شارك السفير السعودي في عمان نايف بن بندر السديري امس الاحد، في اعمال ندوة علمية نظمتها جامعة العقبة للتكنولوجيا تحت عنوان (العقبة ودورها في تعزيز العلاقات الاردنية السعودية إقتصاديا وإستثماريا).
الندوة عقدت تحت رعاية رئيس مفوضين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف البخيت، وبحضور سفير سلطنة عمان لدى الأردن هلال بن مرهون المعمري، والقنصل المصري في مدينة العقبة الأردنية سامي سعد مراد، وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي العربي لدى الأردن.
وقال السفير السديري ان هذه الندوة تبرز دور منطقة العقبة في تعزيز العلاقات السعودية الأردنية اقتصادياً واستثمارياً، لافتا الى ان العقبة تعد نموذجاً للمدينة السياحية المطلة على خليج يحظى بطبيعة خلابة ومحمية بحرية طبيعية تعتبر موئلاً لكائنات بحرية مهمة تمتاز بتنوع سمكي وتنوع مرجاني والعديد من الطيور المائية النادرة، بالإضافة إلى الاهتمام بمصادر الطاقة النظيفة.
وفي كلمته رفع السفير السعودي أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله ولكافة الشعب الأردني الشقيق بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
ووجه الشكر لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ولجامعة العقبة للتكنولوجيا وللقائمين على تنظيم الندوة، التي تبرز دور العقبة في تعزيز العلاقات السعودية الأردنية اقتصادياً واستثمارياً.
وأشاد السفير السعودي بمدينة العقبة وقال انها تعد نموذجاً للمدينة السياحية المطلة على خليجٍ يحظى بطبيعة خلابة ومحمية بحرية طبيعية تعتبر موئلاً لكائنات بحرية مهمة تمتاز بتنوع سمكي وتنوع مرجاني والعديد من الطيور المائية النادرة، بالإضافة إلى اهتمام سلطة المنطقة الخاصة بوجود مصادر نظيفة لإنتاج الطاقة.
ولفت السدّيري إلى تأييد جلالة الملك عبد الله الثاني لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مشيرا إلى ان العلاقات الأردنية السعودية تمتاز بعمقها وارتباطاتها الاستراتيجية التاريخية المتينة والأصيلة، منذ عهد مؤسسي البلدين رحمهما الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظهما الله.
وأشار إلى مستوى التنسيق بين البلدين على أعلى المستويات في كافة القضايا والمجالات، مشيرا إلى وجود مجلس التنسيق السعودي الأردني، واللجنة السعودية الأردنية المشتركة، ومجلس الأعمال السعودي الأردني المشترك، والعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم كالربط الكهربائي وغيره، بالإضافة إلى احتضان السعودية للعديد من ذوي الكفاءات والخبرات من الإشفاء الأردنيين الذين يعملون في السعودية وتجاوز عددهم النصف مليون.
كما أن السعودية تعتبر الشريك التجاري الأول بالنسبة للأردن، فحجم تجارة البلدين العام الماضي بلغ 5 مليار دولار، كما تتصدر المملكة موقعاً متقدماً في قائمة المستثمرين بالأردن بنحو 13 مليار دولار، ونأمل في تجاوز هذا الرقم لتصبح المملكة أكبر الدول المستثمرة في الأردن، فالمملكة تُعد من أكبر ثلاث دول مستثمرة في الأردن بحسب تقارير الهيئة العامة للاستثمار السعودية.
وحول المنح التي قدمتها المملكة العربية السعودية للأردن بين السدّيري انه وعبر الصندوق السعودي للتنمية تم تقدم منح وقروض للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وصلت في مجموعها لثمانية مليارات ريال من أهما منحة تنفيذ مشروع الطريق الصحراوي والذي بلغت كلفته 520 مليون ريال سعودي بالإضافة إلى الطريق الذي يربط مركز العمري الحدودي بالزرقاء حيث تعد هذه الطرق من الطرق الدولية الهامة ذات الحركة التجارية النشطة في الأردن.
