الأنباط -
أنعشت خدمات التوصيل المنزلي طلب السكان على الأطعمة والحلويات خلال شهر رمضان المبارك، وزادت مبيعات القطاعات الاقتصادية المختلفة، خاصة يوم الجمعة، الذي رفعت الحكومة الحظر الشامل عنه.
ممثلون عن قطاعات التوصيل والأطعمة قالوا في مقابلات مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم الأحد، إن إتاحة الحكومة خدمات التوصيل المنزلي إلى ساعات الفجر من خلال التطبيقات على الهواتف الذكية أو الاتصال المباشر بالمنشآت التي تقدم الأطعمة والحلويات، حسّن من إيرادات ومبيعات المطاعم، وساهم في إنقاذ قطاعات اقتصادية هامة ترفد خزينة الدولة بملايين الدنانير سنويا.
وتقول الأرقام الرسمية إن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات رخصت 175 شركة توصيل، تعمل تحت مظلتها حوالي 16 ألف مركبة، منها 14 ألفا تعمل على التوصيل المنزلي، وألفا مركبة لتوصيل البريد ومنتجات المتاجر الإلكترونية.
ويقول نقيب أصحاب المطاعم والحلويات عمر العواد إن تمديد عمل المطاعم ومحال الحلويات حتى الساعة 3 فجراً في رمضان، والسماح لها بتقديم منتجاتها عبر خدمات التوصيل إلى المنازل، رفع مبيعات القطاع بشكل عام بنحو 65 بالمئة، لكنه أكد في ذات الوقت أن المنشآت التي تعتمد في تحقيق إيراداتها على تقديم الأطعمة للزبائن في داخلها، ما زالت تعاني من التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا ولم تنهض بعد.
ويضيف العواد أن رفع الحكومة الحظر الشامل الذي كان يفرض يوم الجمعة، زاد أيضاً مبيعات وإيرادات المطاعم بنحو 70 بالمئة في رمضان مقارنة بباقي أيام الأسبوع.
ويشير إلى أن الحكومة أصابت باتخاذها قرار السماح للمطاعم بالعمل بعد فترة الإفطار وحتى السحور وضمن خدمات الدليفري (التوصيل المنزلي)، مبينا أن القرار حمل انعكاسات إيجابية على واقع القطاع الذي عاني على مر عام وربع العام من أزمة اقتصادية ومالية كبرى جراء الإغلاقات وتخبط قرارات العمل.
ويلفت العواد الى أن نحو 30 ألف سيارة توصيل تقدم خدماتها في العاصمة عمان ومختلف محافظات المملكة، مؤكدا أن تلك الخطوة تخلق دورة عمل وحركة للقطاع والقطاعات المرتبطة به كقطاعات الخضار واللحوم والدواجن والمخابز.
ويبين أن خدمات التوصيل نجحت أيضا في المحافظات الكبرى خاصة لمن يقدمون الوجبات السريعة، مشيرا إلى وجود عروض كبيرة ومنافسة لتقديم أفضل الأصناف والأسعار إضافة إلى التوصيل، لكنه يقول إن مطاعم الوجبات الشعبية (الطبيخ) والمطاعم الصغيرة في أطراف المحافظات والقرى تعذر عملها إلى الآن لعدم قدرتها على توفير خدمة التوصيل.
ويضيف أن معاودة القطاع إلى الحياة والعمل أتاح فرص عمل كثيرة سواء للأيدي العاملة المشتغلة في المطاعم ومحال الحلويات نفسها أو المشتغلين والعاملين بخدمة التوصيل وهو ما يعيد النبض إلى الأسواق تدريجيا.
ويؤكد العواد أهمية تشديد وزارة الصناعة والتجارة مراقبة التجار والارتفاعات السعرية غير المبررة التي لم تقف عند الزيت والسكر، وشملت اللحوم والدواجن والحبوب ومواد التعليب والتعقيم وغيرها، مبينا أن أسعارها تشهد ارتفاعات غير مسبوقة دون أدنى مبرر لذلك، مما يعني أن ما تستفيده المطاعم بالتوصيل يتم دفعه بدل ارتفاع الأسعار المتكرر مع ثبات أسعار المطاعم.
ويختلف طعيمة طعيمة (الذي يمتلك 6 أفرع محلية وإقليمية لأحد المطاعم السياحية)، مع ما يقوله العواد، ويقول إن خدمات التوصيل المنزلي لم تزد من إيرادات المطاعم، مبينا أن شركات التوصيل تطلب نسبة عالية من المطاعم تصل حتى 20 بالمئة من قيمة الطلب مقابل التوصيل، وهو ما تتلاشى معه الأرباح المتأتية تقديم منتجات المطاعم للزبائن عبر خدمات التوصيل.
ويؤكد أن تلك النسبة العالية ستطيل معاناة المطاعم التي تعتمد على خدمات التوصيل المنزلي في تقديم منتجاتها إلى الزبائن، موضحا أن نسبة ربح المطاعم تتراوح ما بين 20 إلى 25 بالمئة فقط من وجبات الطعام.
ويرى طعيمة الذي يشغل حوالي 70 عاملا بنسبة تشغيل تبلغ 50 بالمئة، أن القرارات الحكومية الأخيرة ساهمت إلى حد ما في تحسين رفع مبيعات المطاعم لكنها غير كافية؛ لأن قطاع المطاعم السياحية استنزف خلال جائحة كورونا ويحتاج مزيدا من القرارات التي تبقيه صامدا، مشيرا إلى أن تخبط القرارات في بداية أزمة جائحة كورونا أضر بالمطاعم.
مدير عام شركة كريم لخدمات التوصيل في الأردن والعراق محمد الحكيم يقول إن الإجراءات التحفيزية الحكومية انعكست على قطاع التوصيل بشكل إيجابي، وعلى قطاع المطاعم والحلويات خلال شهر رمضان، مضيفا أن عدد الطلبات تضاعف في مطاعم عدة مقارنة بالأشهر التي سبقت شهر رمضان.
ويؤكد أن خدمات التوصيل هي بمثابة طوق نجاة لهذا القطاع الذي عانى بشكل كبير من تبعات هذه الجائحة، معبرا عن أمله في أن تستمر الحكومة بدعم هذا القطاع وتعتبره دائما جزءا من الحل، لكونه أثبت أهميته على مختلف الأصعدة؛ سواء في دعم أعمال المطاعم أو في تقليل الازدحامات وتنقل المواطنين، وإيجاد فرص دخل لآلاف الشباب الأردنيين.
ويؤكد عضو لجنة إدارة المطاعم السياحية علاء الطاهر أهمية خدمات التوصيل في الحد من خسائر المطاعم التي عانتها من جراء تداعيات كورونا وخاصة في شهر رمضان المبارك، ويقول إنه لها دور كبير في تنشيط عمل المطاعم بما يحقق لها مزيدا من المبيعات.
ويضيف أن السماح الحكومي للمطاعم بممارسة أعمالها عبر خدمات التوصيل حتى ساعات الفجر زاد نسب البيع ما بين 20 إلى 50 بالمئة، لكنه يقول أن ما زالت الجهود أقل من المتوقع وهي مساهمات محدودة لتنشيط قطاع الطعام.
ويؤكد الطاهر أهمية رفع الحظر يوم الجمعة، معتبراً أن انعكاساته الاقتصادية تفوق باقي أيام الأسبوع بكثير، مطالبا في الوقت ذاته بتمديد ساعات عمل المنشآت خلال فترات الحظر الجزئي عقب شهر رمضان.
--(بترا)