الأنباط -
الاحتفالات الضخمة التي عمّت المملكة من شمالها إلى جنوبها بمناسبة العيد الخامس والسبعين لاستقلال الأردن، أكدت للعالم أجمع على حقيقة وواقعية التلاحم الكامل لطرفي المعادلة الوطنية الشعب الأردني وقيادتة الهاشمية، وهو الذي أوصل الدولة الأردنية المستقلة برغم شُح الامكانيات، إلى هذا التقدم غير المسبوق الذي نلمسه اليوم والذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الأرض الأردنية التي تحررت بقوى وحكمة الهاشميين كابرًا عن كابر من نير الاستعمار المتعدد الأشكال والألوان، وحفاظِها على ثِمار السيادة الكاملة والازدهار غير المسبوق الذي شهده ويشهده الأردن وشعبه منذ قرن بأكمله.
احتفالات الأسرة الأردنيّة الواحدة بعيد الاستقلال ال75، يوم الثلاثاء الماضي، 25/5/2021 يتواصل بفخر وعزيمة وعطاء وأمل الأردنيين نحو مُستقبل أكثر إشراقًا، مُستذكرين أسمى معاني التضحية والوفاء والانتماء لوطنهم، بما تحقّق من منجزات أعلت من شأنه ورسّخت من مكانته، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، كما استذكروا ويواصلوا استذكار شهداء الوطن الخالدين والأسماء التي قدّمت للبلاد الأردنية أرواحها في سبيل عزّته واستقلاله وأنفته، ولتعظيم قوته وبأسه في عالم لا يحترم سوى الأقوياء المُستمسِكين بالمبادىء التي لا يحيدون عنها قيد أُنملة.
يؤرّخ يوم الاستقلال الأردني لمسيرة عطاء وكفاح، بدأت منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي، مُسيّجة بالإيمان والوفاء والمحبة بين أبناء الوطن، والإصرار على تنسّم الحرية التي لاحت بشائرها بقدوم الأمير العربي الهاشمي، المغفور له عبدالله بن الحسين، حين التف الأردنيون حول قيادته لتكون البداية المؤزرة في بناء الدولة الأردنية الحديثة، بإعلان قيام "إمارة شرق الأردن"، فيما نهض الأردنيون بمسؤولياتهم لتحقيق الاستقلال التام بثقة وإيمان عميقين، فكان النضال والكفاح في رحلة سلاحها الصدق والالتحام بين أبناء الشعب الأردني الواحد، وصولاُ للاعتراف بالأردن دولة مستقلة ذات سيادة في العام 1946.
يَشعر العرب والمسلمون جميعًا بأهمية هذا الاستقلال الأردني ودور الأردن الدولة المحورية في المنطقة العربية والسياسات العالمية ويؤكدونه. وها هم الأردنيون من شتى المنابت والأصول، وإلى جانبهم إخوتهم العرب، يدافعون عن هذا الاستقلال ومنجزاته الضخمة المتحققة خلال العقود الكثيرة السابقة، بكل ما يحملونه من ذخيرة العزم والاخلاص المحِبة للقائد الهاشمي المُفدّي جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، وتجيّشهم بأصالة العائلة الهاشمية الضاربة جذورها في عمق الأرض العربية، وبقوة الحُجة السياسية والتاريخية والإسلامية التي يتميزون بها، وهي أسانيد قيادية وشعبية ودينية نادرًا ما نرى تمتع القادة والزعماء الدوليين بها.
تتزامن المناسبة ال75 للاستقلال مع مرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، حيث نشهد على المسيرة الكبيرة للإصلاح الشامل والبناء والتقدم المتميز، التي ينتهجها جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، ونتطلع بعزم وإرادة إلى المزيد من العمل والعطاء في مجتمع أردني تسوده الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، وتحقيق الاعتماد على الذات للوقوف كالمارد في مواجهة ناجحة لمختلف التحديات وتجاوزها بامتياز، وصولاً لمستقبل أفضل وحياة فُضلى دومًا وأبدًا.
تحية حارة واحترامًا عميقًا لكل مَن قدّم ويُقدّم الغالي والنفيس في سبيل الوطن الأردني المحوري الذي يُفاخر العالم به، والذي يزداد أعداد محبيه وأصدقائه وأنصاره في كل الدول والجغرافيات، وفي مختلف الأمم بشتى قومياتها وألسنها، إذ غدت المملكة الأردنية الهاشمية ومليكها المفدى سيدي عبدالله الثاني المعظم قدوة عالمية ومِثال يُحتذى به.