البث المباشر
الملك يلتقي نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية الدكتورة رنا عبيدات… عقلٌ علمي يقود البوصلة ويعيد تعريف قوة الدولة من بوابة الدواء والغذاء "الأرصاد الجوية": ارتفاع الأداء المطري إلى 63% من المعدل الموسمي العام مديرية الأمن العام تطلق حملة "السلامة المرورية شراكة ومسؤولية" شركة Joeagle وجمعية البنوك تنظمان ورشة عمل حول تقنيات المصادقة الخالية من كلمات المرور من يغادر البرلمان… ومن يبقى؟ اورنج الاردن تهنيء محمد أبو الغنم بمناسبة حصوله على درجة الماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية EMBA رئيس الوزراء يتفقد أربعة مواقع في جرش وإربد السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة يزور الأردن لبحث الاستقرار الإقليمي النشامى ... قصة نجاح وزارة التخطيط والتعاون الدولي تستقبل عدداً من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية في النسخة الرابعة من يوم البركة اجتمع موظفو البركة من 8 دول ليقدموا مبادرات مجتمعية وبيئية أثرت بشكل مباشر على مئات الأفراد والعائلات جمعية المصرفيين العرب في لندن تمنح رندة الصادق جائزة الإسهامات المتميزة في القطاع المصرفي العربي للعام 2025 ضمن شراكتها الممتدة مع مؤسسة ولي العهد منصة زين شريكاً استراتيجياً لبرنامج "42 إربد" المتخصص في علوم الحاسوب والبرمجة تصفير الجبهة السورية: معركة الشروط بين دمشق والكيان 4 اتفاقيات تتضمن مكتسبات وحوافز للعاملين في "الفوسفات" والشركات الحليفة لها استمرار تسلّم مشاركات "جوائز فلسطين الثقافية" في دورتها الثالثة عشرة – 2025/2026 حسان يزور المعرض الدائم للمنتجات الزراعية في إربد مع قرب افتتاحه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان يفتتح مركز جرش الثَّقافي البنك الأردني الكويتي يحصد لقب "بنك العام في الأردن" لعام ٢٠٢٥ من ذا بانكر العالمية

تَصحيحُ نَظر …. ورؤية أَفْضل

تَصحيحُ نَظر … ورؤية أَفْضل
الأنباط - الأنباط - محمد علي القريوتي
أنعمَ الله علينا بالنظر لنرى ونشعر ، نُؤثر ونَتأثر ، نُقيّم ونُدرِك ونتأمل ، نُفكر ونُقرر فهي نِعمة الله علينا ، وأحيانا يَضعف النظر من كل هذه الضغوطات فنذهب لتصحيح النظر لتعود مًتعة النِعم فالحمد لله على نِعَمه.
نظرة لواقعنها فهل نحن بحاجة الى تصحيح نظر لنرى واقعنا أفضل بعد كل هذه الضغوطات والتحديات التي أوصلتنا الى عدم وضوح للرؤية؟ نعم … نَحن بِحاجة .
همُّنا الاول اليوم هو البطالة التي وصلت الى 25 % ، فقد بلغت البطالة للذكور 24.2% وللاناث 28.5%، بكالوريوس فأعلى بلغت 27.8% الذكورمنهم 25.1% والاناث 79.6% ، أعلى نسبة بطالة في محافظة مأدبا بواقع 28.3% والغريب أن هذه المحافظة تعتبرأهم محافظة سياحية في المنطقة من حيث وجود العديد من الاماكن التاريخية والسياحية والدينية. نسبة المشتغلين من عدد السكان 25.9% الذكور منهم 58.1% والاناث 58.3% وهذه للفئات العمرية الاهم وهي بين 20-39 سنة. 85.9% من المشتغلين هم مستخدمين بأجر ( 83.4% ذكور و 96.1% اناث) واليوم عدد السكان النشطين اقتصاديا يبلغ 2.6 مليون نسمة بواقع 25% من عدد السكان و39% من القادرين على المشاركة وبتصحيح النظر ماذا نرى ؟
نرى جيل فَتِي متعطش للعمل والانجاز ، نرى جيل فَتِي مثقف يستطيع أن يخرج عن المألوف بإبداعاته اذا توفرت له الادوات ، نرى الاناث وهي عماد الاسرة والعامود الفقري للمجتمع على درجة عالية من الثقافة والمثابرة والرغبة بالعمل والانجاز والابداع ، نرى مستقبل مشرق مثقف لأبناءنا بأمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم فالجيل القادم قاعدته رصينة متحصنة بالعلم والعمل والانجاز فما أجمل هذا المنظر. هذا اليوم هو سلاحنا للمضي قدما بمئويتنا الثانية .
