الأنباط -
بقلم /د٠ريتا عيسى الأيوب
متابعة/د. لطيفة القاضي
وَالقَمْحُ إِذا ما تَبَعْثَرَ... عَلَى أَرْضِكِ يا بَيْروتُ... زَالَتْ كُلُّ مَعاني الحَياة...
زالَت آخِذَةً مَعَها... كُلَّ مَعالِمِ الحُبِّ والذِّكْرَياتِ... فَباتَتْ مُحَمَّلةً بالآهات...
آهاتُ جَرْحَى قَدْ تَناثَرَت أَجْسادُهُم... بَيْنَ أَشْلاءِ قَتْلَى... بَعْضُها ما باتَ مِنْهُ إِلاَّ الفُتات...
فُتاتٌ يُنْذِرُ بِصُعوبَةِ القادِمِ... وَيُنَدِّدُ بِغَدْرٍ أَكْبَرٍ... لا زالَ في طَريقِهِ إِلَيْكِ... آت...
فَحَذارِ أَنْ تَسْتَسْلمي... لِكُلِّ مَنْ أَتاكِ... مُدَّعِياً... بِأَنَّهُ سَيَصونُ لَكِ الذِّكْرَيات...
فَمَنْ أَرادَ بِالفِعْلِ صَوْنَها... لَما آذاكِ... وَلاَ اسْتَهْدَفَكِ... مُنْذُ البِدايات...
واعْلَمي بِأَنَّ البَشَرَ... مُنْذُ بَدْءِ الكَوْنِ... قَدْ خُلِقوا وَفي دَمِهِم... أَعْمَقُ الأَسْرارِ... وَالخِيانات...
وَبِأَنَّ بِطَبْعِهِم التَقَلُّبَ... وَمَهْما حَاوَلوا غَيْرِ ذَلِكَ... إِلاَّ أَنَّهُ وفي كُلِّ مَرَّةٍ... تَجِدينَ بِأَنَّ الوَقْتَ قَدْ فات...
فَانْهَضي مُسْتَقِلَّةً... مُنْعَزِلَةً... وَمُكْتَفِيَةً بِأَبْنائِكِ... القَاصي والدَّاني مِنْهُم... وَذوي الكَفاءات...
وَأَمَّا الخائِنَ بَيْنَهُمْ... فَاسْتَثْنيهِ... دونَ أَيِّ تَرَدُّدٍ... كَيْ لا تَنْدَمي وَتُغْدَري ثانِيَةً... مِنْ هَكَذا حَماقات...
وَلْتَعْلَمي أَيْضاً... بِأَنَّ مَنْ أَحَبَّكِ بِصِدْقٍ... لا يَشْمَتُ بِما أَصابَكِ... بَلْ يَبْقى قَلْبُهُ... مُحَمَّلٌ لَكِ بِالحُبِّ والوَفاءِ... وَأَجْمَلِ الخَفَقات...