بفضل الثورة المعلوماتية الحديثة في جميع وسائل الاتصالات والاعلام
وغيرها ، استطاعت ان توفر للانسان كثير من الوقت باستعماله لتلك التقنيات مع كافة
الجهات الرسمية ، لانجاز المعلومات الكترونياً او مع الشركات لشراء السلع المتنوعة
، وتلقيه سيلاً غير منقطع من المعلومات والمغريات والاخبار والدعايات المختلفة وغيرها
.
حيث ان البث يأتي من الفضاء وليس عبر جمارك الحدود او الموانيء او
المطارات ، فالاقمار الصناعية تقوم بتلك الادوار دون اية حواجز تذكر .
هذا الانفتاح العالمي والذي جعل من العالم قرية وبوابة للدخول الى كل
مكان لدينا منزل ومكتب ومجتمع ، كان له تأثير ايجابي لانجاز الكثير من المعاملات
والمشتريات وحتى التعليم عن بعد ، وتوفير كثير من الوقت وعدم الوقوف بالاصطفافات
للدور الطويل من البشر لانجاز المعاملات .
بالمقابل كان له دور سلبي فهو قد قتل الوقت وتفريغ الذهن حتى من طرق
التفكير السليم ، واصبحت تستخدم بوجود ايضاً الانترنت كعربة للمفهوم الثقافي
المتنوع بكافة الاتجاهات الايجابية والسلبية ، فهناك البدائل متاحة كذلك ادت هذه
التقنيات الى عزلة الفرد في حياته اليومية بقضاء اوقات طويلة لمتابعة الافلام
والالعاب والتواصل الاجتماعي وتشكيل الجروبات وغيرها .
ولا ننسى ما تؤثر به تلك التقنيات من وسائل تهديد للثقافات القومية
وتغيير في القيم الاخلاقية والانسانية والدينية ، فهناك برامج وعروض يرفضها العقل
السليم تتنافى مع الفطرة والتقاليد والاعراف الاجتماعية .
ولقد تسابق المخترعون والمبتكرون في جميع انحاء العالم لتضيع ما هو
مبتكر من هذه التقنيات ، لتتوالى العروض بالاسواق ليلهث كثير من البشر لشرائها
بأية وسيلة كانت وحسب الامتلاك والتباهي بذلك ، حتى اصبحت التهاني والتبريكات
وغيرها تتم عبر تلك الوسائل بصورة وتقنية حديثة ليقضي الفرد ساعات طويلة في توافه
الامور ، فهذه التقنيات وفرت لنا بعض من الوقت في انجاز كثير من المعلومات
والخدمات وغيرها ، لكنها بالمقابل اخذت كل الوقت باستعمالنا لمختلف التقنيات
الاضافية عليها من معلومات وتواصل اجتماعي والدخول الى مواقع الافلام وغيرها ، فنحن
بحاجة الى توعية ابنائنا لايجابياتها وسلبياتها ، كذلك ابناء المجتمع لما له تأثير
سلبي في العديد من المجالات التي تسبب انحرافات فكرية وتكوين شللية ذات تأثير سلبي
والكثير الكثير .
Nayelmajali11@hotmail.com