الاقتصاد يواجه التحديات الجمّة ، مديونية وصلت الى 110% من الناتج المحلي الاجمالي ، قطاعات اقتصادية تعاني وقطاعات أخرى تتنفس الصعداء ولكن التحديات قائمة وتعاظمت بجائحة كورونا. أكبر تحدي تجاه الانتاج كلفة الطاقة ، أكبر تحدي تجاه الدورة الاقتصادية ضعف القوة الشرائية ، أكبر تحدي تجاه أفراد المجتمع عدم تناغم الدخل مع الاعباء المالية وفرص العمل. ولكن بتصحيح النظر ماذا نرى ؟
نرى أننا بِأحْلك الظروف والاغلاقات التي مررنا بها لم يشعر المواطن بنقص المواد ولم يُفرغ رف في أي محل من بضاعته ، عَجلة الانتاج لم تتوقف بعيدأ عن الظروف المختلفة والتحليلات ولكننا صَمدنا ولا زِلنا صامِدون وسنبقى . العالم يواجه اليوم تحديات كبيرة في موضوع التغير المناخي والتلوث البيئي نتيجة النِعم التي كُنّا دائما نتمناها وبأن نكون دولة نفطية ولكن اليوم لدينا ما هو أفضل وما يسعى له العالم من فرص لتعظيم دور الطاقة المتجددة لما لها من أثر ايجابي على تخفيض كلف الانتاج والحفاظ على البيئة ، نحن بالاردن وصلنا الى حد أن لدينا طاقة إنتاج كهربائية فائضة ونتحرك باتجاهات مختلفة ليس للاكتفاء الذاتي فقط بل لتصديرها لجيراننا. بهذا المنظر علينا أن نتحرك وندرك تماما ما هي الميزة التنافسية التي نملكها ونِعم الله في مناخنا والاهم كيف نطوعها لمصلحتنا وتكون نظرتنا ثاقبة .
أهم قطاع رافد للاقتصاد هو القطاع المالي ، موجوداته 57 مليار دينار أي 185% من الناتج المحلي ، ودائع نقدية بلغت 37 مليار دينار أي 120% من الناتج المحلي الاجمالي وتسهيلاته 30 مليار دينار ضخت في الاقتصاد وهي محرك رئيسي له ونسبها 95% من الناتج المحلي الاجمالي ، واحتياطات بالعملة الاجنبية 15 مليار $ وتغطي تقريبا 9 شهور من المستوردات. وبتصحيح النظر ماذا نرى ؟
نرى ثقة المواطن بنظامه المالي ، نرى قوة ومتانة الدينار الاردني وهو عملتنا في التداول فكم أردني يحمل في جيبه عملة أخرى ؟ نرى مساهمة فاعلة ومستمرة لهذا القطاع بدعم الاقتصاد والمجتمع ، نرى سمعة وتطور تكنولوجي نسابق العالم فيه ، نرى 53% من مساهمات ملكيته أجنبية أي أنه بيئة خصبة لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية ومساحة مفتوحة لتوسيع تواجدنا على خارطة الاقتصاد المالي العالمي، نرى قيمة لا تحصى لمقدرات بلدنا نستطيع إستثمارها بالشكل الافضل . فما أجمل هذا المنظر .
تصحيح النظر يأخذنا الى عالم أجمل ، الى نظرة مُشرِقة ، الى ايجابية مُطلقة ، الى وضوح في الرؤية ، الى إدراك للواقِع .
هذا ما نحتاجه اليوم هو أن نُدرك نعم الله علينا ونستثمر طاقاتنا ونُراهن على مجتمعنا ولا نخاف ، نُسابق الزمن ولا نتوقف ، نتخطى الصِعاب ونعمل معا ونَخلِق مسار يمشي عليه الجميع عنوانه الإنجاز، فعلى أجِندة كل من هو في موقعه يجب أن تكون الاولوية وضوح الرؤية ، التردد والتقاعص ليس له مكان ، الخوف والرهبة ليس من طِباعنا. فلِنُصحح نظرتنا لمُستقبل أفضل لمجتمعنا ولهذا الوطن.
حمى الله الوطن قيادة وشعبا وأدام الله علينا نعمه.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير