الأنباط -
نقول ، رضا الناس غاية لا تُدرك ، فأنت لا تستطيع أن تُرضي الجميع والمطلوب منك إن كنت مخلصاً رضاء الغالبية ، فهناك من يعترض على ما تفعله وهناك من يُعارض ما تفعله ، وهنا أتوقف قليلاً عند اعترض وعارض ، فمن اعترض على أمر في أسلوبك القيادي فهو يبغي التصويب ، وهذا يقف إلى جانبك ، بل إلى جانب الأغلبية التي تريد الخير من قيادتك ، وحتى يصل إلى ما يريد ينتهج منهجاً تحاورياً فيه الود أكثر ما فيه النقد والتجريح ، أمّا من عارض ما تفعله فهو في الحقيقة رافض لك ولوجودك ويبحث عن البديل ولا يرى فيك قيادياً قادراً على قيادة الأمر ، وهذا يستخدم القوة أحياناً ، والفزعة أحياناً أخرى وقد يتقوّل عليك ما ليس فيك وهو لا يبغي حوارك ما دام رافضك ، من هنا علينا أن ننتبه جيداً إن كنّا نبغي مصلحة الوطن في تعاملنا مع أي مسؤول مهما كانت رتبة مسؤوليته لتحدّد موقفنا منه ، هل نحن نعارضه أم نعترض عليه ؟ وبعدها سيكون لنا معه ما نسعى إليه من خدمة الوطن ، من هنا كم يخطئ من يعترض أو يعارض دون دليل ، أو يتخذ المعارضة شكلاً من أشكال إظهار الذات الناقصة في داخله ، لأن مثل هذا لا يريد مصلحة الوطن لكنه يخدم مصالح غيره أو مستأجريه ، فمن كان يريد مصلحة الوطن فليعترض على منهج القيادي ويسعى هو وأصحاب الأمر على التعديل فإن أبى هذا القيادي فلنعترض عليه جميعنا لأنه حقيقة لا يريد مصلحة الوطن
إن ثقافة المعارضة التي تبني الدولة وغايتها مصلحة الجميع هي منهج واحد " اعترض ولا تُعارض " وهذا ما يجري عند كل الأحزاب الغربية هم يعترضون وإذا لم يجدوا استجابة فإنهم يعارضون وجود القيادي .