البيتا كاروتين، تلك الكلمة المشتقة من الكلمة اللاتينية التي تعني الجزر، هي الصبغة التي تمنح بعض النباتات والخضراوات لونها الثري المميز، كما أنها تلعب دورا مهما في الحفاظ على صحة الجسم، لكونها واحدة من مضادات الأكسدة الأساسية. وما إن يتم تناولها، فإنها تتحول إلى فيتامين A، الذي يحمي جهاز الجسم المناعي عبر تصديه للضرر الذي تُحدِثُه الجذور الحرة ويمكن أن يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة.
فضلا عن الدور المهم الذي يلعبه فيتامين A في الحفاظ على صحة البشرة وتدعيمها، تعزيز مستوى الرؤية والإبصار وكذلك الحفاظ على الصحة العامة للعيون. كما أظهرت دراسات بحثية أن الأشخاص الذين يتناولون أربع حصص أو أكثر من الأطعمة الغنية بالبيتا كاروتين بصورة يومية قد يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع الأمراض السرطانية.
وبينما خرج خبراء وباحثون من مدرسة طب ماونت سيناي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة ليبدُوا موافقتهم على الاستعانة بحصص يومية من تلك الأطعمة الغنية بالبيتا كاروتين باعتبارها مكونا مهما للحمية الصحية، فقد تحدثوا أيضا عن بعض الآثار الجانبية، التي من ضمنها حدوث اصفرار مؤقت بالجلد، نزول البراز بقوام رخو وحدوث آلام بالمفاصل. وأكد باحثو ماونت سيناي في هذا السياق أيضا أن اشتقاق البيتا كاروتين من الأطعمة الطبيعية هو أمر أكثر فعالية للإنسان من تناولها في صورة مكملات، كما أنه أكثر أمانا للأشخاص الذين يداومون على تناول بعض أنواع الأدوية بصورة مستمرة.
ما هي الفواكه والخضراوات التي تحتوي على البيتا كاروتين؟قال الباحثون إن الجزر والأطعمة التي تُحضَّر بالجزر من أبرز المصادر الغنية بالبيتا كاروتين، بالإضافة لباقي الفواكه والخضر البرتقالية اللون، وكذلك الخضر الورقية الداكنة والخضر الخضراء الأخرى، التي تتسم بمضادات الأكسدة والبيتا كاروتين. ومن أبرز المصادر الأخرى الغنية بالبيتا كاروتين خلاف الجزر هي: البطاطا، قرع الجوز، المشمش، الشمام، الفلفل الأحمر والأصفر، اللفت، السبانخ، الخس، كما توجد ببعض الأعشاب والتوابل مثل الفلفل الحلو، البقدونس، الكزبرة، المريمية وأنواع أخرى.