الأمن يعلن مقتل شخص أطلق النار على دورية في الرابية .. واصابة 3 مرتبات البنك العربي يصدر تقريره السنوي الأول للتمويـل المسـتدام وتأثيــره جفاف البشرة في الشتاء.. الأسباب والحلول لتجنب التجاعيد المبكرة رذاذ فلفل وصعق للأطفال.. ممارسات "صادمة" للشرطة الاسكتلندية الأرصاد الجوية: أجواء باردة وأمطار متفرقة مع تحذيرات هامة.. التفاصيل كما توقعت "الانباط" في خبر سابق .. إعفاء الضريبة المضافة على السيارات الكهربائية 50% لنهاية العام 20 شهيدا و 66 مصابا في غارات إسرائيلية على وسط بيروت الامين العام لاتحاد اللجان الاولمبية يشيد بجهود لجنة الاعلام توازن تنظم لقاءً تعارفياً مع عدد من الصحفيين والصحفيات لبحث دور المرأة في الإعلام وتعزيز المهارات القيادية القطاع السياحي يدعو رئيس الوزراء لزيارة البتراء "المنكوبة" الأردن صمام أمان المنطقة وحارس الهوية الفلسطينية والمقدسات يارا بادوسي تكتب : جولات رئيس الوزراء:خطوة مطلوبة لتحفيز قطاع السياحة المرأة بالمحافظات وتحديات سوق العمل الثلاثي الفولاذي.. محور سياسي جديد يعيد رسم ملامح التوازن في الأردن الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء واتساب يقدم ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد ابتكار أردني رائد – إطلاق منتجات Animax+ و Animax++ قرارات مجلس الوزراء مطالبات جماهيرية بالاستعانة بالمحترفين الأردنيين المجنسين

أشجارنا عمّانية تموت واقفة صَلدة وشَامخة

أشجارنا عمّانية تموت واقفة صَلدة وشَامخة
الأنباط -
الأكاديمي مروان سوداح

أذكر عَمَّاننا السابقة في الستينات والسبعينات وحتى في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، حيث كانت أشجارنا شامخة وعالية المقام ومزهوة بنفسها تمامًا كما هي اليوم، إلا أنها لم تَعد كثة وكثيفة أو مورقة الخُضرة، فقد هرمت فتصاغرت في أحجامها، لكأنها من أيام الرومان كما هي زيتوناتنا المُعَمّرة التي زُرعت بها أرضنا الطهور قبل ألوف السنين وما زالت شامخة ومعطاءة تدر علينا زيتًا وزيتونًا ودفءًا و ظلالًا.
الفرق بين زيتوناتنا الباسقات على جبالنا العاليات وفي حقولنا الريفية الواسعات وأشجار الشوارع في عمّاننا الكبيرة، أن الأولى محبوبة حُبًا جَمًا، فمُزارِعُينا يحيطونها بكل المحبة والرعاية والعناية اليومية، لتمنح شعبنا ومؤسساته وشرِكاته التصديرية غلّة دسمة، بينما "أشجارنا العامة" "تتقدم نحو موت أكيد!"، فلا صاحب يُصاحبها ولا مُعيل يعيلها، ولا رقيب عليها ولا راعيِ لبقائها، ولا محاميِ عنها لضمان تدفق الحياة في عروقها، ولا حارس من حولها يحميها من المصائب المتلاحقة التي تصيبها، فتزداد شحوبًا واصفرارًا ونشفانًا، وتتيبّس شرايينها وتتراجع كثافتها وتضعف وتتقهقر ولا مَن يهتم بها لإنعاشها، ولا مَن يُدرك أن الشجرة هي الأُخرى كائن مرهف المشاعر، ومخلوق حي يعيش ويَحيا ويَشعر، يبغض ويحب كالإنسان تمامًا.
متى سنرى سيارات الأمانة، كما في الماضي السحيق، تعود يوميًا لسقاية أشجار الشوارع وتعتني عناية لائقة بها وتحميها من موتٍ مؤكد؟ ومتى نشاهد المواطن الأردني يتقدم من تلقاء نفسه لرش الماء على أوراقها وأغصانها لإنقاذ حيواتها، فهي تُضفي جَمَالًا وراحًة على حياته، وتجهد في نهاراتها ولياليها لتجميل المناطق والمواقع المختلفة بقواها الذاتية المُحبِّة للحياة، لكونها ببساطة مُغرمَة بالعيش وبرعاية المولى لها ولكل حيوةٍ تتوسل إليه لتحيا وتشيخ بشموخ وهدوء وسكينة.
لنتذكر أن حياة الإنسان والنبات لا تنقطع أبدًا إن تم حمايتها وصيانتها ومحبتها وتعظيم مكانتها كل على قياسه، وفي إطار مقامه، وعلى مساحة فضائه، والعكس بالعكس.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير