كتب حسن عصفور/ دون مبالغة، ولكن بفخر، على الفلسطيني، كل فلسطيني دمه لم يلوث بجين عصبوية سام، تسجيل فجر يوم السادس من سبتمبر كيوم "عبور كبير"، يوم كسر منظومة أمنية إسرائيلية متكاملة، أدت الى خروج 6 من أسرى الحرية، عبر حفر نفق من تحت معتقل "باستيالي" جديد.
"العبور الكبير"...نعم، هي تماثل بروحها ومغزاها عبور جيش مصر العظيم، قناة السويس وخط بارليف، الذي اعتقدت دولة الكيان أنه "الحصن الأمين" فكان الكسر الكبير...يوم السادس من أكتوبر 1973 يوما للتحدي العربي، دون أن نقف أمام تحليل ما كان تاليا، فالحدث في القرار والفعل والتنفيذ.
"العبور الكبير"لأسرى الحرية فجر السادس من سبتمبر 2021، تحدي من طرز جديد، لا يقتصر أبدا عل عملية الخروج من فتحة نفق العبور، بل في تخطيط وتدريب وتنظيم، بسرية مطلقة رغم كل المنظومة الأمنية داخل المعتقل، وحوله، عملية من طراز فريد، ستدخل الفلسطيني الى سجل الإبداع والتحدي، دون حسابات تسقط في ظل لحظة زمنية ما.
"العبور الكبير"، فعل يكسر كل مظاهر "البلادة التي تسيطر على تفكير البعض بحسابات "خوارزمية" لتبرير اللا فعل، عملية داست بأقدام مخططيها ومنفذيها ومن كان مشجعا لها، كل "خنوع" عشش في عقول من هرب من مواجهة عدو لمواجهة مواجهة العدو.
"العبور الكبير"، درس فلسطيني، أي كانت نتائجه اللاحقة، أن هناك قدرة كامنة في كسر غطرسة عدو، كيانيا ومنظومة، وأن الاعتقاد بأنهم قادرين فرض ما يريدون على الفلسطيني، فتلك ليس سوى "خدعة" تبرير اللا مواجهة...فمن قرر تنظيم هذه العملية لم يجلس ليقول ربما ولعل وسوف ولو ولما وكيف...قرروا أن يحاولوا فعل لكسر جدار عام، لاعتقال شعب بعد الاعتقاد أنه وصل الى غايته بحصار كل فعل كاسر لجدار المحتل.
"العبور الكبير"لكتيبة كسر منظومة أمنية لدولة الكيان وبلادة سلطة، فعل تذكيري للبعض الذي انتقل من البحث على كيفية تطوير أدوات كسر غطرسة العدو القومي، الى الحديث التهديدي الذي أصبح وكأنه "مخدرا" للكفاحية الفلسطينية.
"العبور الكبير"... الدرس الأول الكبير لحكومة الغطرسة والتهويد الجديد، بأن قدرة الفعل الفلسطيني ممكنة..وممكنة جدا.!
"العبور الكبير"...درس لكل من أحسن ظنا بحكومة التهويد، وذهب متوسلا اتصالا من رأس طغمتها في تل أبيب..فكان الاستخفاف والتجاهل ردا ..فالعدو لا يحترم "خمولا"!
"العبور الكبير"..درس للفصائلية التي فاقت فئويتها وطنيتها، ان "التعاون الكفاحي" ممكن..وممكن أن يحدث مكاسبا دون "ضجيج الفرح قبل الآوان"...
"العبور الكبير"..معركة فلسطينية ستبقى حاضرة في الذاكرة الوطنية..وفي ذاكرة العدو بأنها "كسرت الجدار المحصن"..كشفت لا محصن سوى إرادة شعب فلسطين سيبقى الى حين أن يرى وطنه حرا!
"العبور الكبير"..الحضور الفلسطيني بالتحدي شاء من شاء وأبى من أبى ...
"العبور الكبير"..معركة حققت النصر قبل أن تنتهي ..فما قبلها أمنيا ليس كما بعدها...وتلك هي الحقيقة السياسية الأهم في الحدث الوطني الكبير.
سلاما لكل من حاول وفكر وساعد وخطط ونفذ وخرج رافعا رأسه من نفق "فخر معتقلات دولة الكيان".
ملاحظة: حديث د.محمد اشتية يوم 5 سبتمبر أعاد بعض الصواب للكلام الفلسطيني..أن القاعدة عدو ومحتل وسياسة وشعب يبحث حريته وليس تحسين مستوى معيشته...كلام غاب عن بعض المرتعشين!
تنويه خاص: جيد أن يتذكر رئيس دولة الكيان ان الاتصال مع السلطة يفيد دولتة أمنيا...يا ريت بعض الناس تفهم شو معناها وشو ثمنها المطلوب..مش كم "هدية خاصة" بل هدية لشعب...ما أغرب البعض عندما يكون جبنه مزعج حتى لعدوه!