الأمن يعلن مقتل شخص أطلق النار على دورية في الرابية .. واصابة 3 مرتبات البنك العربي يصدر تقريره السنوي الأول للتمويـل المسـتدام وتأثيــره جفاف البشرة في الشتاء.. الأسباب والحلول لتجنب التجاعيد المبكرة رذاذ فلفل وصعق للأطفال.. ممارسات "صادمة" للشرطة الاسكتلندية الأرصاد الجوية: أجواء باردة وأمطار متفرقة مع تحذيرات هامة.. التفاصيل كما توقعت "الانباط" في خبر سابق .. إعفاء الضريبة المضافة على السيارات الكهربائية 50% لنهاية العام 20 شهيدا و 66 مصابا في غارات إسرائيلية على وسط بيروت الامين العام لاتحاد اللجان الاولمبية يشيد بجهود لجنة الاعلام توازن تنظم لقاءً تعارفياً مع عدد من الصحفيين والصحفيات لبحث دور المرأة في الإعلام وتعزيز المهارات القيادية القطاع السياحي يدعو رئيس الوزراء لزيارة البتراء "المنكوبة" الأردن صمام أمان المنطقة وحارس الهوية الفلسطينية والمقدسات يارا بادوسي تكتب : جولات رئيس الوزراء:خطوة مطلوبة لتحفيز قطاع السياحة المرأة بالمحافظات وتحديات سوق العمل الثلاثي الفولاذي.. محور سياسي جديد يعيد رسم ملامح التوازن في الأردن الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء واتساب يقدم ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد ابتكار أردني رائد – إطلاق منتجات Animax+ و Animax++ قرارات مجلس الوزراء مطالبات جماهيرية بالاستعانة بالمحترفين الأردنيين المجنسين

مَشاهد تَختصر المَأساة.. "الله يفتحها علينا"!

مَشاهد تَختصر المَأساة الله يفتحها علينا
الأنباط -

الأكاديمي مروان سوداح

بكلمات قليلة وبصوت متهدّج يَكاد يَندثر حُرقةً وألَمًا، وعينين دامعتين دمًا، ووجه متجعد، شاهدتُ من خلال نافذتي في أحد صباحات يوم راحل، كيف ودّع شاب زوجته أمام منزلي، قائلًا لها: "هالحين بنزل لوسط البلد وبشوف شو في شغل هون و هون.. بلكه الله رزقنا بشغلة"!
الزوجة لم تنبس ببنة شفة، ويبدو أنها متهالكة وبائسة جدًا وتعابير وجهها المُتجهم يقول إن لا مستقبل لعائلتها وحياتها، فهما يعيشان في شقة بشارع تنتمي الجدران المتآكلة لأبنيته لِ (مملكة عَمّون) التاريخية للقرن الثاني عشر قبل الميلاد! ودّعت زوجها بتحية باردة من إصبعِ يدها دون أن ترفعها، وكأنها ليست تحية، وسارت على دربها صامتة تمامًا. الزوج فَارع الطول، وسيم، يبدو فارغ الوفاض والجيوب، إلا أنه طيب الروح والمشاعر، لكن الدهر جار عليه وأكل مِن لحْمِه الكثير.
هذا المشهد السريع يختصر المأساة والحزن والموت البَطِيء الذي يعانيه عدد من مواطنينا الأردنيين الطيبين بسبب أهوال كورونا، الفيروس اللعين الذي دمّر حياتهم ومستقبلهم، وجعل منهم موظفين مأمورين ومُجنّدين لدى شركات التأمين والمدِينيِن على اختلاف أجناسهم وبقالاتهم التي داهم موظفوها بيوت المساكين لتأميم مستقبلهم ومصادرته، وربما "لرمي" بعضهم أو أكثر من بعضهم إلى الشوارع والمنازل المهجورة والآيلة للسقوط، يلوذون بها فرارًا من حياةٍ تنتهي فجأة إلى اللاشيء، دون أن يجدوا مَن يحمل أجسادهم المتآكلة إلى المقابر، وتراهم لا يأبهون حتى بالموت ولا بدفن بقاياهم المتآكلة التي نخر عظْمها بعد لحمِها أصحاب فيروس كورونا وأنصاره.
 
في مشهدٍ آخر مؤلم، بجانب مكتبة مؤسسة عبد الحميد شومان في جبل عمّان، استوقفني شاب وسيم الطلعة، ظننت لوهلة بأنني أعرفه. قلت له أنا أذكر وجهك جيدًا!، لكنه لم يؤكد ولم ينفِ ذلك!!! قال لي سريعًا: "بدي دينار وستين قرش بس!". تمالكت نفسي، وأدركت ربما أنا لا أعرفه، أو أنه لا يريد الاعتراف بمعرفته لي، لأنه يتسول برغم هندامه الجيد والنظيف والمتناسق. تلعثمتُ وأجبته: لا أحمل نقودًا! انهزم الشاب من أمامي بهدوء بالغ وروية. وقفت أراقبه كيف يَغيب عن ناظري ولا يطلب من أي أحد قرشًا واحدًا! كانت مجموعات من الشابات والشباب والطلاب والطالبات والرجال يجلسون على المقاعد الخشبية والحجرية الخارجية للمؤسسة، وعلى دَرَجَاتِ أدراجِها، لكن هذا الشاب لم يقترب من أي منهم، ولم يطلب شيئًا من أحد!!!
في "مُتلازمة" أخرى، وأمام مؤسسة شومان أيضًا، أوقفني رجل فوق الستين من عمره، لكن بُنيَته جيدة ويبدو أن الدهر أتعبه كثيرًا. قال لي: أنا حضرت من فلسطين وما ظل معي مصاري. لازم أروح لوزارة الداخلية. قالوا لي يوجد على الدوار الثالث سرفيس يوصلني لهذه الوزارة. وافقته الرأي. استرسل: أريد "دينارًا" لأصل للوزارة! لم أرغب في مناقشته لأنه بدينار واحد لن يصل إلى موقع الوزارة، واتضح لي أنه ليس من فلسطين، ولا قادم من الضفة الغربية. انهزم من أمامي، ويبدو أنه توجه صوب غيري، ضمنهم محليون وأجانب!!!

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير