الأنباط -
كلنا يعلم ان تكرار اي معلومة مهما كانت صحيحة او مغلوطة سيستقبلها الكثير من الناس على انها حقيقة بغض النظر عن صحتها وهو فخ البروباغندا اي الدعاية للمعلومة الموجهة ، والتي تهدف الى التأثير على اراء وافكار وسلوك ومفاهيم اكبر عدد ممكن من الناس ، اي الدوام على تكرار المعلومات المغلوطة لتضرب جذورها عميقاً في عقول الناس لتصبح حقيقة لا مجال للشك فيها .
وهو يعطي اثراً كبيراً لوهم الحقيقة وتصبح غالبية المعلومات المغلفة بالعبارات الرنانة مألوفة لديهم ، خاصة ان هؤلاء الممتهنون لتلك المهنة او المكلفين بها يستغلون نقاط الضعف لدى الكثيرين اي نقطة الضعف السيكلوجي عند الانسان .
وستحتاج الجهات المتضررة من ذلك للعديد من وسائل الدفاع لاقناع الناس بعكس ذلك ، لقوة تأثيره مع ما ينسجم مع الحالة النفسية السلبية لغالبية الناس فهي تعتبر كذبة مقنعة ، واذا ما كان هناك مراكز دراسات ميدانية فسوف تقيس مدى تأثير وهم الحقيقة على الحقيقة نفسها اي ان هناك معلومات جديدة تطرح ويكتسبها الانسان دون تحليل او تقييم لوقتها وصحتها تحكم عقولنا بسبب تكرارها ، بالرغم من ان التكرار لا يحجب الواقع عن اعين البشر خاصة عندما يفكر الشخص بصرامة حول منطقية كل معلومة يستقبلها وفق معايير المعرفة الحقيقية المتوفرة ، وبناءاً عليها تصدر الاحكام بطرق مختصرة .
فهناك بعض الاشخاص داخل وخارج الوطن امتهنوا طرح العديد من المعلومات والاخبار المغلوطة وتكرارها لتشويه العديد من الشخصيات الوطنية ، والكل يعرف ان هؤلاء الاشخاص ظهروا مؤخراً واصبحوا يستثمرون مواقعهم على شبكات التواصل الاجتماعي لبث السموم من المعلومات المغلوطة .
وعلينا ان لا نكون ضحية للحدس الغريزي في الحكم دون تقصي الحقائق ومنطقية المعلومة ، وان نحمي انفسنا من تأثير التكرار حتى لا نكون ضحية لهم لافتراس الدماغ البشري ، وان تسبب لنا ردود فعل غاضبة بسبب هذا الكذب الذي لا اساس له من الصحة ، في الوقت الذي تشكل فيه الحقيقة ركيزة من ركائز الامة .
نايل هاشم المجالي
Nayelmajali11@hotmail.com