البث المباشر
الخارجية الألمانية تدين سياسات الاستيطان بالضفة المجلس التمريضي يعقد امتحان مزاولة المهنة 21 نيسان المقبل وزير الخارجية: الجهود الأردنية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية لم تتوقف ولم تنقطع الصفدي: الجهود الأردنية لوقف العدوان الإسرائيلي متواصلة وإسرائيل خرقت اتفاقية التبادل الذكاء الاصطناعي وحواسيب الكم: ثورة في صناعة الخشب والأثاث قتيل ومصابون بعملية دهس وإطلاق نار قرب حيفا مؤسسة ولي العهد تختتم حملة "افعل الخير في شهر الخير" المعونة الوطنية: صرف الدعم النقدي الموحد خلال يومين الضريبة: تتيح التحقق من صحة الفاتورة من خلال تطبيق سند الجمارك تحبط محاولة تهريب 204 قطع اثرية الى خارج المملكة عبر مطار الملكة علياء حسان: العدوان الإسرائيلي المتوحش على عزة تجاوز الإدانة بحث آليات تفعيل مجلس الأعمال الأردني التركي المشترك عطاء لربط الصوامع والمطاحن مع وزارة الصناعة والتجارة "المجلس العلمي الهاشمي الثالث" في الزرقاء يناقش حديثا محوريا في الإسلام رئيس مجلس الدولة الصيني يتعهد بتعزيز الانفتاح وسط تزايد حالة عدم اليقين على الصعيد العالمي "أطباء بلا حدود": الضفة لم تشهد تهجيرا قسريا وتدميرا للمخيمات بهذا الحجم منذ عقود رابطةُ العالم الإسلامي ترحب بمخرجات اجتماع اللجنة الوزارية بشأن غزة 61.3 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الضمان: 187 ألف مشترك ضمن الحد الأدنى للأجور صحة غزة: استهداف مجمع ناصر الطبي بخانيونس جريمة حرب

مهنا نافع يكتب : بين جبال ترودوس ودبين

مهنا نافع يكتب  بين جبال ترودوس ودبين
الأنباط -
للسفر أكثر من فائدة ولكل منا به غاية، البعض منا غايته فهم الجديد من الأشياء، والبعض منا غايته فهم ما سبق وعرف منها، في البداية عادة ما تُسحر العيون، فلكل جديد بهجة، وما ان تقترب اكثر حتى تفهم اكثر، لتوقن أن ما لديك يمكن أن يكون أبهى وأجمل، وربما تندهش قليلا إن قابلت حكيما كان ضيف يوما ما بقربك يذكر لك جمال وروعة بلدك، فلا تستغرب فالنظرة دائما من خارج الإطار تكون أشمل وأكمل ونحن في بعض الأحيان من داخله لا نرى الأشياء إلا جزءا هنا وجزءا هناك، فقد أشغلتنا العديد من القضايا، ولكن لا بد للحكمة ان تعيدنا لفهم ما لدينا، فالحكمة دائما تُقدر الجمال . 
 
   سلسلة جبال ترودوس تقع في وسط جزيرة قبرص جبالها خضراء وأهلها قريبون بالملامح لنا وهم ايضا كرماء وتلازمهم دائما ابتسامة بسيطة، اشجارها كأشجار راسون وبرقش ودبين منها البلوط والسرو والصنوبر والسنديان، تجولت فيها بعدة أماكن، صحيح أن شوارعها ضيقة لكنها معبدة بطريقة جيدة ومخططة بمسارات واضحة، وبين مجموعة من الأشجار ومجموعة أخرى ترى بناء لاستراحة مسقوفة بحجر كرميد وردي جميل وحولها فناء واسع تجلس فيه وقت ما تشاء، فهي أماكن مخدومة بمرافق عامة ولا يقيدك أصحابها بما تطلب سواء رغبت بتناول وجبة غذاء او اكتفيت بعلبة من العصير، وأما إن حدثتكم عن الجودة فكانت بكل شئ موجودة، وأما الأسعار للسياح الأجانب وللمصطافين المحليين فكانت معتدلة ومقبولة .

   يسعدنا ان لدينا مثلث ذهبي مكون من البتراء او ( البترا ) المدينة الوردية التي ضُمت لعجائب الدنيا، ووادي رم حيث جبل المزمار او جبل اعمدة الحكمة السبع، ومدينة العقبه ثغر الأردن الباسم، ولكن كم سنسعد اكثر لو اضفنا غابات الأردن لهذه الثلاث لتصبح اربع جواهر ولنجد اسم جديد ليشمل هذه الأماكن، لا اعتقد ان الاتفاق على التسمية ستحير خبراء السياحة كثيرا فهدف الإضافة لهذه الغابات هو حصولها على المزيد من الاهتمام عدا أن الترويج تحت عنوان واحد سيكون ضمن إطار أقوى واشمل وبالتأكيد سيصبح به الكثير من التنوع .

   إن الاختلاف بتضاريس الاماكن يعتبر ميزه رائعة للاستثمار السياحي بكل المواسم خلال العام فقد تكون جبال هذه الغابات الملاذ الممتع في الأيام الصيفيه الحارة حيث الهواء النقي المنعش اللطيف، ونعلم أن هناك اهتمام لذلك ولكنه ليس بالقدر المطلوب، فالترويج السياحي أمر مهم ولكن ما قبل وبعد الترويج يكون الأهم فلا بد من المواظبة على تسهيل كل الطرق لتقليل كلفة الوصول لتلك الأماكن أولا، وتخفيض تكاليف الاقامة بها وبالأسعار المنافسة ثانيا . 

   فغابات جبال ترودوس جميلة وجذبت الملايين من السياح إليها ولا ضير من أن نعرف اسباب نجاحها لنفهم أكثر مالذي قصرنا به بحق غابات جبال دبين وكل أخواتها، وقد أجزم اننا نعرف المطلوب ولكن لا ندرك قيمه الخير من المردود، فالاردن الآن هو الوجهة الأقرب للسياحة لشمال الجزيرة العربية، وغابات الاردن تستحق منا الإهتمام الأكثر لتكون أيضا أماكن جذب للسائح كغيرها من باقي الأماكن فالسياحة كالصناعة لا بد لنجاح مخرجاتها من صفات ومقاييس اهمها الجودة والتنوع والقدرة على تحديد التكلفة بقيمة منافسة لمثيلتها . 
مهنا نافع
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير