الأنباط -
كلنا يعلم ان الممارسة النقدية الجادة والهادفة تلعب دوراً اساسياً في تطوير المجتمعات ونموها ، والانتقال بها من مرحلة الى مرحلة اكثر تقدماً .
حيث يتم تسليط الضوء على مكامن الاخطاء والخلل فيها ، بهدف التوجيه والاصلاح والتقويم تحقيقاً للمصلحة العامة ، وهذا يعود بالنفع العام على جميع افراد المجتمع .
فكيف علينا ان نجسد هذه الممارسة النقدية الهادفة على ارض الواقع الاجتماعي ، على اعتبار ان النقد البناء هو الكشف عن الاخطاء والفحص الدقيق الغير متحيز حول اي شيء ، وان يكون النقد مستند على اسس منهجية واضحة المعالم ،فهو وسيلة تولد القناعات لدى المعنيين بأظهار الصح من الغلط ، والنقد بمثابة محاربة للفساد وتصحيح للمسار وتصويب للانحرافات ومنع انتشار الفتنة .
وعلينا ان لا نكبل الفكر والعقل عندما يكون النقد منطقي وواقعي ، وان لا تكون هناك محاسبة ومعاقبة للنقد البناء ، فعلينا ان نخرج من ظلام الجمود والتخفي الى نور الواقع ، وان ننمي العقل النقدي المبني على التساؤل اولاً وفق دراسة وتحليل وتقييم لواقع الشيء .
وليس الى ادانة ونقد لا يهدف الى الرفض ، بل يشير الى مزيد من المعرفة بالشيء ويشير الى مكامن الخطأ وفق الحدود الايجابية .
فهو ليس خروج مزيف عن الاصل ولا توجيهية السهام لنقاط الضعف بهدف التجريح ، ولا النقص من قيمة الشيء ، بل هو تجسيد لحرية الفكر لادراك الحقيقه بعيداً عن الذاتية .
فالاتجاهات النقدية ظهرت عبر العديد من الوسائل الاعلانية والاعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ، كرد فعل طبيعي ومنطقي اتجاه الازمات والمشكلات المختلفة اقتصادية واجتماعية وغيرها والتي تعتري الواقع .
فالنقد الاجتماعي يعبر عن احتجاج اجتماعي شامل لاكثر فئة تؤمن بذلك النقد ، ويستهدف ضرورة تصويب الامر ، فهو يحلل العيوب لواقع من الممكن اعادة تغيره او تشكيلة وفق تصور مثالي لما ينبغي ان يكون عليه، فهو حركة نقدية اجتماعية فكرية لقوى اجتماعية ، وهذا ايضاً يؤدي الى تفاعل اجتماعي حضاري .
فعلينا ان نستوعب مضمون النقد واستيعاب التناقضات ، فتنمية العقل النقدي او العقل الموضوعي أو العقل الادائي هو مشروع بحد ذاته يجب ان يكون له مساق خاص في التعليم ، وان يكون هناك مراكز دراسات متخصصة بذلك ، فهو اخضاع العقل الى اداة الاستنارة لاسلوب النقد وحدود النقد .
hashemmajali_56@yahoo.com