الأنباط -
أكد رئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات، أهمية تمكين السيدات البرلمانيات إعلاميا، مشيراً إلى أن هناك بعداً موضوعيا يجب أن يؤخذ في الاعتبار عندما ننظر إلى العلاقة بين البرلمانيات والصحفيات اللاتي يعملن في وسائل الإعلام المختلفة.
وأضاف خلال رعايته ورشة عمل حول "تمكين المرأة سياسيا واعلامياً" بدار مجلس النواب، امس الاثنين، أن تحالفاً من هذا النوع يمكن أن يعزز دور الإعلام في الثقافة المجتمعية تجاه المرأة بصفة عامة، والمرأة العاملة بصفة خاصة، ذلك أن جانباً كبيراً من هذه القضية يرتبط بنظرة المجتمع وعاداته وتقاليده وثقافته.
وأكد، خلال أعمال الورشة التي عقدها ملتقى البرلمانيات الأردنيات بالتعاون مع مؤسسة "مسارات" الأردنية ومؤسسة "فريدريش إيبرت" وبمشاركة وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة والنائب السابق وفاء بني مصطفى ووزير الإعلام الأسبق جمانة غنيمات، أن مبدأ التمكين هو اليوم حاجة أكيدة للدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ونحن في أمس الحاجة إلى توظيف كل القدرات والإمكانات لكي نتغلب على التحديات، ونمضي في عمليات الإصلاح الشامل، ونعزز فرص النجاح للقطاعات جميعها، ونضمن المستقبل الأفضل للأجيال المقبلة التي تولد وتكبر في أحضان الأمهات قبل أن تصبح في أحضان الوطن تشق طريقها في الحياة وتبني على المنجزات وتسعى في سبيل نهضته ورفعته وتقدمه وازدهاره.
ولفت العودات، في كلمة ألقاها، إلى أن إطلاق البرنامج الخاص بورشات العمل للبرلمانيات الأردنيات، يأتي في وقت يشهد فيه بلدنا حواراً وطنياً متعدد الغايات والأهداف، من أجل توفير عناصر القوة التي تمنحنا القدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، والتأسيس لمرحلة جديدة من تاريخ الأردن وهو يتقدم نحو مئوية ثانية من عمر الدولة التي أظهرت قدرتها الفائقة على تجاوز العقبات والمخاطر، والانتقال المنظم من مرحلة لأخرى في جميع الظروف والأوقات.
وتابع " اليوم نجد في هذا المكان حيوية تستحق التقدير والثناء، لأنه نوع من الإسهام في الجهود الوطنية المبذولة لتمكين المرأة والشباب، وجميع القوى الحية القادرة على إحداث التغيير والتحديث الذي يقوده جلالة قائدنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من أجل أردن أكثر عزيمة وثباتاً على معالجة أزمته الاقتصادية الاجتماعية من ناحية، وإيجاد بيئة سياسية تضمن المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار على نطاق واسع من ناحية ثانية."وشدد العودات على أن مجتمعنا الأردني مجتمع حضاري ومتعلم يحترم المرأة ويقدرها، أماً وزوجةً وإبنة، وذلك في إطار من المودة والتراحم، وأن بعض ظواهر العنف ضد المرأة، هي محدودة ومنبوذة ومدانة من السواد الأعظم من الأردنيين، كما أن التشريعات المتعلقة بحقوق المرأة وكرامتها في بلدنا تشريعات فاعلة.
ودعا العودات إلى ضرورة النظر بعمق إلى عناصر الضعف، سواء ما يتعلق منها بالتشريعات والقوانين، أو بنظرة المجتمع، وأرباب العمل، أو غيرها من العوامل التي تعرقل مسيرة المرأة في الحياة والشؤون العامة ، قائلاً في هذا المجال هناك العديد من الجوانب التي تتوقف على عزيمة المرأة ودفاعها عن حقوقها التي نص عليها الدستور الأردني الذي يكفل العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
وقالت رئيسة ملتقى البرلمانيات النائب ميادة شريم: لقد شهد العقدان الماضيان تطوراً ملموساً في موضوع قضايا المرأة في المجالات كافة، حيث نشطت مؤسسات المجتمع المدني والحكومات والبرلمانات في مناقشة واقع المرأة من مختلف الجوانب لتفعيل دورها في دعم التنمية الشاملة، وإعطائها الدور الذي تستحق للمساهمة في بناء الأوطان، جنباً الى جنب مع الرجل لتشمل الجوانب كافة وخصوصا الإعلام .
وأضافت أن للإعلام دورا حاسما في التأثير بالرأي العام وتشكيله كونه يلعب الدور المحوري في عملية صناعة الوعي وتشكيل الأفكار وخلق الاتجاهات والإهتمامات، وتزايد هذا التأثير نتيجة الطفرة التي شهدتها وسائل الإتصال، حيث ساهمت بشكل فعال في عملية الإصلاح الاجتماعي بشكل عام وتحسين وضع المرأة بشكل خاص. وأشارت شريم الى أن دور الإعلام والإعلاميين في تسليط الضوء على قضايا الوطن لا يقل أهمية عن دور النائب أو الوزير أو أي مسؤول باعتباره السلطة الرابعة والمرأة التي تعكس آراء وانطباعات المجتمع حول جميع القضايا، وهو أداة لتكوين الوعي السياسي لقدرته على رفع شأن المرأة ومكانتها وعكس صورتها السياسية الحقيقية، وللإعلام قدرة التأثير على معارف المجتمعات واتجاهاتهم وقضاياهم، ويلعب دورا مهما في تشكيل وعي المواطنين.
وأكدت أهمية التشاركية مع جميع المؤسسات الإعلامية لإيصال رسالة الملتقى الداعية دوما الى أهمية تمكين المرأة في مختلف المجالات والعمل على إظهار صورة المرأة السياسية المثقفة وكذلك العمل على رسم الصورة الذهنية للأفراد عن قضايا المرأة وتغيير أساليب تفكير المجتمع تجاه المرأة.
وأكد الوزير المعايطة رئيس اللجنة الوزارية لتمكين المرأة أن الحكومة، ومن خلال اللجنة، تحرص على تمكين المرأة وتهتم بجميع القضايا المتعلقة بها، وفقاً للتوجيهات الملكية السامية، مشيراً إلى أن مضامين الرسالة الملكية لتشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية أكدت ضرورة توسيع مشاركة المرأة والشباب في العملية السياسية .
ونوه المعايطة إلى أن الإعلام لم يعد الاعلام التقليدي فقط، فهناك ضرورة للتركيز على الإعلام الذي يصنعه المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فالحديث عن دور المرأة مهم في تطوير المجتمع بشكل عام وتطوير الحياة السياسية والحزبية بشكل خاص، مشيراً إلى أهمية الرأي العام وتأثيره على المجتمع وخاصة على السيدات السياسيات وضرورة اظهار الصورة الحقيقية للمرأة بعيدا عن الصورة التقليدية، فهي استطاعت أن تثبت دورها في المجالات كافة.
ولفت بهذا الصدد إلى الدور البارز الذي تقوم به البرلمانيات في تطوير التشريعات والقوانين.
وقدمت بني مصطفى، من جهتها، موجزاً عن مؤسسة "مسارات" الأردنية للتقنية والتطوير، مشيرة إلى أنها مؤسسة غير ربحية تركز على ثلاثة مواضيع " النساء والشباب والإعلام " كحواضن أساسية لخلق ظروف مناسبة وبيئة متكاملة لتحقيق التنمية المستدامة.
كما تركز البرامج والمشاريع التي تقدمها المؤسسة، بحسب بني مصطفى، أيضا على تعزيز القدرات الإعلامية للمرأة لخلق الوعي والقدرة والتأثير على الرأي العام وقدرة المرأة للتعاطي مع وسائل الإعلام بصورة تليق بصورتها سياسياً، مؤكدة ضرورة العمل على التشريعات الناظمة للحياة السياسية للمرأة الأردنية في مواقعها كافة.
فيما أكدت غنيمات أهمية تعزيز دور المرأة وحضورها ومكانتها في المجتمع اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، داعية إلى التشاركية والشراكة مع جميع الجهات ذات العلاقة خصوصاً أننا نمر في مرحلة مهمة وسيناريوهات متعددة لتطوير الحياة السياسية وهذا يتطلب منا التفكير بشكل جدي لدور المرأة في المرحلة المقبلة.
وأشارت إلى أن الإعلام يشكل ثلثي النجاح وهو المرآة الحقيقية لإبراز دور المرأة، لافتةً إلى أن لدينا هدف واحد هو الإيمان بقدرات المرأة وتعزيز دورها في المشهد العام وإبراز الصورة الحقيقية لها.
ودعت عضوات المجلس النيابي دينا البشير وفايزة عضيبات وزينب البدول وهادية السرحان وريما العموش وعائشة الحسنات وروعة الغرابلي واسلام الطباشات، بدورهن، إلى أهمية تمكين المرأة ودعم قدراتها بشتى الوسائل وعلى رأسها وسائل الإعلام لينعكس ايجابا على تقدم وتطور المرأة الأردنية التي ما زالت تساهم في تحقيق التنمية المنشودة .
وأكدن ضرورة التفكير في إيجاد أطر وضوابط تكفل للمرأة تغير الصورة النمطية.
وأكد ممثل مؤسسة "فريدريش ايبرت" الألمانية يوسف إبراهيم ضرورة التشاركية مع مجلس النواب والجهات ذات العلاقة، لافتاً إلى أن من أهم أولويات المؤسسة تمكين المرأة ودعمها، حيث اطلقت مشاريع تعزز بناء القدرات.
وجرى خلال الورشة، نقاش وحوار عميق بين الحضور حول سبل وآليات التمكين الإعلامي للمرأة وكيفية التعامل مع وسائل وأدوات الإعلام.