الأنباط -
بيروت- سكاي نيوز عربية
برز الممثل اللبناني، عبدو شاهين، بشكل لافت في حراك لبنان الذي نادى بالتغيير في البلاد، ولم يكن ذلك الانخراط بالغريب عنه، حسب من يعرفونه، لأنه تربى على ثقافة الخدمة العامة والعمل التطوعي، كما أنه عاشق كبير لبيروت حتى وإن كان منحدرا من محافظة البقاع.
نال شاهين شهرة واسعة من خلال دوره في مسلسل "الهيبة" بأجزائه كافة، وهو يؤمن بأن السعادة في العطاء ربما تفوق السعادة فيما يعطيه لنا الآخرون، ويرى أن الإنسان الذي يعتبر حياته خالية من المعنى، بالكاد يصلح للحياة.
عرف الممثل شاهين بمواقفه الشجاعة في ساحات حراك 17 أكتوبر كما عرف بدفاعه عن الحرية والحق، ونبرة صوته التي تذكر بتاريخ لبناني عريق وبلهجة بقاعية محلية تجذب للعودة إلى القديم.
قاد الممثل اللبناني وأصدقاؤه رحلة إنسانية سموها "ع قدنا"، في مواجهة خطر الجوع الذي ينغص حياة آلاف اللبنانيين الذين يواجهون الأزمة الاقتصادية وسبق لهم أن واجهوا فيروس كورونا ببطون خاوية.
وجرى إطلاق المبادرة الإنسانية بهدف توزيع 150 ربطة خبز في اليوم، وتوسّعت لتشمل توزيع مواد غذائية وبعض الأدوية والمستلزمات الأساسية للعائلات المحتاجة
شاهين و4 أغسطس
يرى ابن "حراك 17 أكتوبر" أن ما قبل تاريخ الرابع من أغسطس ،2020 يوم تفجير مرفأ العاصمة بيروت يختلف عما بعده.
يقول الممثل اللبناني لموقع "سكاي نيوز عربية"، عندي إحساس بأننا نعيش اليوم بالصدفة بعد مرور عام على تلك الجريمة.
ويضيف" ثمة ذهول بعد 4 أغسطس يتمحور حول مفهوم البحث عن المعنى الذاتي والغاية من وجودي كمسرحي، كفنان وكمواطن والأهم كإنسان فبلحظة كان بالإمكان ألا نكون على أرض الوجود.
ويأمل الفنان اللبناني الجريء بمواقفه الانسانية "أن يحاسب كل من أهمل أو ساهم فيما آلت إليه الأمور في الرابع من اغسطس، المحاسبة هي أقل ما يمكن، أو لاسترداد جزء من حق الشهداء على الأقل".
ويستخلص عبدو شاهين من تاريخ انفجار مرفأ بيروت العبر ويردد" صار هذا التاريخ ضرورة لكل لبناني، عليه أن يفكر فيما يعنيه فساد دولة".
ويوضح " الفساد ليس فقط السرقة، وإنما أن نكون جميعنا ضحايا، كما نحن اليوم، كان من الممكن أن ننتهي جميعا في لحظة فساد كما حصل".
عايش لحظة وقوع الجريمة
الفنان شاهين لم يكن بعيدا عن مكان الجريمة، إذ كان في بيروت لحظة وقوع الجريمة، " كنت موجودا مثل كثر غيري في بيروت في 4 أغسطس 2020، هذا التاريخ سيبقى ولن يمحى من الذاكرة" .
يضيف "لست الوحيد، كل من كان في بيروت آنذاك تعرض لما تعرضت له، لا بل أكثر، كل لبناني أصيب بأحزان وآلام متشابهة وأحيانا مختلفة تركت الأثر النفسي السلبي لديه! كل التراكمات التي أوصلت الى 4 أغسطس 2020 وجعلت من بيروت عاصمة مدمرة تعتبر فسادا".
ويضيف شاهين "هناك الكثير من الكلام، قصة شعب أُهمِل وبات مقسماً، أما أنا كمسرحي فيجب ألا أنساها. حرب لبنانية أقيمت بلحظة ، يبقى من واجبي كخريج مسرح أن أوصل هذا الصوت دائماً".
ويستطرد شاهين "للأسف، لم نعد نملك المنبر، إذ لم يبق هناك مسرحٌ في بيروت".
ويضيف "هناك من أنهى الثقافة في بيروت، ولولا الطائفية، لما وصلنا لآلام 4 أغسطس".
ويبدي أسفه إزاء عدم القدرة على المشاركة في التحركات التي تقام حالياً في ذكرى مرور سنة على التفجير، والسبب هو انشغاله بالتصوير.
وقال شاهين "علينا تحصيل حقوقنا وحقوق أهالي الضحايا، فالدم لم يبرد بعد! والحصانات كلها يجب أن تسقط" .
ويتابع بحسرة" علينا ألا نسكت نريد الحقيقة.. ومحاسبة كل مسؤول في مكانه . نحن مع أهالي الشهداء ، سكوتنا سيجعل دماءنا رخيصة ومستباحة أكثر فأكثر".
ويختم شاهين حديثه لوقع " سكاي نيوز عربية "نحن نعيش بالصدفة من بعد هذا التاريخ (أي بعد تاريخ انفجار المرفأ)".