحضور أعضاء لجنة فلسطين، مع وزير الزراعة الفلسطيني رياض العطاري، والوفد المرافق له، بحضور وزير الزراعة خالد الحنيفات.
وقال العين الزعبي إن العلاقات الأردنية الفلسطينية أخوية ومتينة وعميقة، لافتًا إلى أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يدافع عن القضية الفلسطينية منذ ما يقارب 70 عامًا في جميع المحافل الدولية.
وأكد أهمية تعزيز التنسيق والتشاور والتشارك في القرارات الاقتصادية التي تصب بمصلحة الاقتصاد في البلدين الشقيقين، لا سيما تلك المتعلقة بالقطاع الزراعي، الذي يعد واحدًا من القطاعات الاقتصادية المميزة في الأردن وفلسطين.
وبين العين الزعبي أن الحصار الاقتصادي، الذي فرضته اتفاقية باريس عام 1996 بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل، جعل السوق الفلسطيني أسيرا للاقتصاد الإسرائيلي ما خفض التجارة بين الأردن وفلسطين إلى الحدود الدنيا.
وأوضح أن الحلول للنهوض في القطاع الزراعي الأردني والفلسطيني تكمن في التركيز على خفض كلف الإنتاج، وتنظيم الإنتاج وربطه مع طلب الأسواق وتسعير موارد الإنتاج الأساسية، إضافة إلى ضرورة وجود قاعدة بيانات تساعد في تحسين ما ينتجه المزارع، وأهمية التمويل للمزارع للقيام بعملية التسويق الزراعي.
من جانبه، أكد الوزير العطاري أهمية استمرار التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة، خاصة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيدًا بمواقف جلالة الملك والحكومة والشعب الأردني تجاه القضية الفلسطينية، ورمزية العلاقة المتمثلة فيما قدمته الأردن من شهداء على تراب فلسطين منذ عام 1926.
وبين أن التشابك الاجتماعي بين الأردن وفلسطين سياسيا وجغرافيا أسهم في تكوين شراكة حقيقية بين الشعبين الشقيقين، لافتًا إلى أنه تم تسجيل الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية بإدارة مشتركة بين البلدين الشقيقين، وثمرة للتعاون وبهدف دعم المزارعين في الأردن وفلسطين وتعزيزا للشراكة مع القطاع الخاص في الجانبين.
وأوضح أهمية التنظيم الزراعي في المدن الفلسطينية وخاصة تنمية العناقيد الزراعية في طولكرم والأغوار الشمالية وأريحا والأغوار الجنوبية وقلقيلية وطوباس لتميزها بوفرة المياه، والاستفادة من الخبرات الأردنية في تطوير القطاع، حيث أن المحاصيل الزراعية الفلسطينية والأردنية متشابهة إلى حد كبير في البنية التحتية ولها العديد من المميزات التسويقية.
وعرض العطاري أبرز تحديات القطاع الزراعي الفلسطيني وحلولها المقترحة، المتمثلة في زيادة كمية المياه، وتحلية المياه العادمة، والبنية التحتية للطرق الزراعية، وزيادة الإنتاج وخلق فرص العمل في القطاع، وإحلال الواردات العربية كبديل للمنتجات الإسرائيلية المفروضة على المستهلك الفلسطيني.
بدوره، أكد الوزير الحنيفات أن الشراكة بين البلدين الشقيقين تمثل بعدا اقتصاديا وسياسيا؛ حيث تدعم صمود المزارع الفلسطيني، إضافة إلى فتح أسواق جديدة للمنتجات المحلية الأردنية والفلسطينية ضمن الأسواق التقليدية من خلال المنافسة الإيجابية، التي تعتمد على التعبئة والتدريج توفير المنتج ضمن نقاط بيع في أغلب الدول المستوردة.
وأشار إلى أنه جرى تشكيل مجلس إدارة الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية ذات الإدارة المشتركة، وكذلك اختيار مديرها العام، وإجراءات الشركة كافة جرت بكل شفافية.
من جهتهم، بين أعضاء اللجنة المشتركة عمق العلاقات التاريخية بين البلدين ووحدة الشعبين، مؤكدين ثبات الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية المتمثل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعم الأول لحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشاروا إلى أهمية تعزيز سبل الشراكة بهدف النهوض بالقطاع الزراعي الأردني والفلسطيني، خاصة ما يتعلق بصادرات وواردات القطاع.