الأنباط -
الأكاديمي مروان سوداح
صادف الأول من مايو / أيار هذا العام 2021، الذكرى الرابعة عشرة لافتتاح سفارة المملكة الأردنية الهاشمية في باكوعاصمة جمهورية أذربيجان، وبالتزامن معها تم افتتاح سفارة أذربيجان في الأردن. فبعد الانهيار السريع لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، استقلت هذه الكيانات الحكومية السابقة، وبدأت بشق طريقها الوطني والقومي المُستقل، وفقًا لمتطلبات المرحلة الجديدة والتحديات التي واجهتها آنذاك.
وفي خضم عملية الاستقلال الأذربيجاني، وتعميق ركائزها في أساساتها، وضمان سلام واستقلال الكيانية الحكومية الأذربيجانية الجديدة، شرعت جمهورية أذربيجان التي تتمتع بالاستقلالية والسيادة، بإرساء علاقات مباشرة مع مختلف دول العالم، ضمنها الأردن الذي افتتح هو الآخر سفارة له في العاصمة الجميلة باكو، المُطلة على شواطئ بحر قزوين الكبير، لتكتمل بالتالي عملية التواصل المباشر بين الدولتين والشعبين الشقيقين، وتبادل الخبرات والمنافع، وتعظيم المشتركات الكثيرة القائمة بينهما، وتلك الجديدة التي برزت تباعًا مع تلاحق السنين في عهد الاستقلالية الأذربيجانية. وهنا لا بد لي من استذكار صديقي التاريخي الكبير والمخلِص، أول سفير أذربيجاني لدى الأردن، الأخ الدكتور ألمان أراسلي، والسيدة عقيلته إلفيرا أراسلي التي أصدرت كتابًا شيقًا عن الأردن بعنوان (الأردن حُبّي)، فقد كانت علاقاتي قديمة جدًا مع المرحوم أراسلي مُذ كان نائبًا للسفير السوفييتي لدى المملكة، وفي الوقت نفسه شغل منصب مدير عام المركز الثقافي السوفييتي في العاصمة عَمّان. ولهذا، تعززّت علاقاتنا الثنائية، وامتدت إلى أبعاد عميقة ومتشعبة، وكذلك كانت في نتاجاتها الإعلامية والسياسية والثقافية طافحة بالإيجابيات والتنسيقات الثنائية في حقول عديدة. وفي موازاة ذلك، ارتقت العلاقات وتشعبت بين السيدتين الكاتبتين والإعلاميتين، زوجتينا إلفيرا أراسلي، و يلينا نيدوغينا، وخصّصت نيدوغينا مجالًا رحبًا في جريدتها التي ترأستها واسمها (الملحق الروسي)، نَشرت فيها عن يوميات الأردن وأذربيجان، وأخبار سفارتيهما في البلدين، وكان (الملحق) قد صدر أسبوعيًا ولعدة سنوات متتالية باللغة الروسية عن صحيفة (ذا ستار) السابقة، التابعة ليومية (الدستور) الأردنية.
في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2019، أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني مباحثات واسعة ومُثمرة مع فخامة الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان، أكد جلالة الملك خلالها أهمية الدور الذي تقوم به أذربيجان الشقيقة بقيادة الرئيس إلهام علييف على الساحتين الإقليمية والدولية، وقال "أهنئكم على نجاح قمة حركة عدم الانحياز التي استضفتموها مؤخرًا:، كما أثبت جلالته "متانة العلاقات بين الأردن وأذربيجان في مختلف المجالات، لافتًا إلى أن هناك مجالًا لتحسين العلاقات الاقتصادية"، وبيّن الملك "حرص الأردن على العمل مع أذربيجان للتصدي للتحديات في المنطقة". أبرز السيد الرئيس إلهام علييف بدوره، أن زيارة جلالة الملك "تشكّل فرصة لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية، وأشار إلى التنسيق المتواصل بين البلدين حول القضايا الدولية المختلفة"، وشدد على حرص أذربيجان "لتعزيز التعاون والتنسيق مع الأردن الشقيق في المجالات كافةً"، مُعربًا في الوقت نفسه عن "تقديره للدور المحوري الذي يقوم به الأردن بقيادة جلالة الملك في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
كما ونقرأ في الموقع الشبكي لرئاسة الوزارء للمملكة الأردنية الهاشمية، بتاريخ 23 آب / 2006، أن جلالة الملك عبد الله الثاني كان أجرى في القصر الرئاسي في باكو مباحثات مع فخامة الرئيس إلهام علييف، تركزت حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسُبل تعزيزها في المجالات كافة. وتطرقت المباحثات إلى القضايا "ذات الاهتمام المشترك" وضرورة "تعزيز التعاون في عدد من المجالات ذات الأولوية للبلدين"، بالإضافة للتطورات فيما يتصل بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، و"مشكلة الاحتلال الأرميني لإقليم ناغورنو قاراباغ الأذري، الذي يُشكّل نحو 20 بالمئة من مجمل الأراضي الأذربيجانية". يتبع.
*متخصص بشؤون الأردن وأذربيجان.