وأشار إلى أن المملكة أسست لمرحلة جديدة في استقطاب الاستثمار السعودي إلى الأردن، وذلك من خلال إنشاء شركة صندوق الاستثمارات السعودي الأردني عام 2017م برأس مال 3 مليارات دولار خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمملكة الأردنية الهاشمية ولقاءه بأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني، ويملك صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية (90%) من رأس مال شركة الصندوق، بالشراكة مع 16 بنكاً أردنياً والتي تمتلك (10%) من راس مال الشركة، وتم مؤخراً رفع رأس مال الشركة ١٠٠ مليون دينار إضافية.
وبين انه قد تمت الموافقة مؤخراً على إنشاء مشروع الرعاية الصحية، الذي يبلغ حجم الاستثمار فيه نحو 400 مليون دولار أمريكي مبدئياً، يتكون من مستشفى جامعي بسعة 300 سرير و60 عيادة خارجية، وجامعة طبية بسعة 600 مقعد، بمعدل 100 مقعد لكل عام دراسي، ويعد هذا المشروع الحيوي الأول من نوعه في الأردن، ويعتبر هذا المشروع هو باكورة المشاريع فعلياً، حيث سبق وأن تم طرح مشروع إنشاء وتأهيل سكة حديد تربط العقبة مع معان وإنشاء ميناء بري في معان، إلا أنه يتم حالياً إعادة دراسته للنظر في أن يشمل العاصمة عمّان.
كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالمساهمة بسد النقص الحاد من الأكسجين الطبي ومستلزماته في وزارة الصحة الأردنية، وذلك بسبب جائحة كورونا "كوفيد – 19″.
ولفت السديري إلى ان التبادل التجاري بين السعودية والأردن لم تأثر بالجائحة إيجابيا، حيث زاد التبادل التجاري بين البلدين، بحسب الأرقام الصادرة من دائرة الإحصاءات العامة، وهذا سهل من انسيابية السلع مما ساهم في تخفيف أثر الجائحة على التبادل التجاري بين البلدين، لاسيما مع وجود آليات عمل متفق عليها مسبقاً لا تتأثر بالأزمات.
ونوه إلى مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الخسين كضيف شرف في قمة مجموعة العشرين العام الماضي، تعبيرا عن حرص المملكة العربية السعودية على تمكين الأشقاء في الأردن من تحقيق أكبر استفادة ممكنة عبر طرح وجهات النظر والقضايا التي تهمها على طاولة القمة مباشرة، وتأكيدا على أهمية على الدور الأردني على الساحة الدولية من خلال المبادرات الخلاقة والمشاركات الدولية والمبادرات المعروفة التي يطلقها جلالة الملك وتصب في الصالح العام العربي.
وأكد السدّيري انه في ظل الظروف الراهنة والتي لا تخفَ على الجميع بأن القضية الفلسطينية هي دون شك قضيتنا وقضية العرب والمسلمين كما ذكر خادم الحرمين الشريفين في مناسبات عديدة، وموقف المملكة ثابت من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني منذ عهد جلالة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وحتى اليوم، وقد كانت المملكة ولا تزال طوال تاريخ القضية الفلسطينية إلى جانب الشعب الفلسطيني، والداعم الرئيس لجميع الجهود الرامية إلى الوصول إلى حل عادل وشامل، بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما تدعم المملكة وصاية جلالة الملك عبد الله بن الحسين حفظه الله على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
من جهته، أكد رئيس مفوضين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف البخيت اهمية ضرورة دفع الإستثمار بين البلدين الشقيقين إلى مستوى عالٍ من الإهتمام الرسمي وهو ما سيؤدي بالتأكيد إلى الإزدهار الاقتصادي والرفاهية الأجتماعية والاستقرار الأمني وتعظيم العلاقات المشتركة.
وبدوره اشاد رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا الدكتور محمد سند أبو درويش، بالعلاقات الأخوية الاردنية السعودية، مشيرا إلى أن عقد هذه الندوة يأتي ضمن سلسة من الفعاليات الثقافية والعلمية التي تقيمها الجامعة إحتفاءً بمئوية الدولة الأردنية، اضافة الى تعزيز العلاقات الاردنية السعودية إقتصادياً واستثمارياً.